ندوة في آتون تناقش التحديات التي تواجه النساء وآفاق المستقبل
عقد مركز آتون للدراسات أمس الأحد 9 آذار/مارس ندوة حملت عنوان (التمكين ـ التحديات ـ آفاق المستقبل) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وحضرها ممثلون عن عدة دول منها مصر، وسوريا، والسودان، وفلسطين، واليمن.

أسماء فتحي
القاهرة ـ ركزت حوارات ندوة مركز آتون للدراسات على ضرورة النهوض بالنساء من الإقصاء والتهميش والتغيير من واقعهن في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها المنطقة.
ناقشت الندوة أوضاع النساء في البلدان المشاركة خاصة ما يتعلق بالتحديات اللاتي تعانين منها خلال الأعوام الماضية، والتي تأثرت فيها العديد من الدوال بالحروب والنزاعات مما أثقل كاهلهن بالانتهاكات والويلات، فضلاً عن بحث الآفاق المستقبلية وسبل العمل من أجل مستقبل أكثر هدوءً تتمتع فيه النساء بحقوقهن دون انتقاص.
وخلال الندوة ظهرت الكثير من التقاطعات بين الدول المشاركة وأبدى الحضور حرصهم على مواصلة العمل الجماعي للوقوف على رؤية تخدم قضايا النساء في الشرق الأوسط يمكن من خلالها التعامل مع الواقع الذي حمل تحديات فاقت قدرتهن على التحمل و أعاقت طموحاتهن خاصة في المجال العام، كما تم التطرق للثقافة المجتمعية السائدة والتي تشكل عائق حقيقي بالإضافة للأديان وما تم تفسيره عنها من معلومات يستند إليها في انتهاك حقوق النساء في مختلف البلدان.
النساء في السودان دفعن ضريبة الحرب وتحملن تبعاتها في الإعمار
قالت المحامية السودانية سلوى يوسف، إن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يحمل الكثير من مشاعر الاعتزاز بما تم إنجازه وسط أجواء تملؤها البهجة لكون المرأة تستحق كل التقدير والاحتفاء، إلا أن هذا العام مختلف لكون السودان يمر بحرب وظروف قاسية ما قلب المشهد عاكساً، مشيرةً إلى أن "النساء في السودان دفعن ضريبة الحرب وعانين طوال الفترة الماضية من ويلاتها بين فقد عزيز والمسؤولية التي باتت تعيق حركتهن خاصة أن الحرب نالت من الأخضر واليابس في بلدها"، لافتة إلى أن النساء عانين من النزوح الداخلي في الوطن وكذلك بالمعسكرات بالتشاد وأوغندا وأثيوبيا وليبيا وكذلك في مصر وغيرها من الدول.
ولفتت إلى هناك قول متداول بأن "الفقر أنثى" فالرجال هم من يخوضون الحرب ولكن النساء هن ما يتحملن أعبائها والمسؤولية المزدوجة في القيام بدورهن ودور الرجل أيضاً"، معتبرة أن "حرب السودان هي حرب منسية وتحتاج لإعادة الحديث عنها" مضيفةً أن الحرب لم تنتهي فأساسها سياسي وصراع حول السلطة، والثورة والبنية التحتية تم تخريبها وبالتالي النساء سيتحملن تلك الظروف الصعبة لإعادة البناء مرة أخرى.
الحروب والنزاعات أهدرت الكثير من حقوق النساء
فيما أكدت رئيسة اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري شيماء الشواربي أن الندوة ناقشت الكثير من التحديات التي تواجه المرأة في بيئة العمل والمنزل والتحديات التي تواجهها وما يقع على كاهلها من انتهاكات سواء من زوج أو شريك أو صديق أو حتى على مستوى الأسرة الأكبر من أب وأخ وأقارب.
وأضافت "هناك معاناة في استفحال الذكورة وما ترتب عليها من انتهاكات لحقوق النساء في الشرق الأوسط والندوة بدورها تتحدث عن أدوات تمكين النساء، وكذلك المعاهدات الدولية وواقع ما يتم تنفيذه من بنودها لكونها غير مطبقة على أرض الواقع، فضلاً عن بحث سبل تعزيز تواجد النساء لتكون جنباً إلى جنب مع الرجال".
واعتبرت أن "المرأة في الشرق الأوسط خاصة في مناطق النزاع تعاني من هدر كبير واستغلالها جنسياً وجسدياً خاصة في ظل غياب العائل لتتولى هي المسؤولية وتظهر مصطلحات منها تأنيث الفقر ويتم التعامل معها بشكل مهين ومرهق وهو ما أسفر عن صحوة حقيقية تنادي بحقوق النساء وتحاول الانتصار لمكاسبهن التي تمكن من تحقيقها خلال السنوات الماضية".
الثامن من آذار هذا العام مختلف لكونه محاط بتحديات تعيق تقدم النساء
من جهتها قالت عضوة أكاديمية الجنولوجيا بالشرق الأوسط نوجين يوسف إن الندوة مقامة بمناسبة الثامن من آذار الذي يحمل الكثير من المعاني لكون المنطقة تأن تحت وطأة الحروب وخاصة في الوضع السوري الراهن.
وأضافت "الوضع الحالي محرج للغاية خاصة للنساء وهناك تحديات تحيط بالمرأة من كل النواحي وباتت أكثر عمقاً على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي وكذلك السياسي، فضلاً عن العنف الأسري الذي بات منتشراً في جميع الدول"، معتبرة أن هناك الكثير من الضغوط التي تعاني منها النساء سواء في إقليم شمال شرق سوريا أو في السودان أو اليمن وكذلك فلسطين وغيرها من الدول.
واعتبرت أن "التطورات والأحوال المدنية التي تحدث في تونس واليمن وغيرها من الدول جميعها تحتاج لدراسة ونقاش عميق حول ما يحدث والمتوقع مستقبلاً للتعامل معها، والوقوف على كيفية تعامل النساء مع بعضهن وكذلك الموقف من القوانين الدولية والقوانين المحلية والتي تحتاج لتطبيق حقيقي لإعطاء النساء حقوقهن لا سلبها منهن".
وركزت على أن "مناقشة سبل تكاتف النساء أصبح ضروري لكونه أحد أهم أدوات التعامل مع ما يحدث لهن من انتهاكات وانتقاص لحقوقهن" مؤكدة على "ضرورة العمل من أجل تمكين النساء في كافة النواحي الثقافي منها والسياسي والدبلوماسي والاجتماعي والاقتصادي حتى تستطيع النساء الدفاع عن حقوقهن ليصبحن في الطليعة والريادة كونهن قادرات على تحقيق ذلك".
التمكين ضروري لتحقيق استقلالية النساء في القرارات
أما الصحفية المصرية فاتن صبحي لفتت إلى أنه "هناك احتياج لتمكين المرأة اقتصادياً حتى يتحقق الاستقلال الاقتصادي، فضلاً عن العمل على القوانين حتى يكون بها قدر من العدالة والمساواة لوجود الكثير من المواد تمييزية تفرق بين الجنسين".
واعتبرت أنه في حال تحقيق العدالة بالقوانين ستتمكن النساء من تحقيق قدر كبير من طموحاتهن وتقدمهن ويستطعن كذلك التحرر من القيود التي تحول دون لجوئهن للتقاضي لانتزاع ما سلب منهن على مختلف الأصعدة، مؤكدةً أن هناك موروثات تقيد حرية النساء وهناك إشكالية متعلقة بالنساء في الشرق الأوسط ومنها الصراعات والحروب والنزاعات المسلحة.
وأشارت إلى أن واحدة من الأزمات تتمثل في تحقيق العدالة المناخية التي تتهرب الدول من تحمل مسؤوليتها رغم أنهم المتسببين في حالة التطرف المناخي القائم، لافتةً إلى أن "الواقع صعب للغاية لأن الصراعات والنزاعات لم تتوقف في سوريا وكذلك لبنان وعلى نفس المسار تقع السودان في عمق الانتهاكات وهو ما تتحمله مصر كذلك نتيجة حالة اللجوء المحاط بأزمة اقتصادية تأثر بها الجميع في الداخل المحلي".
والجدير بالذكر أنه بعد انتهاء النقاشات وعرض واقع المرأة في الدول المشاركة قامت مديرة الجلسة فاتن صبحي بقراءة رسالة القائد عبد الله أوجلان التي أرسلها من زنزانته في جزير إمرالي للنساء في مناسبة الاحتفاء بالثامن من آذار مارس اليوم العالمي للمرأة.