نساء غزة يواجهن معركة يومية للبقاء

حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، من أن نساء غزة يخضن معركة يومية للبقاء وسط استمرار العنف والمجاعة والدمار، مؤكدةً أنهن يتحملن مسؤولية إعالة أسرهن في ظروف "مستحيلة لإعادة البناء".

مركز الأخبار ـ خلّفت الحرب التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية عشرات آلاف الضحايا والمفقودين ودماراً واسعاً طال معظم مدن القطاع.

أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أمس الأربعاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، أن نساء غزة يواجهن معركة يومية للبقاء، ويدعمن أسرهن "بلا شيء سوى الشجاعة وأيادٍ منهكة"، وذلك في ظل استمرار العنف وشح الإمدادات الأساسية، مشيرةً إلى أن العالم لا يمكنه أن يغض الطرف ولو ليوم واحد.

وكشفت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الهيئة صوفيا كالتورب، أن المشاهد التي ينقلها الإعلام العالمي "لا تعكس الواقع الفعلي"، مؤكدةً أن الحرب لم تنتهِ بعد، فالهجمات تراجعت لكن القتل ما زال مستمراً.

وقالت إن واقع النساء في غزة اليوم يتمثل في مواجهة الجوع والخوف والصدمات اليومية، والسعي لحماية أطفالهن من نيران الأسلحة وبرودة الليالي، لافتةً إلى أنهن تشكلن خط الحماية الأخير في مكان لم يعد فيه الأمان موجوداً.

وبينت أن أكثر من 57 ألف امرأة تعيل أسرتها حالياً وتواجه بمفردها "خيارات الحياة أو الموت" وسط ظروف وصفتها بـ "المستحيلة لإعادة البناء"، مشيرةً إلى أن الطعام لا يزال شبه مفقود في غزة، بعد أكثر من شهر ونصف على وقف إطلاق النار، فقد ارتفعت أسعاره إلى أربعة أضعاف مقارنة بما قبل الحرب.

وأوضحت أن نساء غزة تعرضن للتشرد "مرات لا تحصى"،  حيث اضطرت إحدى النساء للنزوح 35 مرة منذ اندلاع الحرب، وهو ما يعني في كل مرة حمل الأطفال وكبار السن والتنقل بين أماكن غير  آمنة، مؤكدةً أن الحرب في غزة خلفت أزمة جديدة للنساء والفتيات اللواتي أصبن بإعاقات طويلة الأمد حيث تجاوز عددهن 12 ألف، في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة.

وأكدت أن نساء غزة يحتجن إلى استمرار وقف إطلاق النار، وتوفير الغذاء والمساعدات النقدية واحتياجات الشتاء، إلى جانب الخدمات الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، مشددةً على أنه لا ينبغي لأي امرأة أو فتاة أن تخوض هذه المعركة الشاقة لمجرد البقاء على قيد الحياة.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتكبت القوات الإسرائيلية، إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، على الرغم من النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.

ووفق المعطيات، خلفت الإبادة أكثر من 240 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلاً عن مئات آلاف النازحين الذين يعانون من ظروف المجاعة التي أزهقت أرواح كثيرين، أغلبهم أطفال، كما أسفرت الهجمات عن دمار شامل ومحو معظم المدن ومناطق القطاع عن الخريطة بشكل شبه كامل.