رسائل مع شمعة عبر الفرات ... تعبير يحاكي عجز المجتمع الدولي عن تحقيق السلام

نساء منبج ينتقدن دعاة السلام في يوم السلام العالمي في الوقت الذي يتم التغاضي عن فلسلفة القائد عبد الله أوجلان لتحقيق السلام.

منبج ـ في يوم السلام العالمي انتقدت نساء مقاطعة منبج في إقليم شمال وشرق سوريا المجتمع الدولي ودعاة السلام، على عدم تحقيق السلام والعدل في قضية القائد عبد الله اوجلان، كون فسلفته نموذج مثالي في تحقيق مفهوم السلام.

يصادف الأول من أيلول/سبتمبر يوم السلام العالمي وعلى ضوء هذا اليوم عبرت نساء مقاطعة منبج عبر إلقاء بيان عن موقفهن حيال سجن القائد عبد الله أوجلان من قبل السلطات التركية وصمت المجتمع الدولي الذي يدعي السعي لتحقيق السلام، بينما يتم اعتقال أحد أبرز رواد السلام.

وجاء البيان باسم لجنة المرأة في مبادرة حرية القائد عبد الله اوجلان في مقاطعة منبج وركز البيان على عدم التزام المجتمع الدوالي بقانون حماية حقوق الإنسان، وأن دعوات نشر قيم السلام أصبحت أقوالاً بدون أفعال على وجه الخصوص بشأن قضية القائد عبد الله اوجلان.

وعرف البيان في بدايته مفهوم السلام بالقول إن "السلام كلمة جوهرية تحمل في طياتها الدعوة إلى اعتناق مبادئ التسامح والعيش المشترك سبيلاً وأساساً لنشر الديمقراطية وترسيخ حق الإنسان في العيش الكريم بتناغم ومحبة وانسجام مع باقي المكونات المجتمعية على اختلاف الوانها وقومياتها ودينها فمفهوم السلام بمعناه الحقيقي والعميق نابع من قيم المجتمع الإنساني".

كما ركز على دور السلام في "حاجته الملحة للتصدي لجميع الأخطار الناجمة عن ويلات الحروب والصراع والاقتتال السياسي والطائفي والمذهبي والعنصري والمصلحي مع تفاقم التحديات العالمية والصراعات في عصرنا الراهن وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية بشكل متزايد في العديد من الأماكن وبوجود القوانين والمواثيق الدولية والاتفاقيات التي تنص على صون حقوق الانسان وتنادي بنشر قيم السلام والتسامح والمساواة والكرامة الإنسانية وتطبيقها على أوسع نطاق".

وأكد البيان أنه "في ظل كل هذه الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان أصبح نشر ثقافه السلام والتسامح قولاً فقط لا فعلاً والسلام هو مفهوم الحالة المثالية للسعادة والحرية والديمقراطية بين جميع الشعوب والأمم والفكرة متمثلة بعدم وجود العنف في العالم وهذا ما دعا اليه القائد والمفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان في الوقت الذي نادى فيه لحريه جميع الشعوب والعيش المشترك دون تمييز أو تفرقه بين أي شعب أو مكون أو ثقافة أو عرق أو دين".

ولفت البيان إلى أن أفكار القائد عبد الله أوجلان التحررية تنادي بالديمقراطية وإحلال السلام في جميع أنحاء العالم وأنه "يقف في وجه الأنظمة الاستبدادية الرأسمالية التي تسعى إلى خلق الفوضى وعدم الاستقرار وهذه الأفكار لم تؤثر على تركيا فقط إنما تؤثر على الشرق الأوسط أيضاً ودول العالم مما جعلهم يتآمرون على القائد ويتم اسره في سجن إمرلي وتشديد العزلة عليه".

وتساءل البيان "كيف لهم ان يأسروا حرية شخص ينادي بالسلام في جميع أنحاء العالم؟ ولكن العالم تآمر عليه وكبل حريته فهم لا يعرفون أن حرية الإنسان في عقله وفكره الذي أنار طريق الحرية لجميع الشعوب المضطهدة لذا نحن اليوم كلجنة المرأة في مبادرة حرية القائد عبد الله اوجلان في مقاطعة منبج، في الأول من أيلول يوم السلام العالمي نرفع شعارنا ليسمع العالم أجمع وليسمع مناصرو السلام (Jin Jiyan Azadî، المقاومة حياة، الحرية الجسدية للقائد عبد الله اوجلان، لا حياة بدون القائد)".

وطالب البيان الدولة التركية والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بفك العزلة عن القائد أوجلان وإطلاق سراحه "نحن بتنا نعرف سياسة الدولة التركية فهي تفرض هذه العزلة المشددة لأنها تعرف أن مفتاح السلام بيد القائد عبد الله اوجلان وأن حل جميع القضايا في الشرق الأوسط ستكون بفكر الأمة الديمقراطية الذي ينادي بالتآخي والمحبة والتسامح وإحلال السلام لذا علينا تصعيد نضالنا بطليعة المرأة وقيادة هذه المرحلة بكل جداره لنكون لائقات بها ونكمل مسيرة شهيداتنا أمهات السلام اللواتي ضحين بأرواحهن من أجل السلام وعلينا أن نقود هذه المرحلة ونطلق عملية سلام حقيقية ونتحدى كل الظروف ونحقق السلام بأيدينا".

وبعد إلقاء البيان شاركت النساء بكتابة رسائل للقائد عبد الله أوجلان ورميها مع شمعة في نهر الفرات، كأحد التعابير بأن العالم عاجزاً عن تحقيق السلام والعدل، لذا بعثوا رسائلهم عبر النهر للقائد أوجلان، في ظل تشديد السلطات التركية العزلة عليه.