رسائل تحث على أهمية بناء مجتمع إيكولوجي في اليوم العالمي للبيئة
أكدت المشاركات والقائمات على احتفاليات اليوم العالمي للبيئة في إقليم شمال وشرق سوريا على أهمية بناء مجتمع إيكولوجي.
مركز الأخبار ـ ضرورة المحافظة على البيئة وزيادة نسبة المساحات الخضراء ونشر ثقافة حماية البيئة وبناء مجتمع إيكولوجي من أبرز الرسائل التي وجهتها الاحتفاليات التي أقيمت في إقليم شمال وشرق سوريا.
"البيئة نبض الحياة"
تحت شعار "البيئة نبض الحياة"، نظمت هيئة البيئة بمقاطعة منبج، اليوم الأربعاء 5 حزيران/يونيو، احتفالية بمناسبة يوم البيئة العالمي والتي تخللت العديد من الفقرات الفنية، وعرض مسرحي من قبل مركز الثقافة والفن، لتوعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة وبناء مجتمع إيكولوجي، كما تم تكريم الأطفال الذين شاركوا في تقديم الفقرات الفنية.
وتطرقت الرئيسة المشتركة لهيئة البيئة يسرى بصل إلى أبرز المشاكل التي تؤدي لتدهور الواقع البيئي "تشهد مدينة منبج تدهور في الواقع البيئي ويعود ذلك للكثافة السكانية وقلة الوعي الإيكولوجي لدى المجتمع، لذا نعمل على زيادة الوعي بالدرجة الأولى ونشر ثقافة حماية البيئة".
وعن برنامج الفعالية ورسائلها، بينت أن "الوعي يبدأ من الأطفال لذلك ركزنا في احتفاليتنا على تفعيل دور الأطفال وتوعيتهم في الحفاظ على البيئة من خلال العروض الفنية التي تم تقديمها، ونعمل على العديد من البرامج الأخرى التي تخص البيئة مثل زيادة المساحات الخضراء، والتخفيف من دخان المصانع والمولدات".
وأشارت إلى تطلعاتهم كهيئة البيئة "نسعى لبناء مجتمع إيكولوجي يدرك أهمية البيئة، لأننا نمضي نحو المستقبل الذي يواكب معه التطور الصناعي على حساب البيئة، لذا الحفاظ عليها مسؤولية كل فرد".
من جانبها ركزت رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية منيرة الكلزي على علاقة المرأة الفطرية بالطبيعة ودورها في نشر الثقافة الإيكولوجية "للمرأة دور كبير في المحافظة على البيئة وينبغي تطوير هذا الدور في نشر ثقافة حماية البيئة وبناء مجتمع إيكولوجي".
بدورها قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين منتهى بشماف والتي شاركت بفقرة فنية قدمها أطفال مخيم منبج الشرقي "أطفال المخيم يعيشون ظروف صعبة لقلة توفير المياه من قبل المنظمات المعنية، لذا اخترنا أطفال المخيمات للتعبير عن مدى أهمية المحافظة على المياه التي تمثل الجزء الأكبر في عالم البيئة، وكذلك أهمية زرع الأشجار والعطاء الذي يقدمه للإنسان".
وأكدت أن البيئة هي مسؤولية الجميع في أي مكان سواءً في المدينة أو الريف أو في المخيمات، ولكن المجتمع يلقي هذه المسؤولية على كاهل الإدارة وعمال النظافة والمعنيين بشؤون البيئة ومؤسسات المياه فقط، ولا يعلمون بأن الرفع من سوية الواقع البيئي يحتاج إلى تضافر للجهود.
وتطرقت منتهى بشماف إلى مشكلة بيئية يعاني منها سكان إقليم شمال وشرق سوريا "تؤثر المحروقات غير المكررة بالشكل الكامل سلباً على الواقع البيئي، ويشهد إقليم شمال وشرق سوريا محروقات غير مكررة ويعود ذلك لاستهداف الاحتلال التركي المتكرر لآبار النفط والمنشآت التي تقوم بتكريرها بشكل صحي".
ندوة ثقافية لمختصي البيئة في الحسكة
تحت شعار "أرضنا مستقبلنا معاً نستعيد كوكبنا"، عقدت مديرية البيئة ندوة ثقافية بالتنسيق مع اتحاد المثقفين في مدينة الحسكة، بحضور العشرات من أعضاء المؤسسات المدنية والمثقفين والمختصين بالبيئة والمنظمات.
وقالت الإدارية في مديرية البيئة روفند عبدو "نظمنا العديد من الفعاليات بمناسبة اليوم العالمي للبيئة منها حملات التوعية في الكومينات والمجالس وبين الأهالي، وتوزيع السماد الطبيعي وبذور الأزهار لهم"، مضيفةً "تضمنت الندوة محاضرات عن القضايا البيئية، والصعوبات وإيجاد الحلول، وتلوث التربة ومواضيع مختلفة عن الوعي الإيكولوجي والصحة والبيئة، بالإضافة إلى فتح باب النقاش للمشاركين/ات في الندوة وتبادل الآراء حول ذلك لإيجاد حلول للقضايا البيئية".
وأشارت إلى أن الهدف من عقد مثل هذه الندوات هو جذب الوعي العالمي والمحلي نحو القضايا البيئية في المنطقة "بعد هجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا واحتلال بعض المدن والحروب التي شهدتها المنطقة، تأثرت البيئة كثيراً حيث تم قطع الأشجار وخاصة في مدينة عفرين، وقطع المياه عن مدينة الحسكة، وبناء الاحتلال التركي سدود على مياه نهر الفرات الأمر الذي تسبب بخفض منسوب المياه".
من جهتها قالت عضو هيئة البيئة في مقاطعة الجزيرة حلا الأحمد "طرحنا العديد من المقترحات ضمن هذه الندوة منها اتخاذ إجراءات ضد التلوث البيئي ومكافحته، وما تمر به المنطقة من حروب أثرت وبشكل سلبي على البيئة واستخدام الحراقات والمولدات وكثرة عدد السيارات، لذا نواجه مشاكل في مكافحة هذه الظواهر، ونعمل على زيادة المساحات الخضراء، وتصغير النفايات وإنشاء غابات اصطناعية وإقامة دورات توعوية في المدارس ودعم المبادرات الشبابية".
واختتمت الندوة بجملة من التوصيات ومنها الإدارة السليمة للنفايات الصلبة، رفع مستوى الوعي البيئي وزيادة الغطاء النباتي، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والتوجه للفرز المنزلي للنفايات وإعادة تدويرها، وصناعة السماد الطبيعي من بقايا الطعام ورصد الملوثات البيئية عبر المخابر.
قطع الأشجار من أهم ما ركزت عليه الندوة في الطبقة
كما نظمت هيئة البيئة في الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة الطبقة بالتعاون مع مكتب التدريب والتأهيل في المجلس التنفيذي، ندوة حوارية تحت شعار "البيئة والإنسان" لمناقشة أهم التحديات التي تواجه البيئة، ووضع طرق لمكافحة هذه الظواهر التي تهدد البيئة والإنسان.
وأشارت الرئيسة المشتركة لهيئة البيئة هبة الخلف إلى أن هدفهم من عقد هذه الندوة هو الحث على أهمية الحفاظ على البيئة وإعطاء توجيهات منها الاهتمام بنظافة البيئة والاهتمام بالغطاء النباتي الأخضر وعدم قطع الأشجار وانجراف التربة وزراعة النباتات التي تؤدي إلى استنزاف خصوبة التربة.
وحول أهمية الندوة، قالت الإدارية في مجلس المرأة السورية جهينة مسو "جاءت الندوة تزامناً مع اليوم العالمي للبيئة، حيث أن لها أهمية كبيرة في تعريف ونشر الثقافة الإيكولوجية بين أفراد المجتمع، والتي تعتبر أحد مبادئ وأطروحات القائد عبد الله أوجلان".
وأشارت إلى الأسباب التي أدت إلى ظهور خلل في البيئة "إن التمدد العمراني والتضخم السكاني الكبير، واستخدام أساليب وطرق خاطئة ضمن الأنشطة والأعمال الزراعية والتجارية والصناعية، إضافةً إلى التداعيات التي خلفتها الحروب التي شهدتها المنطقة لسنوات عديدة، كان له العديد من التداعيات السلبية والتي أثرت بشكل كبير ومباشر على البيئة".
مناقشة وطرح حلول للمحافظة على البيئة
كذلك نظمت هيئة البيئة وجامعة كوباني في مقاطعة الفرات منتدى حواري بهدف النقاش وطرح حلول حول أهمية البيئة وكيفية المحافظة عليها ضمن المجتمع، تحت شعار "بالعلم والمعرفة من أجل بيئة نظيفة".
وتضمن المنتدى أربع محاور رئيسية وهي المرأة والبيئة، التشجير كثقافة مستدامة والتلوث في البيئة، مصادر المياه وتلوثها في مدينة كوباني، وبعد الانتهاء من إلقاء المحاضرة حول كل محور، فتح باب النقاشات وطرح الحلول حول كيفية الحفاظ على البيئة وحمايتها.
وقالت الرئيسة المشتركة لهيئة البيئة في مقاطعة الفرات ألماز رومي "في كل عام نبدأ بتنظيم حملات توعوية حول البيئة وأهمية المحافظة عليها، وهذا العام عملنا على استقبال يوم البيئة العالمي بطريقة مختلفة وهي عقد منتدى للاستماع والنقاش حول المشاكل التي تواجه البيئة في مناطقنا وكيفية حمايتها".
وعن محور المرأة والبيئة، أشارت إلى أن "المرأة منذ ظهور المجتمع الطبيعي هي من اكتشفت وحافظت وعملت على حماية الطبيعة والبيئة، من أجل هذا للنساء ارتباط خاص بالطبيعة كما أن الطبيعة لها تأثير كبير على المرأة، لذلك كانت النقاشات حول محور المرأة والبيئة موسعة وغنية بطرح الحلول لحماية البيئة وكيف بإمكان المرأة اتخاذ دورها في حماية البيئة".
وتحدثت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة كوباني ليلى أحمد عن دور المنتدى بإيجاد حلول جذرية لحماية البيئة في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك تم النقاش حول الأضرار التي تسببها المصانع.