ندوة إقليمية لتعزيز التطعيم والكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم

عُقدت ندوة إعلامية إقليمية في الجزائر، بمشاركة عن بُعد من تونس ولبنان وعُمان والقاهرة ، لبحث الجهود العربية والدولية للقضاء على سرطان عنق الرحم والتوعية بمخاطر فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

نجوى راهم

الجزائر ـ أجمعت المشاركات في الندوة الإعلامية الإقليمية على أن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والفحص المبكر يشكلان الركيزة الأساسية للوقاية من سرطان عنق الرحم والأمراض المرتبطة به، مع ضرورة تعزيز التعاون بين الدول العربية لضمان وصول اللقاح والفحوصات إلى الفئات المستهدفة.

نُظّمت أمس الثلاثاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر، ندوة إعلامية إقليمية كبرى في الجزائر العاصمة بمشاركة حضورية، تحت عنوان "كسر الصمت حول سرطان عنق الرحم" وعن بُعد من تونس ولبنان وعُمان والقاهرة، بهدف تسليط الضوء على الجهود الإقليمية والدولية للقضاء على سرطان عنق الرحم وزيادة وعي المجتمعات العربية بخطورة عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وسبل الوقاية منه، وجاءت المبادرة بدعم شركة MSD، بمشاركة خبراء محليين ودوليين، إلى جانب عرض شهادة مؤثرة لناجية من سرطان عنق الرحم، ودعوات لتعميم التطعيم والكشف المبكر.

 

التجربة المصرية للقضاء على سرطان عنق الرحم

وقدمت الدكتورة أمل السيسي، أستاذة طب الأطفال والمنسق الفني لصحة الأم والطفل، عرضاً حول التجربة المصرية وجهود اعتماد اليوم العالمي للقضاء على سرطان عنق الرحم، مؤكدةً على أهمية تطعيم 90% من الفتيات قبل سن 15 عام وإجراء مسحة عنق الرحم لـ 70% من النساء بين سن 35 و40 عام، وقدمت بيانات حول انتشار فيروس HPV بين الجنسين، حيث يحمل 7 % من النساء الفيروس دون أعراض، و21% من الرجال، فيما تتعرض 80% من النساء للفيروس مرة واحدة على الأقل خلال حياتهن، مشيرةً إلى أن الأنواع 16 و18 هي الأكثر تسبباً بالسرطان، بينما تسبب الأنواع 6 و11 الثآليل التناسلية.

وأكدت أن غياب التطعيم والفحص المبكر يساهمان في ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الحلق والبلعوم، وسرطان الفم، وسرطان العضو الذكري، فيما يُسجَّل عالمياً نحو 600 ألف حالة جديدة من سرطان عنق الرحم سنوياً مع نسب وفيات تتراوح بين 50% و60% نتيجة التشخيص المتأخر، مشددةً على أن التطعيم، عند الالتزام بالجدول الموصى به، يُعد وسيلة فعّالة لحماية الأطفال والبالغين ويساهم في الوقاية من أمراض خطيرة.

كما شاركت إحدى الناجيات من مصر من سرطان عنق الرحم شهادتها الشخصية، موضحةً أن اكتشاف إصابتها تم عبر الفحص المبكر، وأنها خضعت للعلاج واستئصال الرحم، مؤكدة استفادتها من التطعيم ضد HPV بعد التعافي، داعيةً جميع النساء إلى الالتزام وإجراء مسحة عنق الرحم والفحص المبكر.


         


        

واقع الكشف المبكر في الجزائر

قدمت البروفيسورة آسيا سليماني، رئيسة قسم التشريح المرضي بالمستشفى الجامعي بني مسوس، عرضاً حول واقع الكشف المبكر في الجزائر، مشيرةً إلى أن البرامج الوطنية تواجه تحديات كبيرة، ففي عام 2024 خضعت نحو 266,300 امرأة لفحص عنق الرحم، حيث بلغت نسبة المسحات غير الطبيعية 10%، في حين أن النسبة المثالية ينبغي ألا تتجاوز 5%، مشيرةً إلى أن الفئة العمرية الأكثر خضوعاً للفحص كانت بين 40ـ 44 عام على الرغم من أن الفحص يُفترض أن يبدأ في سن أصغر، مؤكدةً أن هذه الإحصاءات لا تشمل الفحوصات التي تُجرى في المستشفيات الجامعية والعيادات الخاصة، ما يعني أن التغطية الفعلية قد تكون أقل بكثير.

 

أبرز التحديات

وأضافت أنه من أبرز التحديات غياب منصة رقمية وطنية لتتبع نتائج الفحوصات وتسهيل المتابعة، وهو ما يقلل من فعالية برامج الكشف، لافتة الانتباه إلى العقبات كالضغط الكبير على العيادات العمومية، ونقص أطباء الكولبوسكوب خاصة في القطاع الخاص، وصعوبة الحصول على فحص HPV في المراكز المدفوعة "أن مركز ACP بالمستشفى الجامعي بني مسوس في العاصمة يُعد الوحيد الذي يوفر اختبار HPV مجانا".

من جانبها قدمت المستشارة الإقليمية للأمراض غير السارية بمنظمة الصحة العالمية لمياء محمود، عرضاً حول التحديات الإقليمية وأهمية تعزيز برامج التطعيم والكشف المبكر في العالم العربي، مؤكدةً على ضرورة التنسيق بين الدول لضمان وصول اللقاح والفحص لكل الفئات المستهدفة.


         


        

وأكد الخبراء أن اللقاح يقي من سرطان عنق الرحم والثآليل التناسلية، وهو جزء من برامج التطعيم في 151 دولة، ويُعطى سنوياً لأكثر من 500 مليون شخص حول العالم، مشددين على أن اللقاح آمن وتمت دراسته على مدى عقود.

واختُتمت الندوة بدعوة لتعزيز دور الإعلام العربي في نشر الوعي الصحي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الفيروس واللقاح، وتشجيع النساء على التوجه للكشف المبكر، ودعم الجهود الوطنية للقضاء على سرطان عنق الرحم.