قلق وتحذيرات أممية من الفظائع الجماعية في دارفور
حذرت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها من تصاعد الفظائع الجماعية بحق المدنيين في مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور، داعية أطراف النزاع إلى وقف أعمال العنف العشوائية والاستهداف القائم على الخلفية العرقية.

مركز الأخبار ـ تشهد السودان منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 أعمال عنف وقتال بين الجيش السوداني وقوادا الدعم السريع والتي أسفرت عن كارثة إنسانية تجلت بالانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين وصولاً إلى تعرض النساء والفتيات للعنف والاغتصاب.
في تقرير جديد أصدرته منظمة أطباء بلا حدود تحت عنوان "محاصرون وجوعى تحت وطأة الهجمات: فظائع جماعية في الفاشر وزمزم بالسودان" أمس الخميس الثالث من تموز/يوليو، حذرت فيه من تصاعد الفظائع الجماعية بحق المدنيين في مدينة الفاشر والمناطق المحيطية بها بولاية شمال دارفور، مطالبةً جميع الأطراف في السودان إلى وقف إعمال العنف العشوائية والاستهداف القائم على الخلفية العرقية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وواسع النطاق.
ووثق التقرير أنماطاً ممنهجة من العنف شملت القتل الجماعي، والنهب، والعنف الجنسي، والاختطاف، والتجويع، فضلًا عن هجمات استهدفت الأسواق والمرافق الصحية والبنى التحتية الحيوية، مشيراً إلى أنه استند في التوثيق إلى أكثر من 80 مقابلة مع نازحين ومرضى وفرق طبية، أجريت في الفترة ما بين أيار/مايو 2024 حتى أيار/مايو الماضي.
وأكد التقرير أن المدنيين في السودان كانوا ضحايا رئيسيين للانتهاكات الجسيمة التي شملت استهدافاً مباشراً من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها، لاسيما ضد من ينتمون لمجموعات عرقية بعينها مثل الزغاوة، خاصة بعد ورود شهادات وتقارير عمليات قتل على الهوية ومنع السكان من الخروج أو العبور خصوصاً الرجال والشبان البالغين أكثر من 15 عام إلى جانب ارتكاب أعمال عنف جنسي وتنكيل بالنساء والفتيات.
ولفت التقرير الانتباه إلى الهجوم البري الذي شنته قوات الدعم السريع في نيسان/أبريل الماضي على مخيم "زمزم" الذي يضم آلاف النازحين، حيث أجبرت الهجمات المتواصلة على فرار قرابة 400 ألف شخص من المخيم خلال ثلاثة أسابيع فقط في ظروف إنسانية قاسية، وأضطر العديد منهم إلى الفرار إلى مدينة الفاشر وباتوا محاصرين ومحرومين من الغذاء والرعاية الصحية، وتعرضوا لهجمات جديدة، وتمكن عشرات الآلاف فقط من الفرار إلى مناطق نائية أو مخيمات في تشاد المجاورة للسودان.
وكشفت المنظمة في تقريرها عن الحصار الخانق الذي فرض على مدينة الفاشر ومخيم "زمزم" مما أدى إلى شلل في الاستجابة الإنسانية وتفاقم المجاعة ونقص المياه والدواء، وانعدام الوقود اللازم لتشغيل الآبار، في ظل ارتفاع أسعار المياه الصالحة للشرب بشكل كبير.
وأوضح التقرير أن الغارات الجوية العشوائية للجيش السوداني أدت إلى وقوع خسائر فادحة بين المدنيين، حيث أجبر الآلاف على النزوح بعد أن فقدوا ذويهم في حين بقي آخرون عالقين أو مهددين بالموت، معرباً عن قلقها من تكرار السيناريو الدموي الذي شهدته قبيلة المساليت بغرب دارفور العام الماضي، داعية إلى وقف العنف العرقي بشكل فوري.
وبدرها أفادت مستشارة الشؤون الإنسانية في أطباء بلا حدود ماتيلد سيمون، أن هذا النمط المتواصل من العنف الذي يشن بلا هوادة دمر حياة عدد لا يُحصى من السكان وسط لامبالاة وتقاعس دولي، مشددةً على ضرورة التزام جميع أطراف النزاع بقواعد القانون الدولي الإنساني وتجنيب المدنيين ويلات الحرب، ورفع الحصار عن الفاشر وضمان ممرات آمنة للفارين، كما طالبت أطراف النزاع بالتحرك العاجل وممارسة ضغوط جادة لوقف الفظائع الجماعية في شمال دارفور.