'نحن بحاجة إلى نضال موحد ضد داعش'

لفتت عضوة مجلس الشؤون الاجتماعية في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا أميرة علي، إلى المخاطر التي تنشأ مع داعش، وقالت إنه من الضروري خوض النضال الواسع والموحد ضد ذلك.

برجم جودي

كوباني ـ بعد القضاء على مرتزقة داعش على يد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا عام 2019، نفذت خلاياه النائمة في سوريا والعراق العديد من الهجمات خلال هذه السنوات وأسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص، وفي الآونة الأخيرة، امتدت هجمات المرتزقة إلى عدد من دول الشرق الأوسط وأوروبا.

 

"لقد تم تنظيم داعش من قبل النظام المهيمن"

ترى عضوة مكتب المرأة في مجلس الشؤون الاجتماعية أميرة محمد علي والتي قاتلت في مقاومة كوباني عام 2014، أن "الرأسمالية ظهرت في القرن الثامن عشر وكان لها تأثير كبير على شعوب العالم حيث سيطرت على العالم كله اليوم وتديره وفق مصالحها، ولهذا السبب تم تدمير وجود الناس وشخصيتهم وأفكارهم وتم تحويلهم إلى روبوتات، في القرن الحادي والعشرين أيضاً، يعد ظهور داعش إحدى حلقات النظام الرأسمالي المهيمن، لذلك هذا لم يحدث بين عشية وضحاها، فمنذ التسعينات، بدأت الاستعدادات لداعش من أجل تغيير جغرافية وخارطة الشرق الأوسط. بالنسبة للقرن الذي نعيش فيه، تم إجراء الكثير من الاستعدادات وكان داعش أحد هذه المشاريع، ولكن عندما خرجوا، تمت دعاية ضخمة لهم، وقد ترافق صيتهم بالخوف وأصبح الجميع يتحدث عنهم. خاصة عندما استولوا على الموصل والرقة وبعض المدن الأخرى في غضون ساعات قليلة، فمن المفترض أن هذا هو ما حدد قوة داعش".

 

"إنهم أحفاد العثمانيين"

وبينت أميرة علي أن داعش يعتمد على نفس تصرفات ووعي الدولة التركية "هناك قوى تدعم داعش، بعضها في الخفاء وبعضها الآخر تدعمهم بشكل واضح. وفي الدرجة الأولى، من يقدم الدعم الاقتصادي واللوجستي للعصابات، هي الدولة العثمانية أو التركية. لقد سفك العثمانيون دماء مئات الآلاف من الأشخاص، وذبحوا مختلف الأديان والجماعات تحت اسم الإسلام. ولهذا لا يوجد أحد لم يعاني من العثمانيين. وحتى اليوم، إذا نظرنا إلى تصرفات وجرائم الدولة التركية ضد الشعب الكردي، فسنرى نفس الوحشية. قبل 30 عاماً، عندما كان 49 مقاتلاً من حركة حرية كردستان يقاتلون واستشهدوا، مثل الجنود الأتراك بأجسادهم وأخضعوهم لأبشع الأعمال. هذا الحدث الذي نتحدث عنه ليس منذ فترة طويلة. ولهذا فإن مرتزقة داعش هم أحفاد الدولة التركية، حيث يقومون اليوم بنفس الفظائع والأفعال تحت اسم الدين".

وأوضحت أميرة علي الهدف من إنشاء داعش "في عامي 2013-2014، رأت البشرية جمعاء مخاطر داعش، لكن الذين وقفوا في وجه هذا التنظيم كانوا مقاتلي وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية. وحارب هؤلاء المقاتلون فكر داعش الذي قدم نفسه على أنه دولة الخلافة على الدين الإسلامي. وبالطبع فإن تعامل داعش مع هذا الدين كان مخططاً متعمداً، وكان هدفه تشويه عقيدة المسلمين، وإضعاف الأديان في الشرق الأوسط، وإثارة البلبلة والنعرات. في إقليم شمال وشرق سوريا، تم تدمير داعش جغرافياً، لكن لسوء الحظ، لا تزال أيديولوجيته تظهر نفسها. ونظم المرتزقة أنفسهم في أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط وأوروبا، ونفذوا في الآونة الأخيرة العديد من الهجمات، ومن أبرز الأمثلة الهجوم الذي وقع في موسكو بروسيا. ولا ينبغي أن ننسى أن هذه الدول التي تهاجم داعش سكانها اليوم كانت تدعم داعش، لذا إذا حدثت الهجمات في روسيا اليوم، فستحدث في وسط أوروبا غداً، ولهذا السبب، فإن الإنسانية في خطر كبير، ويجب اتخاذ إجراءات جادة".

 

"تحركات داعش تظهر أنها تحاول إحياء نفسها"

واختتمت أميرة علي تقييمها لتحركات داعش بالقول "اليوم الآلاف من مرتزقة داعش يقبعون في سجون قوات سوريا الديمقراطية، ومخيم داعش في الهول يوصف بأنه قنبلة موقوتة على وشك الانفجار، وأظهرت العمليات والحملات الأخيرة التي جرت في مخيم الهول أن فكر داعش ما يزال هو المهيمن. حتى أصغر أطفالهم يحمون هذه الأيديولوجية وهم على استعداد لإعادة تنظيم أنفسهم في أقرب فرصة، ولهذا السبب فإن خطر داعش لا يقتصر على إقليم شمال وشرق سوريا فحسب، بل يمكننا أن نؤكد الآن أن البشرية جمعاء في خطر، ونحن شعوب هذه المنطقة وقواتها لدينا تجارب، لكننا ندعو البشرية أيضاً إلى اتخاذ موقف ضد داعش".