قُتلت 33 امرأة و10 أطفال خلال شهر في إيران
على مدار شهر، قُتلت 29 امرأة و10 أطفال، كما تم إعدام أربع نساء أخريات سبق الحكم عليهن بالإعدام بتهم القتل والمخدرات.

مركز الأخبار ـ الشرف والفخر كلمات تثقل كاهل النساء كالسلاسل؛ منذ اللحظة الأولى التي تسمع فيها المرأة هذه الكلمات من والدها أو أخيها أو زوجها أو حتى من شخص غريب، فإنها تحمل هذه السلسلة كعبء ثقيل.
إن قتل النساء باسم "الشرف" ليس نتاج عقلية مريضة ومتسلطة فحسب، بل هو أيضاً نتيجة لنظام يضع في جوهره السلطة في أيدي الرجال لتبرير عنفهم تحت ستار "الحق"، وإن جريمة قتل النساء ليست حادثة أو واقعة محلية، وإن المرأة التي تقتل في صمت، في غرفة نوم أو مستودع أو في زقاق منعزل، على يد رجل يسميها "شرفه"، هي جريمة ثقافية.
وهذا النوع من الجريمة يتسامح معها المجتمع من خلال مدح القاتل والشفقة عليه، وتبرير قتل المرأة، وتسمية غضب الرجل بالغيرة، كما إن قتل النساء ليس مجرد حدث، بل هو نظام معقد؛ من العائلة إلى المدرسة التي تعلم الفتاة الصمت والولد القوة، إلى القانون الذي لا يضع قيمة كبيرة لدم المرأة ووسائل الإعلام التي تغطي جسد المرأة ولكن لا تغطي سكين الرجل، وهذه مجموعة من القوانين والتقاليد والتعاليم التي تقود المرأة إلى الصمت والموت وتشجع الرجل على الهيمنة والحصانة، وبذلك تكون النساء ضحايا صامتون للمفاهيم الأبوية.
ففي 23 أذار/مارس، أقدم مراهق يبلغ من العمر 15 عاماً ويقيم في أستارا على الانتحار بإلقاء نفسه من مبنى مكون من ثمانية طوابق لأسباب غير معروفة وفقد حياته.
وفي 24 أذار/مارس، تعرضت امرأة في مدينة مينوشهر بمحافظة خوزستان للقتل الوحشي على يد زوجها بحجة عصيان أوامره، وفي ذات اليوم أقدمت شابة تدعى سوما سيجاري من سكان مدينة سقز على محاولة الانتحار لأسباب مجهولة، ما أدى إلى فقدان حياتها.
بينما عُثر، في الـ 25 أذار/مارس، على جثة السجينة السياسية السابقة سارة تبريزي في منزل والدها بطهران، وقد توفيت في ظروف غامضة، كما أقدم مراهق يبلغ من العمر 16 عاماً من مدينة راسك، على الانتحار وفقد حياته بسبب ما وصفها بخلافات عائلية.
وفي 26 أذار/مارس، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 30 عاماً تُعرف باسم فرزانة مرادي، وهي أم حامل لابنتين تبلغان من العمر 5 و8 سنوات، تعيش في مدينة كوزران في محافظة كرماشان، على يد زوجها لأنها كانت حاملاً بفتاة، وفي طهران أقدم رجل على قتل زوجته بسبب ما قيل إنه خلافات عائلية.
وفي 29 أذار/مارس، تم إعدام امرأة تبلغ من العمر 24 عاماً تدعى مهناز كاكائي، والتي حُكم عليها سابقا بالإعدام بتهمة القتل، في سجن أصفهان المركزي، وفي ذات اليوم وردت أنباء عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 38 عاماً تُعرف باسم فرزانة سيباهى من قرية تشاهمير في مقاطعة سيب وسوران، والتي قُتلت على يد شقيقها 10 آذار/مارس، في جريمة قتل بدافع الشرف.
ففي الشهر التالي، وتحديداً يوم الأربعاء الموافق 2 نيسان/أبريل، قُتلت فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً تسكن في مدينة استهبان بمحافظة فارس على يد والدها بسبب ما قيل إنه نزاعات عائلية.
وفي 3 أبريل/نيسان، حاولت نرجس محمدبور، وهي طبيبة مقيمة في قسم أمراض النساء والتوليد بجامعة تبريز، الانتحار لأسباب مجهولة وفقدت حياتها، كما قُتل طفل يبلغ من العمر 12 عاماً يُدعى أيلار زهيربور، من سكان مدينة شاباد (غرب إسلام آباد)، على يد والده بحجة إجراء الطفل مكالمة هاتفية مع والدته التي كانت تعيش منفصلة عنه، وفي ذات اليوم قُتلت امرأة شابة تبلغ من العمر 36 عاماً تدعى آزيتا فلاحي، أم لطفلين يبلغان من العمر 16 و11 عاماً، من مدينة قروه ومقيمة في مدينة سنقور، على يد زوجها ووالده لأسباب مجهولة.
كما أقدمت شابة مجهولة الهوية، في الـ 5 نيسان/أبريل، على الانتحار بإلقاء نفسها أمام قطار المدينة في محطة مترو "مسرح شهر" لأسباب مجهولة، ما أدى إلى وفاتها، كما قُتلت شابة تُدعى ثريا بياتلو، وهي من سكان طهران، على يد زوجها في جريمة قتل بدافع الشرف.
وفي 7 نيسان/أبريل، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 30 عاماً تسكن في قرية لولمان بمحافظة رشت على يد أحد معارفها، بذريعة ما وصف بالخلافات الشخصية، بالإضافة لتعرض امرأة تعيش في طهران للقتل الوحشي على يد زوجها في جريمة قتل بدافع الشرف.
كما أقدم رجل في مدينة إيلام، في الـ 8 نيسان/أبريل، على قتل زوجته زهرة نورمحمدي وولديه لأسباب مجهولة ثم حاول الانتحار، وفي مقاطعة فاروج قُتلت امرأة تبلغ من العمر 39 عامًا تسكن على يد زوجها بسبب ما قيل إنه نزاع عائلي، كما قُتلت امرأة شابة تُدعى زهراء كرديزدي، من سكان قرية إمام قيس في محافظة بروجن، على يد زوجها لأسباب مجهولة، إلى جانب ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات والتي تُدعى شايدا مرادي.
وفي ذات اليوم تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق ثلاث نساء سبق وأن حُكم عليهن بالإعدام بتهم تتعلق بالقتل والمخدرات في سجن وكيل آباد بمدينة مشهد.
وفي 9 نيسان/أبريل، قُتلت امرأة شابة تسكن في مقاطعة نور على يد زوجها بسبب ما قيل إنه نزاعات عائلية، كما عُثر على جثة امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً تحت أحد الجسور جنوب طهران، وألقت أخرى بنفسها خارج السيارة خوفاً من اعتداء الراكب عليها.
وعُثر في الـ 10 نيسان/أبريل، على جثة شابة تدعى إلميرا، من سكان طهران، قُتلت على يد زوجها في أوائل شباط/فبراير الماضي بسبب طلبها الطلاق، على مشارف مدينة شهريار، وفي اليوم التالي تم العثور على جثة فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً تدعى هديدة فلاح مكراني من مدينة مياندرود في غابات عباس آباد بهشهر، مازندران، والتي قُتلت على يد أشخاص مجهولين وتركت جثتها، بعد أن تعرضت للاغتصاب.
وفي الـ 12 نيسان/أبريل، قُتلت فتاة أفغانية تبلغ من العمر 18 عاماً تعيش في باكدشت على يد شقيقها في جريمة قتل بدافع الشرف، وفي اليوم التالي أقدم رجل في مدينة بندر عباس، على قطع رأس زوجته أمام طفله البالغ من العمر 7 سنوات بذريعة الشرف ثم انتحر، كما قُتلت امرأة تبلغ من العمر 55 عاماً تسكن في مدينة خامام بمحافظة جيلان على يد ابنها لأسباب مجهولة.
بينما قُتلت امرأة شابة تسكن في مدينة مشجينشهر على يد زوجها بسبب ما قيل إنه نزاع عائلي، في الـ 14 نيسان/أبريل، كما أقدم رجل في مقاطعة شازاند على قتل زوجته البالغة من العمر 51 عاماً بسبب نزاعات عائلية.
وفي يوم 15 نيسان/أبريل، تم إعدام امرأة تدعى مرضية إسماعيلي، والتي سبق وأن حُكم عليها بالإعدام بتهمة المخدرات، شنقاً في سجن قزوين.
كما قُتلت فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً تدعى فاطمة سلطاني، في الـ 17 نيسان/أبريل، على يد والدها في مدينة إسلام شهر، بذريعة ما وصفه بخلافات عائلية، وفي اليوم التالي، تم العثور على جثة مجهولة الهوية لامرأة بلوشية متحللة على طريق نيكشهر-قسرقند.
وفي 20 نيسان/أبريل، تعرضت امرأة حامل تعيش في مقاطعة نيهبندان للضرب على يد زوجها بسبب ما قيل إنه نزاع عائلي وتوفيت بعد نقلها إلى المستشفى.
جرائم القتل التي وقعت في آذار/مارس 2025، أظهرت أن 16 امرأة وأربعة أطفال قُتلوا، كما تم إعدام ثلاث نساء سبق الحكم عليهن بالإعدام لقتلهن أزواجهن، وبحسب الإحصائيات الصادرة حديثا، تم يوم السبت 1 آذار/مارس إعدام امرأة تدعى آسية قوايششم 45 عاماً، والتي حُكم عليها بالإعدام بتهمة المخدرات، في سجن وكيل آباد في مشهد.
والجدير بالذكر أن العديد من جرائم القتل لا يتم الإبلاغ عنها، وبسبب القيود السياسية والثقافية السائدة في المجتمع، من المستحيل الحصول على إحصاءات حقيقية، والإحصاءات المقدمة تشمل فقط الحالات التي يتم فيها نشر الأخبار.