ناشطات: لن نعود إلى عصر ما قبل الانتفاضة
على أعتاب ذكرى مقتل الشابة الكردية جينا أميني، أكدت ناشطات في طهران، أنهن لن تعدن إلى عصر ما قبل الانتفاضة، وأن ما حدث في عام 2022 بداية التخلص من الظلم والعنف ضد المرأة.
معصومة باريزاد
طهران ـ في السادس عشر من أيلول/سبتمبر 2022 اعتقلت "شرطة الأخلاق" الشابة الكردية جينا أميني أثناء سفرها مع عائلتها إلى العاصمة الإيرانية، بذريعة عدم تقيدها بقواعد الحجاب الإلزامي، هنا تعرضت للتعذيب الوحشي وبسبب الضربات التي تلقتها على رأسها دخلت في غيبوبة وتوفيت بعد ثلاثة أيام.
تقول الناشطة الاجتماعية سمانة أفروز "لن نعود إلى عصر ما قبل الانتفاضة الشعبية، ما حدث عام 2022 هو بداية التخلص من القمع والعنف ضد المرأة، وكانت ثورة Jin Jiyan Azadî ثورة تضامن النساء حول العالم للتخلص من عدم المساواة والعدالة في المجتمعات الأبوية الاستبدادية".
وأوضحت أنه على الرغم من القيود والضغوط، من وقت لآخر، تستمر النساء والفتيات بإظهار المقاومة ضد الحجاب الإلزامي ومواصلة طريق التحرر بالعصيان المدني، لافتةً إلى أن وجود النساء بالحجاب المفتوح في الفضاء العام تعتبر كأحد إنجازات الانتفاضة الثورية للمرأة في حياة الحرية.
ولفتت إلى أن المرأة المحبة للحرية ترفض العودة إلى الحجاب الإلزامي رغم تهديدات وضغوطات السلطات، مؤكدةً أن هذا الرفض لارتداء الحجاب هو المعنى الحقيقي للمعارضة والكراهية، ويدل على مدى كره المجتمع لممارسات السلطات، لأن الالتزام بالحجاب هو نقطة ضعف السلطات.
من جانبها قالت بهار بياتي إحدى النساء اللواتي خضن تجربة الاعتقال بسبب مشاركتها في الاحتجاجات في طهران "كلما ارتفعت نسبة الاحتجاجات الشعبية، فإن الطريقة الأولى التي تتخذها السلطات هي اعتقال المتظاهرين خاصة الناشطين في الحركات المدنية والسياسية حتى لا يسمع صوتهم، لكن السلطات لا تعلم أن قوة وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي أعلى من تفكيرهم.
وأكدت أن ثورة Jin Jiyan Azadî ضد الحجاب الإجباري هي انتفاضة للتحرر من أغلال الحكم الديني الشمولي "الحجاب الإجباري يضغط على حياة الفرد والمجتمع تحت راية الشريعة ويؤدي إلى الرقابة والقمع، إنه قانون تمييزي وعنيف"، واصفةً الحجاب الإلزامي بالراية العسكرية.
من جانبها قالت عالمة الاجتماع زيبا إسكندريان إن ثورة Jin Jiyan Azadî كانت حركة شعبية غير مسبوقة حدثت بعد مقتل الشابة جينا أميني على يد السلطات، ورغم أنها بدأت بالاحتجاج على العواقب المؤسفة لفرض الحجاب الإلزامي، إلا أنها لم تقتصر أبدا على ذلك، مؤكدةً أن الانتفاضة المستمرة هي مظهر من مظاهر الثورة.
ولفتت إلى أن الانتفاضة زادت من نقاط الضعف البنيوية في الحكومة، وتسببت في الانقسام داخل السلطة، بل أدت لانضمام المثقفين والناشطين والحقوقيين إلى الشعب وهذا الإنجاز لم يكن صغيراً، مشيرةً إلى أن يأس الشعب وتكثيفه لحل المشاكل القائمة في البلاد تسبب في الكثير من الإخفاقات المتتالية للسلطة، التي تضاعفت خلال العامين الماضيين في البلاد حيث اتسع الوعي العالمي خاصة لدى النساء، بعد أن خرجن للمطالبة بحقوقهن.
وبينت أن الحركات الثورية تصل إلى نهايتها عندما تتزامن مع الاستعدادات لانهيار الأنظمة الحاكمة "الأزمة المالية والاختناقات الجيوسياسية والانقسامات هي المكونات الأساسية لانهيار النظام، وفي بعض الأحيان قد تؤدي هذه العناصر الثلاثة إلى انهيار الحكومة، وهو ما يرتبط بالعنصر الأساسي في الانتفاضة الشعبية.
وقالت إن القمع العنيف للانتفاضة من قبل السلطات منعها من الوصول إلى الملايين، إلا أن استمرار الاحتجاجات على مدى عدة أشهر حولها إلى أطول انتفاضة شوارع "بما أننا نرى آثارها بين الناس والمجتمعات الدولية نأمل أن تتحقق".