نساء دير الزور تناقش رسالة القائد أوجلان الأخيرة من خلال محاضرة
ناقشت نساء مقاطعة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا رسالة القائد عبد الله أوجلان الأخيرة الموجهة إلى أكاديمية جنولوجي، من خلال محاضرة بمدينة هجين شرقي دير الزور شارك فيها العشرات من النساء، وممثلات عن المجالس المحلية، ولجان المرأة.

دير الزور ـ أكدت نساء مقاطعة دير الزور، على أن رسالة القائد أوجلان الأخيرة أعادت للمرأة ثقتها بنفسها كقوة قادرة على التغيير وبناء المجتمع "لم تكن الرسالة مجرد خطاب بل شكلت إعلانًاً ثورياً يقدّم حلولاً تعزز دور المرأة".
نظّم تجمع نساء زنوبيا اليوم الاثنين 23 حزيران/يونيو محاضرة بمدينة هجين شرقي دير الزور، ناقشت رسالة القائد عبد الله أوجلان الأخيرة الموجهة إلى النساء، وسلّطت الضوء على دورها في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها المجتمعية، شارك فيها العشرات من النساء، وممثلات عن المجالس المحلية، ولجان المرأة، وعدد من المؤسسات المدنية في ريف دير الزور.
وبدأت المحاضرة بكلمة ألقتها الإدارية في لجنة التدريب في تجمع نساء زنوبيا أميرة الروام أكدت من خلالها على أهمية دور المرأة في مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن النجاحات التي تحققت جاءت ثمرة لتبنّي الفكر التحرري الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان، خاصة فيما يتعلق بمكانة المرأة في المجتمع.
وشددت أميرة الروام على ضرورة مواصلة هذا الدور، خصوصاً في ظل ما تشهده سوريا من تحديات، مضيفة أن ضمان تمثيل المرأة بشكل حقيقي في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بات ضرورة لا يمكن التغاضي عنها.
وأوضحت المشاركات أن الرسالة الأخيرة التي وجهها القائد عبد الله أوجلان إلى النساء مثّلت تحولًا فكرياً عميقاً، وأعادت للمرأة ثقتها بنفسها كقوة قادرة على التغيير وبناء المجتمع "لم تكن الرسالة مجرد خطاب رمزي، بل شكلت إعلانًاً ثورياً يقدّم حلولاً واقعية وعميقة تعزز دور المرأة في مواجهة النظام الذكوري وتحرير المجتمع بأكمله، لان المشاركة الفعالة للنساء في مراكز صنع القرار تُعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع عادل، وأن النضال النسائي، رغم التحديات، أثبت قدرة المرأة على إحداث التغيير المطلوب".
وشهدت المحاضرة مداخلات من عدد من المشاركات، أكدن فيها أن فكر ودعم القائد عبد الله أوجلان كان لهما أثر بالغ في تمكين النساء، خصوصاً في المناطق التي عانت من التهميش لسنوات طويلة بسبب الأعراف والتقاليد المتطرفة. كما وجّهن الشكر للقائد أوجلان، وعاهدنه على مواصلة النضال حتى تحقيق حرية المرأة الكاملة وضمان شراكتها الفعلية في بناء مستقبل المنطقة.
وعلى هامش المحاضرة وصفت الإدارية في تجمع نساء زنوبيا بمدينة هجين صفاء المحمد رسالة القائد أوجلان بأنها إعلان فكري استثنائي، أعاد للمرأة موقعها في بناء مجتمع يقوم على العدالة والمساواة بين الجنسين "أن الرسالة حملت في مضمونها دعوة صريحة إلى تمكين المرأة من خلال التنظيم الذاتي والمعرفة والوعي بحقوقها".
ولفتت إلى أن القائد أوجلان أكد أن حرية المرأة ليست قضية فرعية، بل ركيزة أساسية في بناء مجتمع حر وديمقراطي "لقد قدم حلولًا جذرية وإنسانية لإعادة تشكيل البنية الاجتماعية، ومنحنا إيماناً عميقاً بأننا لسنا مجرد ضحايا لنظام ذكوري بل صانعات مستقبل جديد".
وأوضحت أن النساء في المنطقة الشرقية أثبتن قدرتهن على الحضور في جميع الميادين، سواء السياسية أو العسكرية أو المجتمعية، وأن الرسالة أعادت تعريف دور المرأة على أنه دور محوري، وليست مجرّد تابعة أو هامشية "ما قدّمه القائد أوجلان هو أكثر من مجرد دعم نظري، بل هو إعادة لبناء الوعي التاريخي والاجتماعي للمرأة، بعد أن تم تغييبها طويلًا عن مساراتها الحياتية، حيث أعادت الرسالة للمرأة هويتها وصوتها كمحرّك أساسي لبنية المجتمع".
من جانبها، قالت نهلة الفريح عضوة لجنة الخدمات في مجلس الشعب بمدينة هجين، إن الرسالة شكّلت منعطفًا حقيقياً في مسيرة المرأة في دير الزور، حيث ساهمت في إعادة توزيع الأدوار داخل المجتمع، وكسر الصورة النمطية التي كانت تحرم المرأة من الحقوق والمشاركة، مضيفةً أنه منذ فترة طويلة، لم يكن أحد يعترف بالمرأة أو يعطيها أي منصب أو دور "كنا مغيبات تماماً أما اليوم وبعد دعم القائد أوجلان وفكره، أصبحت المرأة تنتزع حقوقها بنفسها، وحققت ما يزيد عن 50% من المشاركة الفعلية، لا سيما من خلال مبدأ الرئاسة المشتركة".
وأوضحت أن التغيير أصبح ملموساً، ليس فقط في المؤسسات بل على مستوى العادات الاجتماعية أيضاً "تستطيع المرأة الآن أن تتحرك بحرية، وتدخل وتخرج وتشارك وتتحدث، أصبح الرجل يتأقلم مع هذا الواقع الجديد وهذا ناتج عن وعي متزايد بأن للمرأة حق في إدارة حياتها".
ودعت نهلة الفريح نساء دير الزور إلى توسيع دائرة التأثير والتوعية، ومواصلة بناء جسور الثقة بين النساء ومع المجتمع، مؤكدة أن المرحلة القادمة تتطلب تكاتفاً كبيراً "نحن نساء دير الزور سنقف يداً واحدة من خلال اللقاءات والحوارات، وسنحاول إيصال هذا الوعي إلى من لم تصله الرسالة بعد، ونؤكد أن القائد أوجلان لم يكن خصماً للمرأة بل حليفاً حقيقياً لتطورها وحريتها".
في ظل هذه الرسالة الفكرية، لم تعد المرأة في دير الزور تنتظر من يمنحها دوراً، بل باتت تصنع مسارها بنفسها، مدفوعةً بالإيمان بأنها جزء أصيل في معادلة التغيير، وبينما تتّحد أصوات النساء في سوريا، يُعاد رسم دور المرأة لا كمجرد مكمّلة، بل كمحرّكة ومحورية في بناء وطن حر، تشاركي، تسوده العدالة والمساواة.