نقابة الصحفيين السودانيين: صوت الحقيقة سيبقى حاضراً رغم التهديدات والمخاطر
طالبت نقابة الصحفيين السودانيين، المؤسسات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، باتخاذ إجراءات فورية لضمان أمن وسلامة الصحفيين، وإيقاف حملات التحريض الممنهجة ضدهم، مؤكدةً أن صوت الحقيقة سيبقى حاضراً رغم التهديدات والمخاطر.
![](https://jinhaagency1.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250208-photo-2025-02-08-14-39-15-jpg78cf70-image.jpg)
سلمى الرشيد
السودان ـ يتعرض الصحفيين في السودان لحملات تحريضية ممنهجة، خاصة عبر مواقع التواصل الافتراضي، والتي لا تهدد سلامة الصحفيين فحسب، بل تكرّس مناخ الإفلات من العقاب.
أدانت نقابة الصحفيين السودانيين اليوم السبت الثامن من شباط/ فبراير، في بيان لها حملة تحريض خطيرة تستهدف الصحفيين عبر منصات التواصل الافتراضي، كان آخرها ما يمكن وصفه بأنه حملة واستهداف ممنهج ضد الصحفية مها التلب.
وجاء في نص البيان "في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، تتصاعد حملات الكريهة ضد الزميلة مها التلب والتي جاءت ضمن بيئة محتقنة يغديها الاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية، مما يشكل خطراً مباشراً على سلامتها، ويفتح الباب أمام أعمال انتقامية تهدد حياتها".
وأشار البيان إلى أن ما تعرضت له الصحفية مها التلب من حملة تحريضية يبعث على القلق حيث أنها لم تكن استثناءاً، بل سبقتها موجات تحريضية استهدفت الصحفيتين لينا يعقوب وزمزم خاطر، والصحفي معمر إبراهيم، مما يؤكد أن تلك المحاولات المتكررة تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة وترهيب العاملين في المجال الإعلامي.
وأدان البيان هذه الممارسات المشينة، لصدورها عن أفراد يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة وقيمها، مؤكداً أنه "لا يسعنا إلا التذكير مجدداً بأن الصحفيين السودانيين أثبتوا قدراً كبيراً من الشجاعة والتفاني في أداء رسالتهم رغم المخاطر الجمة، في وقت غابت فيه الكثير من المؤسسات الإعلامية المنوط بها تقديم معلومات دقيقة وموضوعية لجماهير شعبنا في الداخل والخارج".
وإزاء هذا الوضع الخطير، طالبت نقابة الصحفيين في بيانها المؤسسات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات فورية لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين، وإيقاف حملات التحريض الممنهجة ضدهم، باعتبارها انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.
وثمن البيان روح التضامن ورسائل الدعم والمناصرة التي أبداها العديد من الصحفيين في الدفاع عن زملائهم ورفضهم لمحاولات التحريض والترهيب "إن هذا التضامن المهني الذي يدعو للفخر والاعتزاز، يؤكد أن الصحافة الحرة لا يمكن إسكاتها، وأن صوت الحقيقة سيبقى حاضراً رغم التهديدات والمخاطر، ندعو جميع العاملين في المجال الإعلامي إلى مواصلة هذا النهج، لأن قوة الصحافة تكمن في تماسك أفرادها ودفاعهم عن قيم المهنة".
ولفت النقابة في بيانها أنها تحمل السلطات السودانية المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات أو انتهاكات يتعرض لها الصحفيون نتيجة لهذا التحريض، مضيفاً أنها وثّقت خلال العام الماضي 110حالة انتهاكات ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان 509 حالات، من بينها 28 حالة تهديد، 11منها استهدفت صحفيات، ليصل العدد الإجمالي لحالات التهديد الموثقة إلى 71حالة، من بينها 27حالة موجهة لصحفيات.
وأكد نقابة الصحفيين في ختام بيانها التزامها الثابت بالدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين، وضرورة وضع حد لهذه الحملات التحريضية، التي لا تهدد سلامة الصحفيين فحسب، بل تقوض الحق في الحصول على المعلومات، وتكرّس مناخ الإفلات من العقاب، لذلك نحذر من خطورة استمرار هذه الانتهاكات.