ناجية من الإبادة: كنا نلجأ إلى الجبال ونختبئ في الكهوف
"ما أتذكره هو أننا دائماً نهرب من القصف والمجازر، لقد كانت الطائرات تقصف قريتنا باستمرار، وكنا نلجأ إلى الجبال ونختبئ في الكهوف هرباً من الهجمات"، بهذه الكلمات تحدثت خوديدا سموقي عن تاريخ الإبادات والمجازر.

جيلان روج
شنكال ـ المجتمع الإيزيدي وشنكال يشكلان مجالاً غنياً جداً بالنسبة للإعلام، ففيهما الألم والمعاناة والفرح والإثارة، كل يوم هناك موضوع ينتظر أن يتم اكتشافه ويحدث ذلك بالصدفة.
كانت واثقة من نفسها وتتكلم بجمل قوية، متدفقة وبسيطة، بحيث يمكن للمرء أن يجد نفسه في رحلة حياتها دون أن يدرك ذلك، إنها خوديدا سموقي من كولكايا في سردشت ، ولكن بعد الإبادة التي ارتكبت بحقهم استقرت مع عائلتها في قرية بوريك بشنكال.
في بداية حديثها تطرقت للبيوت القديمة المبنية من الطين، وتربية الماشية، وزراعة البساتين، وأفراح الماضي وما إلى ذلك، ولكن دفعة واحدة توجهت كلماتها إلى التاريخ، تاريخ الفرمان "الإبادة"، لقد شهدت الإبادات التي حدثت قبل عام 2014 أيضاً، وتحدثت عن كيفية لجوأها مع عائلتها إلى الجبال في عهد صدام حسين.
وقالت "نظام صدام قصف القرى الإيزيدية وارتكب فيها المجازر بحجة اختباء المهربين في القرية، كانت الطائرات تقصف قرانا باستمرار، قصدنا الجبال سبع مرات في الليل هرباً من القصف واختبأنا في الكهوف، وفي ذات مرة كنا بعيدين عن الماء، فاضطررنا للعودة إلى ديارنا ونحن نشعر بالخوف والرعب".
وعن التدابير التي اتخذوها، قالت "دُمّر كل شيء، من الأحياء إلى الجماد، هناك بعض المنازل لم يبقى من أهلها أحد، عندما حدثت الإبادة، ذهبتُ إلى منزل خالتي في كوجو، وجدت ست جثث هامدة، كان الأمر صعباً للغاية. حوصرنا في المنزل لبضعة أيام، ثم توجهنا ليلاً إلى الجبال، وأثناء تسلق الجبل سقطتُ وكسرتُ أصابع قدمي وما زالت أعاني من الكسر".
لقد كان واضحاً من كلامها أنها لم تشعر وتعاني في المجازر السابقة بقدر الألم الكبير الذي عانته في الإبادة التي حدثت في 3 آب/أغسطس 2014، لأنه نُفذ أمام أعين العالم وبأيدي القوى الدولية والمحلية، وتم بيع آلاف النساء الإيزيديات في الأسواق وسط صمت دولي خانق.
كما ذكرت السبب الرئيسي لحدوث المجازر "لو كنا متفقين ومتحدين، ولو تكاتف المجتمع بأكمله، لما حدثت مثل هذه الإبادات والمجازر، لكن للأسف، التفكك والانقسام هو سبب حدوث الإبادات"، متسائلة "ماذا نفعل بممتلكاتنا الآن؟ بدلاً من هذه الأشياء، لو بنينا وأسسنا أماكن تحمينا من المجازر والقصف، ما كان ليحدث هذا".
خوديدا سموقي التي قضت أكثر من نصف حياتها تشهد وتعيش الإبادات والمجازر، شرحت في جملة موجزة للغاية تاريخ الإبادات وأسبابها، كما حددت أيضاً الحل لضمان عدم حدوث المجازر بحق الشعب الإيزيدي مرة أخرى.