مشروع "وصلة آمنة" لتعزيز حماية النساء في الفضاء الرقمي

أعلنت مؤسسة "إدراك للتنمية والمساواة" عن نتائج مشروع "وصلة آمنة" الهادف إلى حماية النساء في الفضاء الرقمي، وذلك خلال مؤتمر حضره عدد من المهتمين بقضايا الانتهاكات الرقمية، بعد ثمانية أشهر من العمل المتواصل.

أسماء فتحي

 القاهرة ـ أكدت المشاركات في المؤتمر على ضرورة تعزيز الحماية والدعم النفسي للنساء اللواتي تتعرض للعنف خاصة بعد تصاعد القلق من الانتهاكات الرقمية ضد النساء، مشددات على أهمية المبادرات المجتمعية والتشبيك بين المؤسسات لمواجهة العنف السيبراني.

احتفلت مؤسسة "إدراك للتنمية والمساواة" أمس الأحد 17 آب/أغسطس بإطلاق مشروعها "وصلة آمنة"، حيث استعرضت خلال مؤتمر أبرز إنجازاتها خلال الأشهر الثمانية الماضية، وتضمّن العرض مجموعة من الأنشطة والفعاليات والأدلة التي تهدف إلى تعزيز حماية النساء والفتيات في الفضاء الرقمي، وشهد المؤتمر حضوراً واسعاً من المهتمين بقضايا الانتهاكات الرقمية، من بينهم ممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، وأعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى ممثلين عن النيابة الإدارية والمجالس المتخصصة، وغيرهم من المعنيين بمجال الحقوق الرقمية وحماية الفئات المستضعفة.

وشارك الحضور خلال المؤتمر تجارب عملهم مع الانتهاكات التي تتعرض لها النساء والفتيات في الفضاء الرقمي وما يقدمونه من أدوات دعم وحماية للنساء سواءً على صعيد الدعم النفسي أو التقني وكذلك التثقيفي والتوعوي، وتشاركوا مشاعر الخوف تجاه المستقبل وما يحمله من تطورات في هذا الفضاء الإلكتروني الذي اعتبروها أداة يسرت ممارسة العنف على النساء.

وعلى هامش المؤتمر قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة "إدراك للتنمية والمساواة" نجوى إبراهيم، إن اهتمامهم بالعنف الرقمي جاء في عام 2020 خلال جائحة كورونا نتيجة قيامهم برصد عدد من جرائم العنف التي تعرضت لها النساء والفتيات في الفضاء الرقمي من خلال مرصد إدراك لجرائم العنف وتم تنفيذ عدد من الحملات منذ تلك اللحظة لدعمهن والتوعية بحقوقهن، مؤكدة أن اختيار المجتمع الذي تم تنفيذ المشروع فيه جاء نتيجة ما وقف عليه المرصد في تقاريره الدورية من انتهاكات رقمية من خلال البلاغات الرسمية التي يتم تحريرها بشأن تلك الممارسات والجرائم.

 

"المبادرات الشابة تستهدف الفئات المهمشة"

وأشارت نجوى إبراهيم إلى أن المبادرات الشابة التي تعد أحد مخرجات مشروع "وصلة آمنة" كانت رائعة لكونها ناتجة عن جهد مجتمعي من الشباب والشابات وتستهدف عدد كبير من الفئات المهمشة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفةً أنه بالتزامن مع ذلك أطلقوا عدد من الحملات التوعوية الموجهة لتعزيز حماية النساء في الفضاء الرقمي.

وأكدت أن المؤتمر يهدف لاستعراض كل ما تم في المشروع فضلاً عن طرح المعرفة التي تم إنتاجها خلال فترة تنفيذه من أدلة معرفية ومعلومات وخبرات والنظر إلى خريطة التحديات والتشبيكات بين المؤسسات والجمعيات والمبادرات المجتمعية التي يمكن الاستفادة منها في العمل المستقبلي ومواصلة العمل من أجل واقع أكثر أماناً للنساء والفتيات.

 

ثمانية أشهر من العمل

من جانبها قالت منسقة مشروع "وصلة آمنة" في مؤسسة "إدراك للتنمية والمساواة" المحامية نسمة الخطيب، بدأ مشروع تعزيز حماية النساء والفتيات من جرائم العنف السيبراني، بداية كانون الأول/ديسمبر 2024 وبدأ العمل به في كانون الثاني/يناير الماضي من خلال تنمية قدرات فريق العمل ذاته، لافتةً إلى أنهم عملوا على دراسة خط أساس وكان واضح لديهم أن الشرقية من أكثر المدن التي تحدث بها مختلف الانتهاكات الرقمية للنساء والفتيات ومن ثم بدأت مرحلة وضع الخطط والبرامج والأنشطة التي ستتم.

وأوضحت نسمة الخطيب أنهم بعد التوجه لمدينة الشرقية بدأوا في التعامل مع الجمعيات الشريكة هناك وهما مؤسسة "هيلة" للدعم المجتمعي وجمعية "شباب الشرقية" والمعلمين والمعلمات لكونهم الأقرب للفئات الشابة في المراحل الدراسية المختلفة.

ولفتت إلى أنهم قدموا برامج تنمية قدرات العاملين في الجمعيات الشريكة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي والمبادئ النسوية والعنف الالكتروني وغير ذلك، مؤكدةً أنهم بعد ذلك قاموا بتدريب المعلمين والمعلمات ثم التوجه للشابات والشباب وتم تدريبهم وانتهى الأمر بإطلاق مبادرتين (متسكتيش، وإحنا معاكي) بفضل جهودهم لمناهضة العنف الميسر إلكترونياً تحت إشراف الجمعيات الشريكة.

وخلال ثلاثة جلسات متنوعة شارك فيها ممثلين وممثلات عن المجموعات النسوية والحقوقية ونواب البرلمان ومجلس الشيوخ تم طرح عدد من الأفكار لتعزيز حماية النساء والفتيات في المساحات الرقمية التي باتت مقلقة للجميع نظراً لما يتطور بها من أدوات باتت تستخدم في تيسير تعنيف النساء وأثرت سلباً على أمانهن ووجودهن في الفضاء الرقمي.