شبكة أطباء السودان: قوات الدعم السريع تدفن الجثث وتحرقها لإخفاء الإبادة
أعلنت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع قامت خلال الأيام الماضية بجمع مئات الجثث من شوارع وأحياء الفاشر عاصمة ولاية دارفور، حيث تم دفن عدد منها في مقابر جماعية، بينما أُحرقت أخرى بالكامل.
مركز الأخبار ـ اضطرّ عشرات الآلاف من سكان الفاشر إلى الفرار عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وقد وردت تقارير عن أعمال عنف واسعة النطاق ارتكبتها هذه القوات بحقّ المدنيين في المدينة وعلى طريق النزوح.
في بيان صدر اليوم الأحد التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت فيه شبكة أطباء السودان أن "قوات الدعم السريع" قامت خلال الأيام الماضية بجمع مئات الجثث من شوارع وأحياء الفاشر، وقامت بدفن عدد منها في مقابر جماعية، بينما أُحرقت أخرى بالكامل.
ووصفت ما حدث بأنه "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل قوات الدعم السريع"، مشيرةً إلى أن مدينة الفاشر شهدت واحدة من أبشع الانتهاكات اللاإنسانية، في محاولة واضحة لإخفاء آثار الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في المدينة الواقعة بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وأشارت الشبكة إلى أن ما حدث في مدينة الفاشر لا يُعد حادثاً فردياً، بل يمثل فصلاً جديداً من جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، ترتكبها قوات الدعم السريع دون أي اعتبار للمواثيق الدولية أو القيم الدينية التي تجرّم التمثيل بالجثث وتؤكد على حق الموتى في دفن كريم.
وأعربت عن إدانتها الشديدة لهذه الانتهاكات المروعة، محمّلة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر.
وأضافت من خلال بيانها أنّ "هذه الجرائم لن تُمحى بالتسترّ أو الحرق"، ودعت المجتمع الدولي إلى "التحرّك الفوري والعاجل لفتح تحقيق دولي مستقلّ فيما يجري بالفاشر"، مؤكدةً أنّ الأوضاع في الفاشر "تجاوزت حدود الكارثة الإنسانية إلى جريمة إبادة ممنهجة، تستهدف الإنسان في حياته وكرامته، في ظلّ صمت دولي مخزٍ يرقى إلى التواطؤ".
أكبر نزوح على مستوى العالم
بدورها، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان اليوم "الأزمة في السودان تمثل أكبر حالة نزوح على مستوى العالم، حيث يُقدر عدد المهجرين من منازلهم بنحو 12 مليون شخص".
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حذر، أمس، من الوضع الكارثي في مدينة الفاشر، مشيراً إلى أن "المدينة تنزف، وأن هناك حاجة ماسة للتحرك العاجل، لحماية المدنيين ووقف العنف المستمر، حيث قتل مئات الأشخاص في المدينة، بينهم نساء وأطفال، كما اعتُقل آلاف آخرون، بينهم كوادر طبية وصحفيون، وسط غياب طرق آمنة لمغادرة المدينة، ما يزيد من المخاطر على من بقوا محاصرين".