ندوة في قامشلو تناقش مقاومة الثقافة الذكورية وبناء مجتمع المرأة الحرة
شكلت الندوة نظمها مجلس المرأة في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي بالتعاون مع أكاديمية علم المرأة "جنولوجيا"، مساحة للنقاش حول تاريخ المرأة، ثقافة السيطرة الذكورية، واستراتيجيات التحرر.
قامشلو ـ أكدت المشاركات في ندوة حول الثقافة الذكورية، على أن مواجهة ثقافة الساتي ليست حدثاً عابراً بل مسار طويل يتطلب جهداً فكرياً وتنظيمياً مستمراً.
نظم مجلس المرأة في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي بالتعاون مع أكاديمية علم المرأة "جنولوجيا"، اليوم الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر، ندوة بعنوان "ضد الثقافة الذكورية: المرأة، الحياة، الحرية"، في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا.
تخللت الندوة التي شارك فيها ممثلات عن مؤسسات نسائية تابعة للإدارة الذاتية، عضوات حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، إضافة إلى ممثلات عن مؤتمر ستار وعدد من المنظمات النسائية الأخرى؛ أربع جلسات رئيسية ناقشت محاور متعددة حول تاريخ النساء، ثقافة السيطرة الذكورية، واستراتيجيات التحرر.
المراحل الأربع لتحرر النساء
في الجلسة الأولى التي أدارتها عضوة أكاديمية جنولوجيا سهام داوود، تم تناول موضوع "المراحل الأربع للتفكير في تحرر النساء"، مستندة إلى تقييمات القائد عبد الله أوجلان في مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي، ألا وهي "ثقافة الإله ـ ثقافة النساء في القصور ـ ثقافة الساتي ـ ثقافة المرأة الحرة".
وشددت سهام داوود على ضرورة دراسة هذه الثقافات وإعادة بنائها من منظور الجنولوجيا، مؤكدة أن التاريخ يجب أن يكون أداة نقدية لفهم واقع النساء.

ثقافة الساتي
الجلسة الثانية قدّمتها ليمان شيخو حول "ثقافة الساتي"، موضحة أن هذه الثقافة التي ظهرت في الهند بالقرن الرابع الميلادي تعني حرق المرأة نفسها مع زوجها بعد وفاته، وقد حظرت رسمياً عام 1829 لكنها تركت آثاراً اجتماعية وفكرية مستمرة.
واعتبرت أن هذه الثقافة أداة للسيطرة الذكورية، حيث ينظر إلى حياة المرأة بعد وفاة الرجل على أنها بلا معنى، وطرحت سؤالاً مفتوحاً "هل انتهت ثقافة الساتي فعلاً أم أنها تتجدد بأشكال أخرى اليوم؟".

استمرار الثقافة
وناقشت كندا كنعان عضوة مجلس المرأة في مؤتمر الإسلامي الديمقراطي في الجلسة الثالثة، امتداد ثقافة الساتي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى حضورها في مفاهيم مثل "الشرف" وعزلة الأرملة، وعرضت ثلاثة أنماط رئيسية، وهي النمط العشائري الذي يقيّد المرأة باسم الولاء والصمت، الزواج بالدم حيث تقدم المرأة كقربان للحفاظ على الروابط، القتل باسم الشرف الذي يشرعن اجتماعياً.
كما تحدثت عن "الساتي الجمالي"، أي القوالب المفروضة على النساء لمطابقة معايير جمال محددة، مؤكدة أن التحرر يتطلب تفكيك هذه القوالب وبناء روح المرأة الحرة.

حلول لمواجهة ثقافة الساتي
الجلسة الرابعة قدمتها الباحثة زهرين حسن تحت عنوان "حلول لثقافة الساتي"، ركزت خلالها على مفهوم ثقافة المرأة الحرة القائمة على الدفاع الذاتي، التنظيم الذاتي، والمعرفة الذاتية. وأوضحت أن التاريخ يكشف خطين متوازيين "المقاومة والإبادة"، مشيرة إلى أن فكر تحرر المرأة الذي طرحه القائد أوجلان عام 1998 ما زال حاضراً في النقاشات بعد 27 عاماً.
وشددت على أن الدفاع الذاتي ضرورة يومية في مواجهة العنف، وأن التنظيم هو الضمانة الأساسية لحماية مكتسبات النساء، مستشهدة بتجربة وحدات حماية المرأة (YPJ).
واختتمت الندوة بنقاشات موسعة حول مواجهة البنى الأبوية التقليدية، تعزيز دور المرأة في مواقع القرار، وتوسيع البحوث النسوية، كما طرحت مقترحات لتنظيم برامج تعليمية إضافية لرفع الوعي المجتمعي، وخلصت المشاركات إلى أن مواجهة ثقافة الساتي مسار طويل يتطلب جهداً فكرياً وتنظيمياً مستمراً.