قضية شيرين أوسو... نساء عفرين ترفضن ذريعة "الشرف" في جرائم القتل

أكدت نساء عفرين في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، أن مقتل شيرين أوسو جريمة مكتملة الأركان، وتعلن رفضهن القاطع لتزييف الحقائق بذريعة "الشرف"، مطالبات بمحاسبة الجناة وكشف الحقيقة عبر تحقيق مستقل، ووضع حد للإفلات من العقاب وحماية النساء.

قامشلو ـ في جريمة جديدة تضاف إلى سجل العنف الممنهج بحق النساء، هز مقتل الشابة شيرين أوسو الرأي العام، كاشفاً حجم الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في ظل ذهنية ذكورية قاتلة وصمت مجتمعي وقانوني خطير. هذه الجريمة لم تكن حادثة عابرة، بل نتيجة مباشرة لمسار طويل من العنف الأسري، ومحاولات متعمدة لطمس الحقيقة والإفلات من العقاب.

أدلت نساء عفرين في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بياناً في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم الأحد 21 كانون الأول/ديسمبر، أدانت فيه جريمة قتل الشابة شيرين أوسو، مؤكدات أن ما جرى يمثل جريمة قتل مكتملة الأركان وانتهاكاً صارخاً لحق المرأة في الحياة والكرامة الإنسانية.

وشدد البيان على أن استمرار تبرير الجرائم بذريعة ما يسمى "الشرف" يكرس ثقافة العنف ويمنح الجناة غطاء اجتماعياً وقانونياً خطيراً، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة، ورافضاً أي محاولات للمصالحة أو التسويات، كما دعا البيان إلى ضمان حماية النساء والعمل الجاد على بناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة وتصان فيه كرامة الإنسان دون تمييز.

ولفت البيان إلى أن "جريمة مقتل الشابة شيرين أوسو لا يمكن بأي حال من الأحوال التعامل معها كحادثة فردية أو واقعة معزولة، بل تمثل جريمة قتل مكتملة الأركان، ونتيجة مباشرة لمسلسل طويل من العنف الأسري الممنهج، والتعذيب النفسي والجسدي، الذي تعرّضت له الضحية على يد زوجها وعائلته، في ظل ذهنية ذكورية قاتلة، وصمت مجتمعي وقانوني سمح باستمرار الانتهاكات ووفر بيئة خصبة لارتكاب الجريمة".

 

تكريس الأعراف كأداة لتبرير العنف والقتل

وأكد أن هذه الجريمة تعكس واقعاً مأساوياً تعيشه النساء، لا سيما في المناطق المحتلة، حيث تتفشى حالة الإفلات من العقاب، وتكرس الأعراف الاجتماعية كأداة لتبرير العنف والقتل، بدل أن تكون وسيلة لحماية الإنسان وكرامته.

وشدد البيان على ضرورة "عرض جثمان الضحية على لجنة طبية شرعية مستقلة ونزيهة، دون أي ضغوط أو تدخلات، لكشف ملابسات الجريمة كاملة ومحاسبة المسؤولين عنها"، مضيفاً "أن العدالة لا تتحقق بالتراضي مع الجناة، بل بالمحاسبة الصارمة والرادعة"، كما دعا البيان المنظمات الحقوقية والنسوية والإنسانية الدولية إلى متابعة القضية عن كثب، ومراقبة مجريات التحقيق، وممارسة ضغط حقيقي من أجل تحقيق العدالة وتأمين الحماية للنساء.

وأكد البيان أن حماية المرأة تتطلب سن قوانين واضحة وصارمة تجرم العنف الأسري وجرائم قتل النساء دون أي أعذار مخففة، وتضمن عدم إفلات الجناة من العقاب، إضافة إلى ضرورة تدخل أطراف قانونية وحقوقية مستقلة لحماية النساء المهددات وتأمين بيئة آمنة لهن، مشدداً على أهمية ضمان مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، وفي رسم مستقبل سوريا.

واختتم البيان بالقول "من وجع شيرين، ومن وجع كل النساء اللواتي سلبت أرواحهن تحت مسميات زائفة، نرفع صوتنا عالياً (المرأة حياة، لا تقتلوا الحياة، لا لقتل النساء، لا للإفلات من العقاب، نعم للعدالة، نعم لحماية المرأة، ونعم لسوريا حرة ديمقراطية تُصان فيها كرامة الإنسان دون أي تمييز)".