نساء مقاطعة الرقة: حتى حبات الزيتون لم تسلم من انتهاكات المحتل
أثار الهجوم الأخير على قرية "كاخره" التابعة لمدينة عفرين من قبل مرتزقة الاحتلال التركي، ردود فعل غاضبة لدى نساء مقاطعة الرقة في إقليم شمال وشرق سوريا، مطالبات بإيصال صوت أهالي المدن المحتلة إلى العالم أجمع من أجل إنهاء الاحتلال.
يسرى الأحمد
الرقة ـ "الانتهاكات التي ترتكب في عفرين المحتلة تخترق كافة القوانين الدولية"، بهذه الكلمات استنكرت نساء مقاطعة الرقة، الهجوم الأخير لمرتزقة الاحتلال التركي على أهالي قرية "كاخره" في مدينة عفرين المحتلة بالرصاص الحي بسبب اعتراضهم على فرض الغرامات المالية.
قام فصيل "العمشات" التابع للاحتلال التركي في 15 أيلول/سبتمبر الجاري، بمحاصرة قرية "كاخره" التابعة لناحية موباتا في مدينة عفرين المحتلة، وفرض غرامة قدرها 8 دولار أمريكي مقابل كل شجرة زيتون يمتلكها السكان، ما دفع الأهالي والنساء للخروج بمظاهرة سلمية اعتراضاً على هذا القرار، والتي قوبلت بإطلاق نار على المحتجين مما أدى إلى مقتل امرأتين وإصابة 7 مواطنين بينهم نساء، واختطاف البعض منهن.
وعلى إثر الهجوم، أبدت نساء مقاطعة الرقة غضبهن حيال الممارسات اللاإنسانية للاحتلال التركي ومرتزقته من فرض ضرائب مالية على أشجار الزيتون وإطلاق النار على المحتجين الرافضين لهذه القرارات التعسفية.
وأدانت عضو مجلس تجمع نساء زنوبيا حسينة كمال الهجوم الأخير على عفرين المحتلة "منذ احتلال مدينة عفرين والدولة التركية الفاشية تمارس أبشع الانتهاكات بحق الأهالي والنساء من قتل واغتصاب واعتقال وخطف، ومنع التحدث باللغة الكردية وفرض اللغة التركية والتعامل بالعملة التركية، كما لم تسلم الطبيعة من انتهاكاته".
وأوضحت الهدف من وراء اتباع هذه السياسة الهمجية بحق الأهالي "لم يكتفي المحتل بارتكاب الانتهاكات بحق الشعب، وفرض ضرائب مالية على السكان، لضرب إرادة وقوة الأهالي في عفرين وكسر مقاومتهم في الصمود، لكن رغم كل هذه الانتهاكات، نرى أن الشعب لم يستسلم ويبدي مقاومة عظيمة في سبيل عدم ترك أرضه للمحتل".
وأكدت أن "هذه الانتهاكات تخترق كافة القوانين الإنسانية والدولية، وكلها سياسات لتوطين المرتزقة وطرد السكان الأصليين وتغيير ديمغرافية المنطقة"، مطالبةً المنظمات الدولية والحقوقية بأن تخرج عن صمتها حيال ما يحدث في عفرين من انتهاكات "يجب على جميع دول العالم والمنظمات التي تدّعي الإنسانية أن يكون لها موقف جاد حيال الانتهاكات في المناطق المحتلة".
ومن جانبها قالت الإدارية في مجلس تجمع نساء زنوبيا كرم الحمد، إن المحتل يتبع سياسة همجية وأساليب وحشية بحق الأهالي في عفرين خاصةً ما فعله خلال المظاهرة السلمية التي خرج بها الأهالي رفضاً لقراراته الجائرة وفرضه لعقوبات مالية، إذ قام بإطلاق النار على الأهالي، مما أدى إلى مقتل امرأتين وإصابة 8 أشخاص.
وبينت أن سياسات المرتزقة تتشابه مع السياسة التي اتبعها داعش في المنطقة "مارس داعش أبشع الانتهاكات والجرائم بحق الأهالي في المنطقة من قتل واغتصاب وفرض قرارات وأحكام جائرة، لذا إذا تم المقارنة ما بين سياسته وسياسة المرتزقة، سندرك أنهما يتبعون ذات السياسة وممولين من قبل الدولة التركية".
وأشارت إلى أنهم عانوا من براثن داعش إبان سيطرته على المنطقة "تعرضنا خلال فترة سيطرة داعش على الرقة من انتهاكات جمة مشابهة لانتهاكات المحتل التركي، لذا نشعر بما تشعر به نساء مدينة عفرين من ظلم وعبودية واستبداد"، مؤكدةً "نحن نقف إلى جانب النساء في عفرين ونتضامن معهن حتى تحرير كافة المناطق المحتلة".
وأكدت أن الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات في المدينة بمثابة مؤامرة دولية "احتلال عفرين هو استمرار للمؤامرة التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان، للنيل من إرادة الشعب وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية وثورة المرأة الحرة".
ودعت كرم الحمد الأهالي في عفرين وخاصةً النساء بالتحلي بالصمود ورفع وتيرة النضال والمقاومة في وجه كافة الانتهاكات، وألا يرضخوا لقرارات المحتل التعسفية، حتى تحقيق النصر، مشددةً على ضرورة كشف الجرائم التي ترتكب في المناطق المحتلة وإيصال صوت الأهالي إلى العالم أجمع.