رسالة احتجاج من ناشطات: المبعوث الأممي تجاهل أصوات النساء وهمش المجتمع المدني

انتقدت ناشطات يمنيات في رسالة احتجاج زيارة المبعوث الأممي إلى البلاد، معتبرات أن الزيارة حملت طابعاً شكلياً واستعراضياً، واتسمت بتجاهل متعمد لأصوات النساء المتضررات من الحرب، وتهميش ممثلي المجتمع المدني والناشطين في الساحة.

اليمن ـ تشهد مدينة عدن منذ أشهر تصاعداً في الحراك النسوي الغاضب، نتيجة ما يعتبرنه تهميشاً مزدوجاً تمارسه السلطات من جهة، والمنظمات الدولية من جهة أخرى، في بلد تتصدر فيه النساء قوائم الضحايا، وتُقصين من كل مراحل صناعة القرار.

أثارت زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن ردود فعل غاضبة في مدينة عدن، بعد أن اعتبرت ناشطات في حركة  "ثورة النسوان" أن الزيارة حملت طابعاً شكلياً واستعراضياً، واتسمت بتجاهل متعمد لأصوات النساء المتضررات من الحرب، وتهميش ممثلي المجتمع المدني والناشطين في الساحة.

وفي رسالة احتجاج حادة، قالت المشاركات إن الزيارة الأخيرة للمبعوث "افتقرت للجدية والمصداقية" كونها اقتصرت على لقاءات رسمية مع مسؤولين وأطراف سياسية محسوبة على السلطة، دون أن تشمل أية مساحة حقيقية للقاء مع من وصفتهم الرسالة بـ"صاحبات المعاناة الفعلية".

واتهمت الناشطات مكتب المبعوث الأممي باتباع سياسة "الإقصاء المنهجي" بعد رفضه عقد لقاء مباشر مع نساء تمثلن ضحايا النزاع، وناشطات تناضلن من أجل تمثيل النساء في مسارات السلام والعدالة الانتقالية، واعتبرن أن هذا الرفض يعكس "انحيازاً فاضحاً" لصالح الأطراف الرسمية، التي وصفتها الرسالة بأنها "جزء من الأزمة لا من الحل.

وجاء في نص الرسالة "نحن لسن هامشاً في الحرب، بل في صُلب المأساة، من حقنا أن نُسمع، لا أن يُتحدث باسمنا من خلف طاولات مغلقة، من قبل أطراف تستثمر في مأساتنا دون تفويض ولا تمثيل حقيقي".

وأضافت المشاركات أن تغييب النساء عن اللقاءات الأممية لا يُضعف فقط فرص السلام، بل يؤكد أن المنظمات الدولية باتت تتواطأ عن وعي أو تجاهل مع السياسات التي تكرّس التمييز وتهمّش الفئات الأكثر تضرراً من الصراع.

وأشارت الحركة في بيانها إلى أن "الزيارة لم تأتِ بجديد، بل كرّست الصورة النمطية لتعامل المجتمع الدولي مع الملف اليمني، حيث تُؤخذ النساء كديكور للخطابات، بينما يتم أقصائهن عن الفعل السياسي الحقيقي".

وأكدت المشاركات أن تجاهل مطالب النساء والناجيات من الحرب لا يمثل خرقاً للعدالة فقط، بل يُفقد أي عملية سلام مصداقيتها، مضيفات أنه "لا سلام دون عدالة، ولا عدالة دون صوت النساء وإذا استمرت الأمم المتحدة في تجاهلنا، فسنكون أول من يشكك في نزاهة مساعيها".