مركز الأخبار ـ احتفلت نساء مقاطعة منبج بينما خرجت نساء مدينة الحسكة في مسيرة في أقليم شمال وشرق سوريا، وأكدن جميعهن أن ثورة 19 تموز هي استكمال للمسيرة النضالية التي بدأتها الحركات النسائية في نيويورك، وأن كل يوم تناضل فيه المرأة هو انتصار وعيد لها.

 

قضية مشتركة

الأزياء الفلكلورية التي تحافظ عليها نساء مقاطعة منبج من عرب وكرد وشركس وتركمان تعبر عن مدى ارتباط هذه المكونات، كما تتشارك النساء جميع المناسبات منها احتفالات اليوم العالمي للمرأة المستمرة في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا. 

وتخللت الاحتفالية التي نظمها تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج اليوم الخميس 7 آذار/مارس عروض فنية تبرز فن وثقافة مكونات المنطقة، فكان للمكون الشركسي عرض للرقص خاصة بثقافته، وكذلك فرقة الجدائل الذهبية التابعة للهلال الذهبي التي قدمت من مقاطعة الرقة للمشاركة، إلى جانب تقديم فقرة للدبكة من قبل فرقة الشهيدة ريحان للمكون الكردي والتابعة لمركز الثقافة والفن في مدينة منبج، ولاقت العروض تفاعل كبير من قبل الحضور من خلال عقد حلقات الدبكة وتريد شعار "Jin jiyan azadî".  

وقالت هيفي محمد عضو فرقة (نوجيان) والتي شاركت بالعروض الفنية لسلسلة فعاليات 8 آذار التي أقيمت في كل من الطبقة ومنبج والرقة ودير الزور "جالت فرقتنا عدة مقاطعات وشاركت النساء سعادتهن، واليوم محطتنا هي مقاطعة منبج"، مضيفةً "نساء هذه المناطق عشنَّ الويلات في سنوات سيطرة داعش على المنطقة، ولكننا اليوم نشهد البهجة مع حلول يومنا العالمي".

ولفتت إلى أنه "يجب ألا ننسى من أنار طريق هؤلاء النساء، وهن اللواتي قدن الثورة في شمال وشرق سوريا لننعم جميعنا بالحرية اليوم، لذا نهدي انتصارنا بالدرجة الأولى إلى شهيداتنا المضحيات بأرواحهن من أجل مواصلةً مسيرة النساء التحررية".

وأضافت "شهدت مناطقنا العديد من الأنظمة ولكن لم تكن النساء تعرفن شيء عن يومهن الدولي ولكن فلسفة القائد عبد الله اوجلان كانت كفيلة بأن نتعرف على هذا اليوم التاريخي ونعتز به ونحتفل بروحه بانتفاضات النساء وإنجازاتهن".

أما عضو حزب سوريا المستقبل في مقاطعة منبج عذاب عبود فترى أن "اليوم العالمي للمرأة يوم تاريخي ومفصلي بالنسبة لنا فبهذا اليوم اعترفت الأمم المتحدة بالدور الريادي للمرأة في كافة الميادين الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، والإنجازات التي حققتها"، مبينةً أنه "نحتفل بهذا اليوم بمختلف مكونات المنطقة لنجدد عهدنا لجميع شهيدات الحرية في كافة أنحاء العالم وفي كافة الحركات التحررية بأن يكون قرن الواحد والعشرون قرن حرية المرأة فقضية المرأة هي قضية مشتركة لجميع النساء، لأنهن تحرمن من حقوقهن في المساواة والعدالة الاجتماعية"، مؤكدةً أن ثورة 19 تموز هي استكمال للمسيرة النضالية التي بدأتها الحركات النسائية في عام 1807 في نيويورك".

 

 

"المرأة جسر نحو الحرية"

وتحت شعار "المرأة جسر نحو الحرية" نظم الاتحاد النسائي السرياني مسيرة ضمن سلسلة الفعاليات التي نظمتها منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية منذ 24 شباط/فبراير.

وأكدت المشاركات في المسيرة على النضال المستمر من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققنها، وأن هذا اليوم هو نتيجة النضال المستمر ورفض المرأة للظلم والاستبداد.

وقالت مسؤولة الاتحاد النسائي السرياني في سوريا الهام مطلي "نظم الاتحاد النسائي السرياني في مناطق شمال وشرق سوريا العديد من الفعاليات بمناسبة يوم المرأة العالمي، وكل فرع تبنى فعالية مختلفة"، مؤكدةً أن "للثامن من آذار العديد من المعاني للنساء لأنه نتيجة نضال مستمر عبر التاريخ".

وأشادت بقوة النساء "لم تستسلم المرأة أو تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الذهنية والممارسات الاستبدادية بحقها، بل ناضلت وكانت هذه المناسبة نتيجة نضالها من أدجل حقوقها المسلوبة".

ولفتت إلى أن المرأة اليوم تعمل في كافة المجالات وحتى التي احتكرها الرجال، مذكرةً بنضالات المرأة السريانية "نساؤنا جزء لا يتجزأ من الثورة وقد أثبتن وجودهن بعد التهميش والمجازر، وعملن على تفعيل دورهن، من أجل خدمة مجتمعهن ونساء المنطقة".

وطالبت النساء في العالم وشمال وشرق سوريا بالتكاتف للحفاظ على المكتسبات، وأكدت أن "كل يوم تناضل فيه المرأة هو انتصار وعيد لها".