رغم وقف إطلاق النار... أطفال غزة بين الموت والجوع والبرد القارس

أكدت اليونيسف أن الأطفال في غزة يواجهون برداً قاسياً وسوء تغذية رغم وقف إطلاق النار، فيما تشير تقارير إلى مقتل أكثر من 20 ألف طفل وإصابة عشرات الآلاف منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

مركز الأخبار ـ يواجه سكان قطاع غزة ظروفاً مناخية قاسية ونقصاً في الغذاء، إضافة إلى آثار الهجمات المستمرة، وسط حصار وقيود إسرائيلية تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية وتهدد حياة الملايين.

أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في فلسطين أمس الأربعاء 24 كانون الأول/ديسمبر، أن معاناة الأطفال في قطاع غزة ما زالت مستمرة رغم إعلان وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنهم يواجهون برداً شديداً، وهجمات متواصلة، إضافة إلى سوء التغذية الناتج عن القيود المفروضة.

وأشار إلى أن المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، لا يزالون يعانون أوضاعاً صعبة، حيث يشهد القطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 هجمات وصفها بأنها "بالغة القسوة"، موضحاً أن التقارير تشير إلى مقتل أكثر من 80 طفلاً منذ إعلان وقف إطلاق النار، مؤكداً أن الظروف المناخية القاسية تزيد من معاناة الأطفال، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل متواصل، فيما وصلت أنباء عن غمر مياه الأمطار للخيام التي تؤوي النازحين.

وأضاف أن جهود اليونيسف والمنظمات الإنسانية الأخرى مستمرة لتقديم الدعم والمساعدات، إلا أن الأوضاع الإنسانية في غزة ما زالت شديدة الصعوبة، مشدداً على أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الهجمات الإسرائيلية، موضحاً أنهم تكبدوا معاناة لا يمكن وصفها نتيجة استمرار الاعتداءات منذ عامين.

ولفت إلى أن التقارير تفيد بمقتل أكثر من 20 ألف طفل وإصابة ما يزيد على 44 ألفاً منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤكداً أن الأزمة في غزة لا تنعكس فقط على صحة الأطفال الجسدية، بل تمتد لتؤثر بعمق على حالتهم النفسية وسلامة عقولهم.

وقال إن آلاف الأطفال في غزة أصبحوا أيتاماً نتيجة الهجمات، فيما فقد آخرون أطرافهم، سواء ساقاً أو ذراعاً أو حتى كليهما، مضيفاً أن جميع الأطفال في سن الدراسة، والذين يبلغ عددهم نحو 638 ألفاً، حُرموا من عامين دراسيين كاملين بسبب استمرار الأزمة.

وأكد أن نصف سكان القطاع من الأطفال، وجميعهم بحاجة ماسة إلى دعم نفسي واجتماعي لمساعدتهم على تجاوز آثار الحرب والمعاناة المستمرة، منوهاً إلى أن بعض الأرقام التي نشرتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً، تشير إلى حاجة قرابة 4 آلاف طفل للإجلاء من غزة لأسباب صحية.

وفي السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، اندلعت الحرب بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل نحو 71 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألفاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، ومع ذلك تواصل القوات الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتشديد حصارها على القطاع.

ورغم توقف حرب الإبادة، لم يطرأ أي تحسن على ظروف المعيشة في قطاع غزة، إذ ما تزال إسرائيل تفرض قيوداً صارمة على دخول شاحنات المساعدات الإنسانية، في انتهاك واضح للبنود الإنسانية الواردة في الاتفاق، الأمر الذي يفاقم معاناة السكان ويحول دون وصول الدعم الضروري إليهم.