نساء مخيم مخمور تحافظن على إرث المناضلة زينب أردم

تواصل نساء مخيم مخمور في أكاديمية الشهيدة جيان التي تأسست عام 2003، الإرث الذي تلقينه من المناضلة جيان (زينب أردم)، وتهدف الأكاديمية التي تقوم سنوياً بالتدريب في كافة المجالات إلى الوصول للمزيد من النساء والشابات.

مخمور ـ في مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين "مخمور"، سميت أكاديمية "الشهيدة جيان" في عام 2003 على اسم المناضلة جيان (زينب أردم) التي فقدت حياتها في 13 أيلول/سبتمبر 1995 في أتروش عند إطلاق النار عليها من قبل البيشمركة، وهذه الأكاديمية تعمل منذ 21 عاماً دون انقطاع بهدف تعليم شابات وفتيات مخيم مخمور.

المناضلة جيان واسمها الآخر زينب أردم، ولدت عام 1967 في سيواز. درست المرحلة الجامعية في أنقرة، عاصمة تركيا، وسط الإبادة الثقافية، ولكن بسبب الصراعات بين حقيقتها ومجتمعها، انضمت إلى حركة حرية كردستان في عام 1988، وبعد رؤية القائد عبد الله أوجلان، تبنت واحتضنت حقوق المرأة والمجتمع الحر.

وفي عامي 1993 و1994، تعرفت على شعب بوطان. بعد ذلك، ذهبت إلى إقليم كردستان وفي ربيع عام 1995، ذهبت إلى أهل بوطان مرة أخرى، لكن هذه المرة التقوا في مخيم أتروش وقامت بتنظيم النساء في المخيم، وأولت أهمية خاصة لعمل المرأة وأنشأت كومينات مستقلة.

وفي الفترة ما بين عامي 1993-1995، اضطر أهالي بوطان إلى الهجرة من موطنهم بسبب هجمات الدولة التركية، إلى إقليم كردستان استقر قسم منهم في أتروش والقسم الآخر في وادي القيامة، لكن ضغط الحزب الديمقراطي الكردستاني على الخيام في وادي القيامة ازداد أكثر وتم قطع الطريق عليهم لمنعهم من تلبية احتياجاتهم. لذلك، في 13 أيلول/سبتمبر 1995، أقيمت مسيرة في أتروش بمشاركة الجميع، كما شاركت في هذا الحدث جيان (زينب أردم)، وهاجم الحزب الديمقراطي الكردستاني الأشخاص الذين نظموا هذه الفعالية ونتيجة للهجوم فقدت المناضلة جيان حياتها وأصيب 7 أشخاص.

وفي عام 2003، أسست نساء مخيم مخمور اللواتي عرفن الثائرة زينب أردم وناضلن معها في مخيم أتروش، أكاديمية "الشهيدة جيان" ومنذ أن تأسست وحتى الآن تقوم بتدريب وتثقيف النساء والشابات الموجودات في المخيم.

 

 "قائدة النساء والشعب"

وتحدثت عضو أكاديمية "الشهيدة جيان" بيريفان إشليك، لوكالتنا عن إنشاء وأنشطة الأكاديمية، لافتةً إلى أن المناضلة جيان أعطت أهمية كبيرة للتعليم والتثقيف الذاتي للمرأة "الأشخاص الذين عاشوا وعملوا مع جيان يتحدثون دائماً عنها ويقولون إنها أعطت أهمية كبيرة لتعليم وتثقيف المرأة. كانت ترغب دائماً في أن تثقف المرأة نفسها وتصبح على دراية بالأيديولوجيا والقراءة والكتابة".

وذكرت أن الأكاديمية تأسست تخليداً لذكرى المناضلة جيان "بعد مجيء الناس إلى مخمور، تم بناء العديد من المؤسسات والمدارس وسميت هذه المدارس والأكاديميات باسم جيان، لأنها كانت تولي أهمية كبيرة لتعليم المرأة، لذلك أردنا تحقيق الأحلام التي أرادت تحقيقها للنساء في هذه الأكاديمية".

وبينت بيريفان إشليك أنه يتم تنفيذ الأنشطة التعليمية في أكاديمية الشهيدة جيان "في الأكاديمية، يتم تدريب النساء اللواتي لا يعرفن كيفية القراءة والكتابة بشكل أكبر. تلقت 80 بالمائة من نساء المخيم تعليمهن في الأكاديمية. يتم تقديم دوراتنا أسبوعياً، لمدة 25 يوماً، و45 يوماً، وحتى 60 يوماً. منذ تأسيس الأكاديمية وحتى الآن دوراتنا التدريبية مستمرة وفقاً لاحتياجات النساء. يتم تدريب النساء والشابات اللواتي أنهين دراستهن في المدارس والجامعات والنساء العاملات والمعلمات كل قسم على حدا".

 

"نثقف وندرب النساء ضد الهجمات"

ولفتت بيريفان إشليك إلى هجمات النظام الحاكم ضد المرأة "كما هو معروف في يومنا الراهن فإن النظام الحالي يقوم بهجوم كبير على المرأة، ويشن النظام الحالي حملة إبادة واسعة النطاق لسياسة التفريق والطمس. هناك هجمة ضخمة للإبادة الفكرية والثقافية واللغوية والهوية. واجبنا الرئيسي هو تثقيف النساء ضد هذه الهجمات ونقدم التعليم من حيث الصحة والتاريخ والاعتماد على الذات والعسكرية والأساليب المحددة لحرية المرأة. لا يقتصر عملنا على الأكاديمية، فنحن نقوم بتدريب كل المؤسسات وفي كل المجالات".

وبينت أنهن سيكونن النساء اللواتي سيحققن أحلام المناضلة زينب أردم "لقد اكتسبنا الإثارة من جيان، ونحن نعتبر عملها ونضالها مقدساً، لذلك ومن أجل الاهتمام بإرثها، نحتاج إلى الاهتمام بأكاديميتنا وتعزيز وتنمية العمل والأنشطة التي نقدمها معاً، وسنحاول أن نكون أكثر حرصاً في تثقيف أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعنا. نحن بحاجة إلى الاهتمام بأحلام الرفيقة جيان، التي أرادت أن تحققها لنا وكانت تريد تثقيف جميع النساء".