نضال الصحفيات مستمر للوصول إلى الحقيقة

مع كل تقرير ومقالة تنشرها، لا تسلط الصحفيات الكرديات الضوء على المشاكل اليومية للشعب الكردي فحسب، بل يلعبن أيضاً دوراً مهماً في تغيير موقف المجتمع تجاه قضايا المرأة باعتبارهن رائدات في رفع الوعي العام.

أفزام فيان

الحسكة ـ في جبال وسهول إقليم كردستان، تسعى النساء بقلوب مليئة بالأمل والإرادة القوية لإيصال الحقيقة، في ظل الظروف التي تعاني فيها العديد من النساء من القيود الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فقد تمكنّ من إيصال صوت الأمة الكردية إلى العالم من خلال كتاباتهن.

شكلت الصحافة الحرة أداة لتغيير الوضع في المجتمع وتوعية الرأي العام، وفي مثل هذه الأجواء، فإن كل مقال يُكتب هو بمثابة صفحة جديدة في تاريخ نضال المرأة الكردية ضد عدم المساواة والضغوط.

لقد واجهت هؤلاء النساء دائماً العديد من العقبات في جهودهن المستمرة لتغطية الأخبار الحالية والقضايا الاجتماعية، خاصة في مجالات حقوق الإنسان والتعليم والثقافة، فعلى سبيل المثال، تواجه الصحفيات في المناطق الريفية والنائية في إقليم كردستان نقصاً في الفرص، لكن هذا لم يمنعهن من مواصلة عملهن، مع كل تقرير ومقالة ينشرونها، لا تسلط هؤلاء النساء الضوء على المشاكل اليومية للشعب الكردي فحسب، بل يأخذن أيضاً زمام المبادرة في رفع الوعي العام، ويلعبن دوراً مهماً في تغيير موقف المجتمع تجاه قضايا المرأة، وتستمر جهودهم، وأقلامهم كعلامة على المثابرة والإخلاص في سبيل العدالة والحقيقة.

حيث قالت الصحفية في قناة روناهي هبون عمر "بدأت الصحافة الكردية لأول مرة في العالم في القاهرة عام 1898 بقيادة مقداد مدحت بدرخان، وتطورت لأول مرة تحت اسم صحيفة كردستان، وكانت هذه خطوة مهمة للغة الكردية ولإقليم كردستان أيضاً، ومن الواضح أن كردستان كانت مقسمة إلى دول، وأرادوا تدمير الهوية والثقافة واللغة الكردية، لذلك كانت الخطوة الأولى للصحافة هي إحياء الهوية والثقافة والوجود الكردي، والتي مرت بصعوبات كثيرة".

وأشارت إلى أن "المرأة أصبحت رمزاً في وسائل الإعلام وأن العديد من الأشخاص خاضوا نضالاً غير مسبوق وضحوا بحياتهم من أجل تطوير ونشر الصحف ووسائل الإعلام الكردية.

ولفتت إلى أنه "بسبب العقلية المحافظة تم تقديم المرأة على أنها غير قادرة على التقدم في المجال السياسي والاجتماعي وغيره، ولكن كان واضحاً في وسائل الإعلام أن المرأة قادرة على لعب الدور والنضال في جميع المجالات، وهناك العديد من النساء اللواتي ضحين بحياتهن لتغطية المشاكل الاجتماعية والحروب والدمار في بلدهن ".

وأشارت هبون عمر إلى شخصية غربتلي أرسوز، رائدة الإعلام، والتي بدأت نساء أخريات في النضال من أجل مواصلة هذا المسار "في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث بدأت ثورة المرأة، تكافح النساء وتناضلن، خاصة في وسائل الإعلام، أمثال جيهان بلكين التي عملت من أجل الوطن لتغطية الهجمات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال، ومن الواضح أنه لو لم يكن لدينا إعلام وصحافة قوية لما وصلت حقيقة هذه الأحداث التي جرت في هذه المنطقة إلى كل أنحاء العالم".

واختتمت هبون عمر حديثها بالقول إنه "في سبيل الشهداء الذين ناضلوا من أجل أرضهم بأقلامهم وكاميراتهم وضحوا بأرواحهم، علينا كنساء، وخاصة الصحفيات، أن نكثف جهودنا ونواصل مسيرتنا".