ورشة "الأمل" نموذج نسائي ملهم للاستقلال الاقتصادي
تمثل ورشة "الأمل" في عامودا بإقليم شمال وشرق سوريا نموذجاً اقتصادياً ناجحاً في المنطقة، تأسست بروح جماعية وتعاونية، تُدار بالكامل من قبل النساء، لتعلم حيث توفر لهن فرصاً الخياطة وتحقيق الاستقلال المادي.

زينب عيسى
عامودا ـ شهد إقليم شمال وشرق سوريا تحوّلاً نوعياً في دور النساء، حيث لم تقتصر ثورة المرأة على الجوانب السياسية والاجتماعية، بل امتدت لتشمل المجال الاقتصادي أيضاً.
ورشة الخياطة "الأمل" التي تأسست في مدينة عامودا بمقاطعة الجزيرة، وتُدار بالكامل من قبل النساء، توفر مساحة تمكّن النساء من تعلم مهنة الخياطة، والمشاركة الفاعلة في عملية الإنتاج، مما يمنحهن استقلالاً اقتصادياً حقيقياً، وبروح ثورة المرأة، تحولت ورشة "الأمل" إلى رمز لتحرير العمل من القيود التقليدية، وجعلته وسيلة للتمكين الذاتي.
نساء عامودا يحوّلن العمل إلى رسالة تمكين
وعن أهداف النساء من هذا العمل، قالت سعاد ميلي إن التحضيرات لافتتاح ورشة "الأمل" استغرقت نحو ستة أشهر، بهدف تمكين النساء من تعلم مهنة الخياطة "جميع النساء اللواتي يعملن معنا اليوم شاركن بشكل جماعي في تجهيز الورشة بروح تعاونية، واجهنا بعض الصعوبات خلال هذه المرحلة، لكن عندما رأينا أننا نعمل يداً بيد لإنشاء مشروعنا، لم تعد تلك التحديات تشكل عائقاً أمامنا".
وأضافت "بعد ستة أشهر من التحضير، افتُتحت الورشة رسمياً قبل أسبوعين، وجميع العاملات فيها من النساء، وكل ما ننتجه يُعرض للبيع في الأسواق المحلية، وقد تمكنا بالفعل من بيع العديد من منتجاتنا داخل المدينة، ونواصل البيع من داخل الورشة أيضاً".
وأوضحت سعاد ميلي أن العاملات في ورشة "الأمل" اتخذن قراراً جماعياً بفتحها "قررنا افتتاح هذه الورشة بدعم من قسم الاقتصاد المجتمعي التابع لمؤتمر ستار، كثير من النساء كنّ يعملن داخل المنازل، لكن في إطار محدود لا يسمح لهن بالتطور، لذلك قررنا إنشاء هذا المشروع".
وأكدت "هدفنا أن نتعاون كنساء، وأن ننتج معاً ونطرح منتجاتنا في السوق، حتى تستفيد كل واحدة منا، ونتمكن من بناء اقتصاد مستقل بأيدينا".
قدّمت سعاد ميلي شرحاً مفصلاً لطبيعة العمل داخل ورشة "الأمل"، مشيرةً إلى أن الورشة تضم 11 ماكينة خياطة، لكل منها وظيفة محددة مثل الحياكة، القص، الخياطة، والكيّ "نقوم بخياطة الملابس وبيعها في مدن مثل الحسكة، قامشلو، ديريك، الدرباسية، هناك العديد من النساء يطلبن منا خياطة كميات من الملابس، ليبعنها في منازلهن ويستفدن منها اقتصادياً".
وأضافت "كما نُقدّم في الورشة دورات تدريبية في الخياطة، خاصةً للراغبات في تعلم هذه المهنة، لذلك نعمل على إعداد هذه الدورات لتلبية احتياجاتهن، ونطمح في المستقبل إلى توسيع نطاق الورشة، لتمكين عدد أكبر من النساء من العمل فيها، وفتح فروع جديدة في مدن أخرى".
من داخل ورشة "الأمل" نساء يُبدعن ويُنتجن ويُلهمن
بدورها، قدمت غالية كيفو رؤيتها الشخصية للعمل داخل ورشة "الأمل"، مشيرة إلى أن هدفها الأساسي هو دعم أسرتها وتحقيق استقلال اقتصادي "منذ افتتاح الورشة وأنا أعمل فيها، أطمح إلى تعلم مهنة الخياطة كي أتمكن من مساعدة عائلتي".
وتابعت "كل صباح نأتي إلى الورشة، وكل واحدة منا تتوجه إلى ماكينة الخياطة الخاصة بها وتبدأ عملها، هناك من تقص القماش وأخرى تخيط، وثالثة تكوي، نعمل جميعاً بتناغم كفريق واحد ونسير بورشتنا نحو التقدم".
وقالت "نقوم ببيع جميع الملابس التي ننتجها في الأسواق المحلية، وقد أنشأنا هذه الورشة بدعم متبادل بيننا كنساء، أنا واحدة من النساء اللواتي يعملن فيها اليوم، وأرى أن ورشة الأمل تفتح أمام النساء فرصاً حقيقية للعمل، لذلك، أوجّه دعوة لكل امرأة ترغب في التعلم والعمل، أن تنضم إلينا وتخرج من دائرة العمل المنزلي المحدود".