قضايا نسائية في صلب اختتام فعاليات مهرجان خريبكة للسينما الأفريقية
أسبوع من العروض السينمائية المتنوعة احتفت بالسينما الإفريقية، في عدد من الفضاءات الثقافية، شكلت ملتقى صانعات وصناع الفن السابع الذين جاؤوا إليها محملين بمشاريع وقضايا وأسئلة مقلقة طرحوها، سواء عبر الأفلام التي عرضت أو النقاشات التي تلت العروض.

رجاء خيرات
المغرب ـ أسدل الستار، أمس السبت 28 حزيران/يونيو، على فعاليات الدورة 25 للمهرجان الدولي للسينما الأفريقية في مدينة خريبكة بالمغرب، بعرض أفلام سلطت الضوء على قضايا الاغتصاب الزوجي والعنف وتصوير الحياة الخاصة وغيرها من القضايا.
تم الإعلان عن الفائزين في صنف الأفلام القصيرة، حيث فاز بالجائزة الكبرى الفيلم المغربي "الشيخة" للمخرجين المغربيين أيوب اليوسيفي وزهوة راجي، أما جائزة الاتحاد الأفريقي للمهرجانات السينمائية والسمعية البصرية فكانت من نصيب فيلم "ريز" للمخرج الليبي أسامة رزق، فيما حصل فيلم "قنظرة" على جائزة "دونكيشوت"، أما جائزة لجنة التحكيم فعادت إلى الفيلم "Noces d eau" للمخرجة اللبنانية أوريل جيوجا.
وفي صنف الأفلام الروائية الطويلة حصل فيلم "قرية قرب الجنة"، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للمهرجان على جائزة النقد، كما عادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم المغربي "راضية" لمخرجته خولة أسباب بن عمر، فيما حصل فيلم "وشم الشيخ" للمخرجة المغربية ليلى التريكي على جائزة الإخراج، فيما حصلت على أفضل دور نسائي الممثلة سارة حناشي عن دورها في فيلم "قنطرة".
"قرية قرب الجنة" التمسك بالحياة
فاز الفيلم الصومالي "قرية قرب الجنة" للمخرج مو هاراوي، كما كان متوقعاً من قبل العديد من متتبعي المهرجان، بالجائزة الكبرى، نظراً للطرح العميق لمجموعة من القضايا الإنسانية، حيث أبطال الفيلم يحفرون في الصخر من أجل غد أفضل.
تدور الأحداث في قرية ساحلية صغيرة تدعى "بارادايس"، حيث تعيش امرأة تمتهن الخياطة برفقة شقيقها، بعد فشل زواجها بسبب عدم الإنجاب، وتتوالى الأحداث بشكل سلس، وهي تحاول أن تجد فرصة لشراء محل للخياطة، فيما يقاتل شقيقها الذي يعمل في حفر القبور وتهريب السلع من أجل رعاية الطفل "سيجال" ابن زوجته التي توفيت في حادث سيارة وتركت في عهدته الابن.
سلط الفيلم الضوء على الفقر الذي يعيشه سكان القرية، لكنه ركز بشكل خاص على معاناة النساء وصعوبة تمكينهن الاقتصادي والذي لا يتحقق بمعزل عن الرجل/الزوج.
"راضية" فيلم يرصد استعباد النساء في مؤسسة الزواج
بدوره فاز فيلم "راضية" للمخرجة المغربية خولة أسباب بن عمر بجائزة الإخراج لتميزه في الرؤية الفنية التي عالجت بها المخرجة قضية استعباد النساء داخل مؤسسة الزواج وتكريس حياتهن للأبناء وثقل الالتزامات الأسرية دون التفكير في تحقيق ذواتهن.
وقد نجحت خولة أسباب بن عمر في رصد الظاهرة التي لجأت إلى معالجتها في الفيلم بثورة البطلة على كل المعتقدات التي زرعت فيها منذ الصغر والانطلاق نحو حياة جديدة.
"وشم الريح" والبحث عن الهوية
يطرح فيلم "وشم الريح" للمخرجة المغربية ليلى التريكي الذي حصل على جائزة الإخراج مسألة الهوية حيث يسلط الضوء على الزواج المختلط، من خلال التقاء مسارين متقاطعين لفتاة تعرف بالصدفة أن والدتها الفرنسية غير متوفية كما أخبرها والدها، وشاب سوري نازح إلى فرنسا (مدينة بوردو)، فبينما تعمل الفتاة كمصورة فوتوغرافية، يعمل الشاب السوري ضمن فرقة فنية تستعد لعرض فني على المسرح.
البحث في الماضي والإصرار في إثبات الهوية يقود الفتاة إلى الكشف عن حقائق صادمة، فيما يساعدها الشاب السوري لتخطي محنتها، من خلال تسليط الضوء على محنة شعبه ونزوحه خارج أرض الوطن.
"كفى" فيلم يعكس معاناة الزوجات مع العنف الزوجي
تناولت المخرجة البوركينية أليماتا ويدراوغو في فيلمها الروائي الطويل "كفى" الذي شارك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان مسألة العنف الزوجي، وتحديداً الاغتصاب الزوجي.
وذكرت أثناء مناقشة الفيلم أن النساء في المجتمع البوركيني تعاني من العنف بشكل كبير، ورغم أن القانون البوركيني يدين العنف ضد النساء، حتى وإن كان المعنف هو الزوج، إلا أن القانون يبقى قاصراً أمام إدانة الجناة، حيث يطلب من الزوجة إثبات العنف أو الاغتصاب وهو ما ليس بالأمر المتاح، لكونه يقع بين جدران الغرفة ومن الصعب إثباته.
وشددت على أهمية التربية الجنسية للأجيال في سن 12 و13 وذلك للحد من العنف بين الأزواج مستقبلاً، حيث المقاربة القانونية والأمنية تبقى غير كافية للردع، وحيث العنف ينتشر في المجتمعات الأفريقية بشكل كبير.
ويعكس الفيلم نظرة المجتمع للمرأة والزوجة، التي ينبغي أن تتحمل معاملة زوجها كيفما كانت وتتفهم ظروفه النفسية والاجتماعية، وأن تكون مستعدة دائماً لإشباع رغباته الجنسية كيفما كان وضعها، دون أن تشكو أو تتذمر.