PAJK تحيي ذكرى ثلاث مناضلات تركن بصمة خالدة في نضال المرأة والحرية
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المناضلات الثلاثة أمينة أرجياس، اكين آمارا تولدار، وزين زاغروس أصدرت منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) بياناً، أكد فيه أنهن تركن بصمة خالدة في مسيرة نضال المرأة والحرية.

مركز أخبار ـ شدد بيان PAJK على أن ذكرى المناضلات الثلاثة ستبقى حاضرة في وجدان المجتمع الحر، وأن الوفاء لتضحياتهن يتجسد في مواصلة الكفاح حتى بلوغ أهداف الحرية والعدالة.
أصدرت منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) اليوم الأربعاء العاشر من أيلول/سبتمبر بياناً بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المناضلات أمينة أرجياس، والشهيدة أكين آمارا تولدار، والشهيدة زين زاغروس، اللواتي أستشهدهن في 20 نيسان/أبريل 2020، مؤكداً أنهن تركن إرثاً نضالياً خالداً في مسيرة الحرية.
وجاء في البيان أن "الشهيدات الثلاث قدمن تضحيات جسيمة في سبيل حرية المرأة والإنسانية، وساهمن بشكل جماعي في تعزيز النضال الاشتراكي، مضيفات إليه معاني عميقة من خلال شخصياتهن الفريدة"، مؤكداً أن الحفاظ على هذا الإرث وتطويره حتى تحقيق النصر يُعدّ مسؤولية تاريخية تقع على عاتق كل مناضل ومناضلة.
"كرّست حياتها لقضايا مجتمعها"
وأشار البيان إلى أن المناضلة أمينة أرجياس، المعروفة باسم "الرفيقة أمينة"، كرّست حياتها بالكامل لقضايا مجتمعها، لا سيما قضية المرأة الكردية، ومنذ نشأتها في إحدى قرى ولاية نوشهير وحتى انضمامها إلى صفوف الكفاح المسلح في جبال زاغروس، مضيفاً أن أمينة أرجياس امرأة من أصول تركمانية، عُرفت ببحثها الدائم عن معنى الحياة، متحديةً البيئة المحافظة التي نشأت فيها، حيث تسود النزعة القومية التركية وحتى داخل مؤسسات التعليم التابعة للنظام الرأسمالي حافظت على جوهرها الفكري والإنساني "قادها السعي المستمر نحو الحقيقة إلى التعرف على فكر القائد عبد الله أوجلان والانضمام إلى صفوف الحزب والقتال كمناضلة في صفوف قوات الكريلا".
وأكد البيان أن أمينة أرجياس واصلت نضالها كامرأة مقاتلة، وبقيت وفية لذلك البحث العميق عن الحرية والمعنى لافتاً إلى أنها جسّدت بروحها الثورية مفاهيم أخوّة الشعوب، الأمة الديمقراطية، والحداثة الديمقراطية، من خلال قيادتها الاشتراكية التي امتزجت بها بشكل عميق، وأعادت تشكيل ذاتها من خلال الحب والأغاني والشعر لتصبح نموذجاً فريداً للمرأة الحرة، عشقت نضال الكريلا والجبال، وخاصة جبال زاغروس، حتى أصبحت جزءاً منها، واندمجت بكردستان أرضاً وشعباً، رغم كونها امرأة تركمانية.
وأضاف البيان أن أمينة أرجياس تمكنت من تحطيم الحدود القومية التي تفرّق وتخلق العداء، وخلقت في جبال كردستان رفقة نضالية ساحرة تتجاوز الانتماءات الضيقة، تجاوزت مفهوم الأممية التقليدي لتجسد اندماجاً إنسانياً واجتماعياً حقيقياً، وأصبحت تجسيداً حياً للقيم الأخلاقية والجمالية التي تقوم عليها الأمة الديمقراطية "تحدّت بقلبها الكبير التاريخ الكردي المغيّب لآلاف السنين، وتاريخ الأنكار والإبادة التي امتدت لعقود، وسارت بثبات وحماس في دروب النضال التي فتحتها الإلهات في التاريخ، وعلى طريق الثورة الموحدة التي شقّها المناضلون من أمثال حقي وكمال، بعزيمة لا تلين وفرح لا ينطفئ".
"أدّت أدواراً مختلفة"
ولفت البيان إلى أن إمينه أرجياس كانت شخصية متعددة الأبعاد، فقد أدّت أدواراً مختلفة في مسيرة الثورة، كانت في بعض الأحيان قائدة عسكرية، وفي أحيان أخرى كانت معلمة وممثلة وشاعرة ومغنية شعبية وُصفت بأنها "ديونيسوس" هذه الثورة، لما امتلكته من روح مرحة وخلاقة، وكانت تمثل نموذجاً للمقاتلة الحرة في الجبال والغابات، ومن خلال ارتباطها العميق بالقيادة، استطاعت أن تفهم وتُجسّد قيم حرية المرأة، وشاركت هذه القيم مع رفاقها من النساء والرجال، معززة بذلك الروح الجماعية في علاقاتها ولهذا السبب دائماً محط إعجاب من قبل كل من حولها، بعقلها المتقد، وقلبها المحب، وشخصيتها القوية والعنيدة والمقاتلة، تركت أثراً كبيراً في رفاقية النساء وفي رفاقية الشعوب الاشتراكية.
ونوه البيان إلى أن أمينة أرجياس شاركت في مختلف مجالات النضال، وتحمّلت مسؤوليات كبيرة، ونفّذتها بجديّة وطموح، وتولّت مهام في قيادة وتنظيم منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية PAJK، ومثّلت خطّ PAJK وYJA Star بنجاح، كما أنها قدمت مساهمات كبيرة في بناء الحزب النسوي والجيش النسوي، وأثرت محيطها بقيادتها ورفاقيتها، مضيفةً بذلك قيمة وشرفاً لمسيرتها النضالية.
وعن الرفيقتان أكين آمارا تولدار، وزين زاغروس أشار البيان إلى أنهما شكلا نموذجاً ملهماً في مسيرة النضال من أجل حرية المرأة وحرية كردستان، وذلك بفضل حبهما العميق للرفاق، وإصرارهما، ووعيهما العالي، وإيمانهما الراسخ بقيم الحرية، اختارتا أن تعيشا شبابهما بكرامة وبهدف واضح رافضتان حياة الاستعمار المسمومة والنظام الرأسمالي، ومفضلتان هواء الجبال النقي وروحها الحرة "الرفيقات أمينة وايكين وزين، اللواتي تقاطعت مساراتهن في هذا النضال على جبال الحرية المقدسة لفظن أنفاسهن الأخيرة معاً وأصبحن خالدات معاً أنفاسهن الجماعية تأمرنا بالنمو متحدين في رفاقية المرأة وحرية المرأة، وكذلك في أخوة جميع الشعوب، أنفاسهن الأخيرة تأمرنا بالنجاح، وسيكون وعدنا لهن قائماً على الوفاء الناجح بهذه الوصية، ومن هذا المنطلق فإننا ندعو الجميع إلى احتضان شهدائنا باستمرار، والسير على هذا الطريق المقدس والهادف الذي مهدوا له، والنجاح فيه".