نساء أفغانستان: لن نستسلم والنضال مستمر

عبرت نساء أفغانستان في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أنهن لا تردن سوى الحرية وحقوقهن، وتناضلن من أجل تحقيق ذلك وتوفير حياة كريمة للأجيال القادمة.

بهاران لهيب

أفغانستان ـ اليوم العالمي للمرأة، يتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، كما أنه في أفغانستان يعتبر فرصة لتجديد الالتزام بتحرير المرأة من هيمنة المجتمع الأبوي والأصولي من خلال التجمعات والمسيرات ونشر رسائل التضامن على وسائل التواصل الاجتماعي، داخل البلاد وخارجها.

قبل أن تتولى طالبان السلطة، عقدت مؤسسات أفغانية مختلفة، خاصة تلك التي ترأسها نساء، تجمعات كبرى وأكدت على وضع حد للعنف ضد المرأة، وعلى الرغم من أن المرأة الأفغانية واجهت العديد من الجرائم والانتهاكات خلال العقدين الماضيين، إلا أن الوضع تغير تماماً عندما وصلت طالبان إلى السلطة، حيث حرمت المرأة من أبسط حقوقها بما في ذلك الحق في العمل والتعليم، وأصبحت كل أنشطتها ذات معنى في فضح الجرائم ومحاربة طالبان.

ولا بد من القول إنه، ولسوء الحظ، لا يزال العنف والجرائم ضد المرأة موجودة حتى في البلدان التي تعتبر نفسها حرة وداعمة لحقوق الإنسان، كون العقلية الأبوية متأصلة في كل المجتمعات، إلا أن شدتها ونوعها يختلفان من بلد إلى آخر، وإن دولاً مثل أفغانستان وسوريا وإيران وباكستان وتركيا وبعض الدول الأخرى، بالإضافة إلى النظام الأبوي، تواجه الأصولية الإسلامية التي تدعمها القوى الإمبريالية والفاشية، وفي مثل هذه الظروف فإن انتهاك حقوق المرأة هو أمر متعدد الطبقات ومعقد، ولا يمكن مواجهة هذا الوضع بشكل جذري إلا من خلال النضال الجاد والمنظم.

وفي هذا العام، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الموافق 8 آذار/مارس، أرسلت النساء في أفغانستان رسائل توضح التزامهن المتجدد بمواصلة النضال من أجل تأمين حقوق المرأة، حيث عبرت الناشطة في مجال حقوق الطفل مينا عسكري عن وجهة نظرها بالقول "أتمنى أن يكون يوم الثامن من آذار، يوم التضامن مع المرأة، مباركاً لجميع النساء اللواتي تكافحن بشجاعة وجهد لا هوادة فيه للقضاء على الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي".

وأضافت "نحتفل هذا العام بهذا اليوم بينما النساء، نصف المجتمع الأفغاني، مسجونات داخل جدران منازلهن ولا يتمتعن بأدنى حقوق الإنسان، إلى جانب الزواج القسري والقمع والتعذيب والمعاناة يهددهن في كل لحظة".

وفي ختام رسالتها، أكدت على نضال المرأة الحاسم والدؤوب إلى جانب الرجل، حيث يسعيان إلى المساواة وبذلك يمكن أن يقضيا على جذور العنف ضد المرأة".

 

 

بدورها قالت نسرين أحمد، إحدى النساء المشاركات من ولاية بروان "إن اليوم العالمي للمرأة، ليس مجرد يوم للاحتفال والتهنئة لنا كنساء أفغانيات؛ إنه يوم علينا فيه أن ندافع بصوت عالٍ عن الحقوق التي انتُزعت منا، خاصة في عصر التكنولوجيا هذا، وأن نواصل النضال بلا خوف"، مضيفةً "في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها أفغانستان، حيث تُقتل النساء ويُخفين في كل ركن من أركان البلاد بتهم كاذبة، دون احترام حقوقهن، أحتج على وسائل التواصل الاجتماعي بقدر استطاعتي وأساعد الفتيات المحرومات من التعليم على أن تصبحن متعلمات".

وختمت رسالتها بالقول "نحن نساء العالم، وخاصة أولئك اللواتي تعانين من المجتمع الأبوي والإسلاميين المتطرفين، يجب أن نتحد ولا ندع أجيالنا القادمة تعيش أوقاتاً أسوأ، لا ينبغي لنا بأي حال من الأحوال إسكات أصواتنا المطالبة بالحرية، يجب علينا أن نبقي دائماً علم النضال من أجل حقوق المرأة عالياً حتى نحقق النصر".

ومن ذات المحافظة قالت امرأة تبلغ من العمر 58 عاماً، إنها لم تر بوابة المدرسة قط، وبعد الزواج ذهبت مباشرة من بيت والدها إلى بيت زوجها، وعن يوم المرأة العالمي "برأيي إنه اليوم الذي يحب فيه الناس بعضهم البعض، ولا يتقاتلون من أجل السلطة والمال، وألا يحملوا الحزن في قلوبهم أينما كانوا، يوم لن يخاف فيه أحد من فقدان أطفاله الصغار، ولن يقلق أحد من ضرب بناته، ولن يخاف أحد من الأمية، وإذا لم يلقي الجوع وبرد الشتاء والفقر والمرض بظلاله على حياة الناس".

وقالت في ختام حديثها "جميع الحكومات التي وصلت إلى السلطة في أفغانستان لم تقتل إلا النساء، إذا قُتلت امرأة على يد رجال عائلتها، فإنهم يصفقون له ويمدحون القاتل، وعندما تلد الأم طفلاً، فإنها تتحمل ألماً أكبر من المعاناة التي قد تقع على أطفالها، لذلك، يجب علينا نحن النساء أن نناضل من أجل تحقيق السلام، لأنه فقط عندما نحقق هذا السلام سوف يكون لدينا أيام جيدة، وهذه الأيام سوف يتم خلقها فقط من قبلنا نحن النساء".