ندوة في السليمانية تسلط الضوء على تحديات وفرص السلام في تركيا
تحت عنوان "إلى أين تتجه عملية السلام في تركيا بعد عام؟" نظّم مركز أبحاث المدن في مدينة السليمانية بإقليم كردستان ندوة بمشاركة نحو 120 سياسياً وإعلامياً من مختلف مناطق كردستان، من بينهم المحامية السابقة للقائد عبد الله أوجلان نوروز أويسال.
السليمانية ـ ناقش المشاركون في الندوة التي عقدت في مدينة السليمانية مستقبل العملية السلمية في تركيا، مؤكدين على أهميتها الاستراتيجية للمنطقة والعالم وتهيئة بيئة قانونية ملائمة لتمكين القائد عبد الله أوجلان من لعب دور محوري في دفع مسار السلام.
أقيم اليوم ندوة بعنوان "إلى أين تتجه عملية السلام في تركيا بعد عام؟" في مدينة السليمانية، بإقليم كردستان بمشاركة نحو 120 شخصية من المناضلين والوطنيين والصحفيين والناشطين السياسيين، سلط من خلالها المشاركون الضوء على آخر المستجدات المتعلقة بعملية السلام، وطرح رؤى حول الخطوات المقبلة للدولة التركية وحركة الحرية، كما ناقشوا مستقبل عملية السلام في تركيا بعد مرور عام على آخر تطوراتها.
وشهدت الجلسة الأولى مشاركة كل من عضوة البرلمان عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عن ولاية شرناخ والمحامية السابقة للقائد عبد الله أوجلان نوروز أويسال، والوكيل القانوني للقائد أوجلان مظلوم دينج، وكاميران عثمان، عضو فريق CPT الأمريكية، إلى جانب الكاتب والمراقب السياسي جعفر علي.
وعن عملية السلام من حيث الخطوات السياسية قالت نوروز أويسال "لا تزال الدعوة إلى السلام تتردد في أرجاء الشرق الأوسط، وقد بدأت تأخذ صدى أوسع بعد النداء التاريخي للقائد أوجلان، مما ساهم في بروز الوضع السياسي في المنطقة"، مؤكدةً أنه على الدولة التركية أن تبادر بخطوات جادة لدفع عملية السلام إلى الأمام "أن هذه العملية لا تخص الكرد وحدهم، بل تمثل أهمية استراتيجية للشرق الأوسط بأسره وللعالم أيضاً".
"يمكن للشرق الأوسط والعالم الاستفادة من الفرص"
من جانبه أوضح الوكيل القانوني للقائد عبد الله أوجلان مظلوم دينج، أن نجاح عملية السلام يتطلب توفير بيئة قانونية مناسبة، مستشهداً بتجربة جنوب إفريقيا حين أُطلق سراح نيلسون مانديلا بعد تهيئة الظروف الملائمة لذلك، وأكد أن تحسين الوضع القانوني للقائد عبدالله أوجلان يعد خطوة أساسية لتمكينه من لعب دور فعال في إدارة العملية بما يفتح آفاقاً واسعة للسلام في الشرق الأوسط والعالم "أن استمرار القيود سيخدم فقط من يسعون إلى عرقلة مصالح الشعب الكردي ويمنعون الوصول إلى حلول عادلة ومستدامة".
وأشار إلى أنه على مدار 27 عاماً من السجن، واصل القائد أوجلان جهوده الحثيثة من أجل السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، متحدياً القيود الصارمة التي فُرضت عليه منذ بداية اعتقاله، حيث لم يكن يسمح له سوى بقراءة الصحف لمدة ساعة يومياً ولم يكن يرى سوى حراسه الشخصيين، ورغم ذلك تمكن من صياغة بيانات سياسية وفكرية أثرت في الداخل والخارج، وأكسبته مكانة عالمية كرمز للنضال السياسي، وحتى في ظل العقوبات المتكررة، ومنها أحكام بالسجن الانفرادي لمدد إضافية، واصل نضاله عبر الكلمة مساهماً في دفع مسارات السلام، ليس فقط في تركيا بل في الشرق الأوسط والعالم بأسره.
أما الجلسة الثانية، فأدارها الصحفي والسياسي هيوا سيد سليم، وشارك فيها كل من الدكتورة والأستاذة الجامعية تالار علي، والباحث الأكاديمي سلام عبد الكريم، ومحمد علاء ممثل الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا في إقليم كردستان.
فمستقبل عملية السلام في تركيا يرتبط بقدرة الأطراف على تجاوز الحسابات الضيقة، والاعتراف بأن القضية الكردية ليست مجرد ملف داخلي، بل جزء من معادلة إقليمية تتطلب شجاعة سياسية، ورؤية استراتيجية، وتفاعلاً حقيقياً مع مطالب الشعوب في الحرية والكرامة.