نازحات: احتفالنا بعيدنا لن يكتمل إلا بانسحاب الاحتلال التركي من أراضينا
قالت النازحات العاملات في تعاونية فرن عشتار بمدينة تل تمر بإقليم شمال وشرق سوريا، إن عيدهن سيكتمل بانسحاب الاحتلال التركي من أراضيهن.

سوركول شيخو
تل تمر ـ إن النساء اللواتي عانين آلام النزوح بعد احتلال منازلهن وانتهاك هويتهن وسرق تاريخهن وتغيير التركيبة السكانية لمناطقهن، لا تنعمن بحياة مثل الناس العاديين، قد تكون أجسادهن في منطقة النزوح، لكن أرواحهن لا زالت في مناطقهن المحتلة، وقلوبهن تنبض هناك، في المنازل التي تركنها وراءهن.
الثامن من آذار يوم جمع نساء العالم برمز الوردة الحمراء وقطعة الخبز، ولكن اليوم جمعهن النضال والمقاومة أكثر من أي وقت مضى، وهن تتجهن نحو تحقيق أهداف نضالهن بفلسفة Jin Jiyan Azadî"".
مؤتمر ستار مد لهن يد العون
فرحة نساء سري كانيه النازحات منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، بقيت ناقصة، والسبب هو الاحتلال التركي، منهن تعشن اليوم في قرية تل نصري الآشورية بالقرب من تل تمر في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، ولتوفير مصدر دخل لهن تم افتتاح فرن عشتار للنساء بدعم من اللجنة الاقتصادية لمؤتمر ستار.
"يجب على المرأة أن تحصل على حقوقها لتأمين مستقبلها"
عانت أمينة حسي مرارة النزوح مرتين، الأولى عندما كانت في حلب التي خرجت منها مع بدء ما يسمى بـ "جبهة النصرة" سابقاً، بشن هجمات على مدينتها، والثانية من رأس العين/سري كانيه على إثر الهجمات التي شنها الاحتلال التركي.
وعبرت أمينة حسي عن فرحتها بقدوم الثامن من آذار "يجب على المرأة أن تطالب بحقوقها، خاصة أن ذلك فيه ضمان لمستقبلها، فالأمر لم يكن كما هو عليه اليوم، لم يكن هناك هذا النضال من قبل، اليوم تعمل النساء، وترغبن في النجاح والحصول على حريتهن، فالمرأة اليوم ليست كالمرأة بالأمس، اليوم هي عالمة ومتقدمة في مدى وعيها، في الماضي، كانت النساء مسؤولات عن تربية الأطفال من خلال العمل الميداني والزراعة فقط، ولكن اليوم الأمر مختلف، يمكن لها أن تقوم بأي عمل"، مضيفةً "على الرجال أن يغيروا من ذهنيتهم حتى يتمكنوا من العمل جنباً إلى جنب مع النساء والتعامل معهن بوعي أكبر والإيمان بأن النساء مثلهم ولسن أقل شأناً منهم، فالحياة ستصبح أسهل عندما يكون هناك وحدة وتفاهم متبادل بين الجنسين".
الآمال تنتظر أن تتحقق
وعن مطالبها فيما يتعلق بيوم 8 آذار، قالت أمينة حسي "على رأسها تحرير سري كانيه من الاحتلال التركي، وأن يكون للشعب الكردي مكانة، وأن ينجح الكرد في نضالهم، آمل أن أعود إلى المنزل قريباً، وفي الوقت نفسه فإن فرحتنا تكتمل بتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان".
"المساواة بين الجنسين ضرورة"
بدورها أشارت أميرة ميجريس إلى أنه رغم كل النضالات فإن المرأة لم تحصل بعد على حقوقها ومطالبها "لهذا السبب فإن مطلبنا هو المساواة، حتى يكون الجنسين على نفس القدر من الحقوق، وهذا ضروري، لأن المرأة تعمل أكثر من الرجل، كذلك تساهم في مجتمعاتها أكثر، وتتصرف بحذر أكثر في مواجهة أي صعوبات، يمكن للنساء أن تفعلن أي شيء يستطيع الرجال فعله، لديهن القدرة على القيام بذلك في المجتمع، المرأة القوية والشجاعة تستطيع القتال بمفردها، لذا بات من الضروري تقاسم الواجبات والمسؤوليات ويجب على الجميع أن يقوم بدوره، دون فرض إرادة طرف على حساب طرف آخر".
سعادة النازحات تبقى دائماً غير مكتملة
وأضافت أميرة ميجريس أنها كلاجئة لديها مطالب مشروعة أيضاً "نحن لاجئون وبالتالي نطالب بانسحاب الاحتلال التركي من أرضنا وأن تعود كافة مدننا وأراضينا لأهلها مرة أخرى، أفراحنا باهتة، لأن أراضينا ومدننا وبيوتنا محتلة، النزوح شكل من أشكال العنف، لذلك كل أفراحنا ستبقى منقوصة حتى ينتهي هذا العنف وتتحرر مدننا".
ولفتت أميرة ميجريس في ختام حديثها إلى أن "آمال النساء النازحات تدور حول تحرير أرضنا والعودة للعيش في ظل منازلنا، كيف سأحتفل بعيدي ومنزلي محتل؟ إن عيد كل أم هو عيد لخير وطنها وزوال الاحتلال، حينها فقط يمكننا أن نقول إن عيدنا هو احتفال كامل ونعيش بفرح نابع من القلب، نتمنى أيضاً خروج القائد أوجلان من السجن ومشاركته في نضال المرأة والشعب، حلمنا هو بلد حر وعالم خال من العنف، حيث يعيش الرجال والنساء على قدم المساواة".