نساء دير الزور: صوتٌنا واحد لرفض العنف وبناء مجتمع عادل
في إطار سلسلة نشاطات مناهضة العنف ضد المرأة وجه تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور رسالة للعالم أجمع مفادها "المرأة لم تُخلق لتكون هدفاً للعنف الذي فرضته الذهنية الذكورية والسلطوية" وذلك خلال مسيرة جماهيرية.
دير الزور ـ بهدف إنهاء العنف ضد المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين تم تنظيم مسيرة جماهيرية في مقاطعة دير الزور مع حلول يوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
نظّم مجلس تجمع نساء زنوبيا اليوم الخميس20 تشرين الثاني/نوفمبر مسيرة جماهيرية في مقاطعة دير الزور تحت شعار "نبني مجتمعاً ديمقراطياً كومينالياً لإنهاء العنف"، بمشاركة عشرات النساء من الأهالي ومؤسسات المجتمع المحلي والبلديات والمجالس.
تخللت المسيرة شعارات ولافتات كتبت عليها "لا للعنف ضد المرأة"، "لا لاضطهاد النساء"، "لا لكافة أشكال العنف والاحتلال"، إضافة إلى شعار "Jin Jiyan Azadî".
ونظمت المسيرة ضمن حملة مناهضة العنف ضد المرأة مع قدوم يوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة المصادف 25 تشرين الثاني/نوفمبر، وتضمنت الحملة سلسلة من النشاطات سلطت الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها النساء، بما في ذلك العنف الأسري، وكذلك القتل وزواج القاصرات، إضافة إلى حالات الخطف في حالات النزاع، كالتي تتكرر في الساحل السوري بحق النساء العلويات.
وعلى هامش المسيرة وجهت الناطقة باسم دار المرأة سحر المصطفى رسالة للعالم أجمع "نقول للعالم أجمع بأن المرأة لم تُخلق لتكون هدفاً للعنف الذي تفرضه الذهنية الذكورية والسلطوية" مشيرة إلى أن "ما يحدث بحق النساء في مناطق الساحل وسائر المناطق يتطلب موقفاً اجتماعياً وحازماً لوقف هذه الانتهاكات".
ولفتت إلى أن "المشاركة الواسعة جسّدت حجم الالتفاف الشعبي حول قضية حماية المرأة والدفاع عن حقوقها" واعتبرت مشاركة النساء والرجال في هذه المسيرة المناهضة للعنف أنه "إدراكاً مشتركاً لأهمية وضع حدٍّ لجميع أشكال العنف الموجّه ضد النساء، وتحويل هذا الوعي إلى خطوات عملية على مستوى المجتمع".
وبينت سحر المصطفى أن "نشاطات التجمع لم تقتصر على المسيرة، بل تضمنت سلسلة من المحاضرات التوعوية والاجتماعات المصغرة داخل الأحياء والمؤسسات، بهدف نشر ثقافة نبذ العنف وتعزيز مفهوم المساواة"، وقد تضمنت الحملة إضافة إلى ذلك برنامجاً لتوزيع وتعليق ملصقات توعوية عند مداخل ومخارج المقاطعة لنقل رسالة الحملة إلى أوسع شريحة ممكنة من السكان.
وأكدت سحر المصطفى في ختام حديثها أن "هذه الفعاليات تأتي ضمن استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تمكين المرأة، وترسيخ حضورها في الحياة العامة، وبناء مجتمع خالي من العنف وأكثر عدالة وإنصافاً".
فيما قالت عضوة مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الحسكة سناء الرمضان أن "الجهود المبذولة تهدف إلى القضاء الكامل على جميع أشكال العنف ضد المرأة، في إطار حملة واسعة ضمت سلسلة من الفعاليات التوعوية والتثقيفية في إطار حملة مناهضة العنف ضد المرأة".
وأوضحت أن الحملة شملت اجتماعات مصغّرة قدمت خلالها محاضرات حول مفهوم العنف وأثره على النساء والمجتمع، كما تضمنت الفعاليات مسيرة خاصة بالمرأة شاركت فيها شريحة واسعة من النساء، بهدف القضاء على كافة اشكال العنف، والتحذير من مخاطره على المجتمع.
وبينت أن الرسالة الأساسية للحملة تؤكد أن العنف لا يقتصر على الإيذاء الجسدي فحسب بل يشمل أيضاً العنف الاقتصادي الذي يحدّ من استقلال المرأة، والعنف السياسي الذي يقيّد مشاركتها في صنع القرار، إضافة إلى العنف الاجتماعي بكافة أشكاله، كما تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على هذه الممارسات والضغط من أجل إنهائها، وضمان بيئة عادلة وآمنة لجميع النساء في المجتمع.
أما هديل محمد قالت "نحن نقف اليوم وقفة ضد العنف الموجّه للمرأة، لنُعطيها الدور الذي تستحقه في المجتمع، وتمكينها لأداء دورها الفعال، لطالما كانت المرأة مُهمَّشة في المجتمع ولا يُعترف بدورها كما ينبغي".
ختاماً، أكدت تجمع نساء زنوبيا أن هذه الفعاليات ليست مجرد حدث عابر، بل خطوة أخرى في مسار طويل لترسيخ مجتمع يحترم المرأة ويصون كرامتها. ومع اتساع المشاركة الشعبية وتواصل الحملات التوعوية، تتجدد الإرادة الجماعية لمناهضة جميع أشكال العنف، ودعم المرأة كي تنال مكانتها المستحقة في المجتمع.