رجال حلب يرفعون صوتهم: لا للعنف ضد المرأة نعم للمجتمع الحر

استنكر رجال حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب بإقليم شمال وشرق سوريا، كافة أشكال العنف والاضطهاد الذي تتعرض له النساء في العالم، مشدداً على أن تحرير المرأة شرط أساسي لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على المساواة والشراكة والحرية.

حلب ـ في مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وجه رجال حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، رسالة إلى الرأي العام العالمي يؤكدون فيها رفضهم القاطع لكل أشكال العنف والاضطهاد الذي تتعرض له النساء في مختلف أنحاء العالم.

أدلى رجال حيي الأشرفية والشيخ مقصود والعاملين ضمن المؤسسات والأحزاب السياسية والمدنية، اليوم الاثنين 24 تشرين الثاني/نوفمبر، ببيان إلى الرأي العام العالمي، استنكر من خلاله كل أشكال العنف الذي تتعرض له النساء في العالم وذلك مع حلول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

وجاء في البيان "إنَّ استخدام العنف ضد المرأة أداة ناتجة عن التعصب الجنسوي، وهي ظاهرة ذات جذور تاريخية عميقة تعود إلى ما قبل التاريخ، واستمرت بأشكال متعددة عبر الزمن"، مشيراً إلى أنه يُعد شكلاً من أشكال التمييز والتحيّز على أساس الجنس.

ولفت البيان إلى أن "هذه الظاهرة نشأت من تفاعلات معقدة بين عوامل ثقافية واجتماعية واقتصادية ودينية، ساهمت في تقسيم الأدوار بين الجنسين، وترسيخ تفاوتات كبيرة بين الجنسين على مختلف الصعد، وبناءً على ذلك، فإنَّ العنف ضد المرأة ظاهرة متعددة الأبعاد، تعود إلى عوامل مترابطة تراكمت عبر التاريخ المكتوب، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً، تتضافر مجموعة من الأسباب التي تساهم في ترسيخ هذا العنف، وتُضاعف من آثاره الوخيمة والكارثية على المجتمع، وهذا يعكس مسيرة طويلة من التحديات والصراعات التي خاضتها النساء في سبيل الوصول إلى المساواة والعدالة".

وأضاف البيان "إنَّ رسالتنا في هذه المناسبة تؤكد أنَّ الحرية بمعناها السوسيولوجي والفلسفي، تقوم على التنوع والاختلاف، والإنسان باعتباره خلاصة التاريخ وتراكم الذكاء الكوني، لا يمكن أن يحقق حريته الكاملة دون تحرير المرأة، فحرية المرأة شرط جوهري لحرية المجتمع بأسره، إذ ترتبط بتحرير كل الفئات المستضعفة من هيمنة الأنظمة السياسية والثقافية والاجتماعية، والحياة الندية هي البديل الحقيقي لهذه الهيمنة، حيث يتجسد التعاون والمساواة".

وأكد البيان على "ضرورة إتاحة المجال للمرأة كي تشارك بفعالية في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، باعتبار أنَّ الحياة الندية قد أصبحت إحدى براديغمات القرن الحادي والعشرين، فهي تعيد بناء العلاقات الاجتماعية على أساس الشراكة والتعاون، وتعزز التماسك الاجتماعي، وتمثل بديلاً لنظام الهيمنة الذي أسس للتمييز والاضطهاد".

واختتم البيان بالتشديد على أن مبدأ الثنائية هو الطريق نحو تطور المجتمعات وتجاوز الإشكاليات الاجتماعية بين المرأة والرجل "النصر سيكون دائماً حليف المرأة الحرة والرجل الحر، فكلاهما معاً يؤسسان المجتمع الحر، لا للتمييز والتعصب الجنسوي، لا للعنف ضد المرأة، معاً لبناء مجتمع السلام والمجتمع الديمقراطي".