قصف مجاعة ومرض... مثلث الرعب يفتك بسكان غزة

مع دخول حرب الإبادة الجماعية في غزة يومه الـ645، أفادت مصادر طبية أن أكثر من 60 شخصاً بينهم منتظري المساعدات وأطفال قتلوا منذ فجر اليوم.

مركز الأخبار ـ لا تزال المأساة الإنسانية غير المسبوقة مستمرة في غزة، من مجاعة وحصار مطبق ونقص في الإمدادات الإنسانية والأدوية، فضلاً عن تسبب الحرب بمقتل وإصابة ألاف المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وتدمير البنية التحتية والنزوح الجماعي المتكرر للأسر.

قالت مصادر طبية اليوم السبت 12 تموز/يوليو، إن ما لا يقل عن 60 شخصاً بينهم أطفال قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية 13 منهم في غزة و30 قتيلا و180 مصاباً من منتظري المساعدات الإنسانية في منطقة الشاكوش برفح، لافتةً إلى أن عدد ضحايا المساعدات الإنسانية اللذين تم استهدافهم من قبل القوات الإسرائيلية بلغ 803 قتيل و5300 مصاب، إضافة إلى 41 مفقود.

وكانت "الأونروا" قد حذرت في وقت سابق من عواقب صحية وخيمة نتيجة غياب المياه النظيفة واكتظاظ الملاجئ وارتفاع درجات الحرارة، داعيةً إلى رفع القيود والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية، بما في ذلك مستلزمات النظافة.

بدوره قال مدير مشفى "الشفاء" الطبي في غزة، إن مثلث الرعب المتمثل في القصف والمجاعة والمرض يفتك بالسكان، مشيراً إلى أنه تم تسجيل أكثر من 100 قتيل يومياً ومئات المصابين، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية  وأزمة وقود تهدد بإغلاق المستشفيات.

 

 المجاعة تهدّد مئات الآلاف

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم من تفاقم خطر المجاعة الذي يهدّد مئات الآلاف من السكان، في مقدمتهم أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة، وذلك وسط صمت دولي مخز، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تواصل إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والطبية في واحدة من أشد جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث.

وشدد المكتب على أن المجاعة التي يشهدها القطاع تشتد يوماً بعد أخر، فقد سجل خلال الأيام القليلة الماضية عشرات حالات الوفاة نتيجة نقص الغذاء والمكملات الدوائية الأساسية، في مشهد إنساني بالغ القسوة، منوهاً إلى أن القوات الإسرائيلية تمعن في جريمته من خلال منع إدخال الطحين وحليب الأطفال والمواد والمكملات الغذائية والطبية بشكل كامل في سياسة ممنهجة لتجويع السكان وخاصة الأطفال وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.

وقال إن عدد الأطفال اللذين استشهدوا بسبب سوء التغذية بلغ حتى الآن 67 طفلاً، بينما يواجه أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة خطراً حقيقياً ومباشراً من سوء التغذية الحاد خلال الأسابيع القادمة من بين 1.1 مليون طفل في قطاع غزة.

ووصف المكتب المشهد الإنساني في غزة بـ "الواقع الصادم" و"غير المسبوق" إذ أن نحو مليون وربع مليون شخص يعيشون في غزة حالة جوع كارثية، في الوقت الذي يعاني فيه 96% من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم ما يزيد عن مليون طفل، وهو واقع صادم يعكس حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزة.