شبكة أطباء السودان تحذر: دارفور تواجه كارثة صحية غير مسبوقة بسبب الكوليرا
حذرت شبكة أطباء السودان والمنسقية العامة للنازحين من تفشي وباء الكوليرا في دارفور بوتيرة متسارعة، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي، حيث تجاوز عدد الإصابات المؤكدةً خمسة آلاف حالة.

مركز الأخبار ـ يشهد السودان موجة تفشي خطيرة لوباء الكوليرا، حيث انتشر المرض في عدة ولايات وسط انهيار شبه كامل للبنية الصحية والتي أدت إلى تفاقم الأزمة الصحية نتيجة النزاع المستمر وانخفاض حاد في معدلات التحصين، مما جعل ملايين السكان خاصة الأطفال معرضون للخطر.
حذرت شبكة أطباء السودان والمنسقية العامة للنازحين واللاجئين أمس الأحد 11آب/أغسطس من تفشي وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة في إقليم دارفور، مؤكدةً أن الوضع الصحي بات يهدد ملايين السكان بكارثة غير مسبوقة.
وأشارت الشبكة إلى أن عدد الإصابات المؤكدة تجاوز ستة آلاف حالة، مع تسجيل أكثر من 103 وفيات في منطقة طويلة بشمال دارفور وحدها بينهم أطفال ونساء، مضيفاً أن تفشي الأمراض والأوبئة في المنطقة الطويلة وصل إلى أكثر من 2500 إصابة، وسط تزايد مخيف للحالات ما ينذر بانهيار كامل للنظام الصحي والإنساني في المنطقة.
وأكدت الشبكة، أن هذا الانتشار الكارثي جاء نتيجة الانهيار الممنهج للنظام الصحي جراء الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع على المنطقة، والذي تسبب بتوقف سلاسل الإمداد وتعطيل برامج الرعاية الأساسية وانعدام الأدوية.
وأوضحت أن مئات الأطباء والكوادر الطبية تعرضوا للقتل والاعتداء والاختطاف، كما أجبروا على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم، مما ساهم في تشريديهم وهروبهم من المنطقة، وفاقم الأزمة الصحية.
أسباب تفاقم الأزمة
وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن تفشي الوباء، معتبرةً أن حرمان المؤسسات الرسمية والمنظمات الإنسانية من التدخل العاجل، إلى جانب تزايد أعداد المهجرين من منطقة طويلة، كانا من أبرز أسباب تفاقم الأزمة.
وقالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، إن هناك استمرار لتفشي الكوليرا في دارفور خصوصاً في مخيمات طويلة وجبل مرة ونيالا وزالنجي، مع ارتفاع مقلق في عدد الحالات اليومية المسجلة في مراكز النزوح.
ولفتت إلى أنه تم تسجيل معظم الحالات في مخيمات منطقة طويلة في الوقت التي تتركز بقية الحالات في منطقي مارتال جنوب طويلة وطبرة، مضيفةً إلى أن العدد التراكمي للحالات في المنطقة بلغ 3.761 حالة من بينها 71 حالة وفاة، مع وجود 137 حالة تحت العزل الصحي، كما تم تسجيل 110 خلال يوم واحد.
وتم تسجيل العديد من الحالات في مخيمات النزوح، حيث تم تسجيل 435 حالة إصابة مع 45 حالة وفاة في مخيم "كلمة" و191 حالة مع 49 وفاة في مخيم عطاش، و103 حالات مع 4 وفيات في مخيم دريج، بالإضافة إلى حالات في مخيم السلام.
وفي منطقة زالنجي، وصل الوباء إلى مخيم الحميدية بتسجيل 9 حالات مع وفاة واحدة، ومخيم خمسة دقيق 3 حالات مع وفاة، و30 حالة إصابة مع حالتي وفاة في منطقة تالولوا غرب زالنجي، وحالتين في منطقة كومبو وير الزراعية، وفي أوركوم جنوب زالنجي تم تسجيل 4 حالات. ومنذ تفشي الوباء بلغ إجمالي الحالات المؤكدةً خمسة آلاف و412 حالة و235 حالة وفاة.
وتواصل المنسقية التحذير من تفشي الوباء في دارفور، حيث يشهد انتشاراً متسارعاً وغير مسبوق، امتد إلى مناطق جديدة، ورغم النقص الحاد في المستلزمات الطبية وقلة مراكز العزل، تبذل الجهات الإنسانية، من منظمات ومتطوعين وغرف طوارئ وسلطات محلية، جهوداً مضنية لمكافحة المرض، متحدين الظروف الصعبة وشح الموارد المتاحة.