نساء قامشلو: العدالة تُنتزع والنضال مستمر ضد العنف
أكدت نساء قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا أن العدالة لا تُمنح بل تُنتزع، وأن مواجهة العنف تتطلب الوعي والتنظيم والتثقيف.
نغم جاجان
قامشلو ـ في إقليم شمال وشرق سوريا، اتخذت النساء موقفاً صلباً في مواجهة جميع أشكال العنف الممارس ضدهن، ورفعن أصواتهن للمطالبة بحقوقهن في كل مكان. وأكدت نساء قامشلو أن العدالة لا تُمنح بل تُنتزع، وأن حماية حقوق المرأة تمثل خطوة أساسية لبناء مجتمع يصون كرامة الإنسان، ويكرّس المشاركة الحرة والفاعلة للنساء في مختلف مجالات الحياة، لتصبح المرأة قوةً حقيقية في صياغة المستقبل.
نساء مدينة قامشلو تحدثن عن قضية العنف ضد المرأة، وأكدن أنهن رغم كل العراقيل والصعوبات، أثبتن حضورهن الفاعل في مختلف المجالات، وأصبحن صاحبات قرار حقيقي.
أكدت عضو لجنة تنسيق دار المرأة نافية أسعد، أن العنف ضد النساء ما زال منتشراً بشكل واسع، مشددةً على ضرورة أن تتحلى المرأة بالوعي والقوة لرفضه وعدم السماح لأي طرف بممارسته عليها "على المرأة أن تحمي نفسها وألا تقبل بالعنف بأي شكل من الأشكال. صحيح أننا تعرضنا سابقاً للكثير من الانتهاكات، لكننا استطعنا أن نثقف أنفسنا، وننظم صفوفنا، ونكسر قيود هذا العنف. اليوم مستعدات لتثقيف جميع النساء وتنظيمهن، حتى يتمكنّ من الدفاع عن أنفسهن وبناء حياة قائمة على الحرية والكرامة".
وأضافت "تمكنّا من مواجهة العنف ضد نساء في مناطقنا بفضل فكر وفلسفة القائد أوجلان، ومن هنا يجب أن تتعلم جميع نساء العالم من هذه الفلسفة ليحققن حريتهن. نسعى للدخول إلى المدارس، والجلوس مع الشباب وتوعيتهم وتثقيفهم، لأننا لا نقبل بالعنف بأي شكل من الأشكال. إننا نقرأ ونتعلم قوانين الأسرة ونفهم طبيعة العنف الممارس ضد النساء، وهذا الوعي هو الذي يمنحنا القوة لمواجهته وكسره".
وأوضحت نافية أسعد أن إقليم شمال وشرق سوريا أصبح رمزاً عالمياً بفضل نضال النساء "لقد صمدنا بفضل قوة المناضلات، واستمددنا عزيمتنا من إرادتهن. ومؤتمر ستار يشكّل مظلة جامعة لكل النساء، حيث نفتح أبوابنا أمام جميع المكوّنات دون استثناء. إن نضال نساء المنطقة تجاوز حدود المنطقة وانتشر في العالم أجمع، فيما كانت مقاومة النساء في السجون وعلى قمم الجبال مثالاً عظيماً للإرادة. نحن نربي أبناءنا بروح ثورية، ليكونوا امتداداً لهذا النضال ومؤسسين لمستقبل أكثر حرية وعدالة".

بدورها، أوضحت عضوة لجنة المرأة في مجلس مدينة قامشلو إلهام أحمد، أنهن ينظمن ندوات في الكومينات والمجالس "لقد واجهت نساؤنا الكثير من العنف والمعاناة، ومع ذلك أثبتن حضورهن في مختلف المجالات. نقصد الكومينات والأحياء والمجالس، نصغي لآلام النساء ومعاناتهن، ونقيم ندوات توعوية حول قضية العنف".
وأكدت أن تجربة الإدارة الذاتية، التي تشارك فيها النساء إلى جانب الرجال في جميع المؤسسات، أوصلت صوت المرأة إلى العالم ومنحتها قوة كبيرة "يجب على النساء أن يطالبن بحقوقهن، ويثقفن أنفسهن، وينظمن صفوفهن ليصبحن قوة فاعلة في المجتمع".

وأوضحت الرئيسة المشتركة لكومين الشهيد آرام في قامشلو رفعة عثمان، أن العديد من مشاكل العنف تُطرح داخل الكومينات "كثيرون ما زالوا يفتقرون إلى الوعي، ويمارسون العنف ضد النساء. لذلك نؤكد أن الحل يكمن في انخراط المرأة في التعليم والتثقيف".

وجدّدت نساء قامشلو موقفهن الحازم، مؤكدات أنهن سيواصلن نضالهن ضد العنف ومن أجل الحرية "لن نقبل بالعنف أبداً، وسندحضه عبر التثقيف والتنظيم، لنصنع مستقبلاً أكثر عدلاً ومساواة".