مشاركة لافتة للمنتوجات النسائية بالصالون الدولي للفلاحة البيولوجية

شهد الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية حضور بارز للمنتوجات الطبيعية النسائية من مختلف المحافظات التونسية.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ انطلق أمس الخميس 19نيسان/أبريل بالعاصمة التونسية فعاليات الصالون الدولي للفلاحة بدورته 15، بعرض منتوجات طبيعية للنساء، وحصلت العارضات على نصيب الأسد حتى إن مشاركة الرجال تكاد تكون شبه منعدمة مما يبرز مدى أهمية إقبال النساء في تونس على إنتاج كل ما هو طبيعي أو مطابق للمواصفات البيولوجية وبالتالي كل ما هو نافع لصحة الانسان.

العارضة هاجر القاسمي من سجنان التي تشارك بعرض منتوجات طبيعة (أعشاب, زيوت, أواني من الطين) قالت "عملت باتحاد المرأة في سجنان وعندما أغلق مقره في عام 2011 اقترحت عليّ والدتي أن أعود إلى حرفة الجدات ألا وهي تقطير النباتات العطرية وإعداد "العولة الزمنية" لأعوّض الراتب الذي فقدته وأساعد أبنائي في دراستهم"، مشيرة إلى أنها أحبت الفكرة وساعدها تشجيع والدها بمنحها قسطاً من المحصول كل صيف لتحويله إلى مواد غذائية مختلفة.

وتعتبر هاجر القاسمي أن الإنتاج طبيعي وجيد وأنها تعودت على العمل وتشعر بسعادة كبيرة رغم التعب ولكنها تواجه صعوبة في الترويج أو تسويق المنتوج.

 

 

لطيفة سعيداني حرفية فخار سجنان وخريجة جامعة قالت "نشارك في هذا الصالون بجميع منتوجات المرأة في سجنان من فخار وأعشاب وعسل وسمن"، مضيفة أن فخار سجنان أنتقل من حرفة تقليدية إلى العالمية حيث حصل على شهادة التراث العالمي في 2018.

وأوضحت أنها تربت على تثمين الفخار وتحويله إلى أوان ورغم أنها أنهت دراستها الجامعية وتدرس بمعهد خاص إلا أنها انضمت إلى نساء سجنان لتحافظ على حرفة الجدات، مشيرة إلى أن الصعوبات ارتبطت بإمكانيات الترويج المحدودة لذلك لابد من نقطة بيع قارة للمنتوجات النسوية فضلاً عن تكثيف المعارض حتى تستطيع مواصلة العمل.

 

 

المجامع مهمة ولكن!

يعتبر الانتماء إلى المجامع النسائية أهم الحلول التي يمكن أن تدعم المرأة وتساعدها في المحافظة على المنتوجات الطبيعية، ولفتت رئيسة مجمع التنمية في قطاع الفلاحة والصيد البحري بدار دادة من منطقة غزالة بمحافظة بنزرت عائدة الطرابلسي إلى أهم الأنشطة التي يقومون بها ألا وهي الاستفادة من المنطقة الغابية عن طريق التقطير واستخراج الزيوت الروحية من النباتات الغابية الموجودة "لدينا أيضاً منطقة زراعية موسعة للغرسات الموسمية الصيفية وتحويل أولي للمواد الفلاحية من توابل وفلفل وطماطم وشريحة وبذور الملوخية والفلفل والثوم والفول إذ نقوم بزراعتها سنوياً وهي أفضل بكثير من المشاتل الأخرى".

وكون المنطقة تتماز بالطين الأبيض تقوم النساء بتحويله إلى أوان فخارية مختلفة كما أوضحت عائدة الطرابلسي "كما نعمل على إعداد مواد تجميل طبيعية كالفازلين الطبيعي والصابون بزيت الزيتون".

وأشارت إلى أن الصعوبات التي تعاني منها النساء والتي تسببت في تراجع عدد المنخرطات من 35 امرأة إلى 15 امرأة حالياً هو صعوبة الترويج والتسويق، مقترحة إنشاء نقطة بيع قارة بالمنطقة تكون مهيأة للعرض.

 

 

فيما تقول فائزة الذهبي معتمدية سيدي عيش بمحافظة قفصة والتي تنتمي إلى مجمع عرباطة للفلاحة البيولوجية "يتضمن المجمع 10 نساء علمتهن تحويل نبتة الحلفاء إلى أواني وتحف حيث نتوجه إلى الجبل لجمع الحلفاء على القدمين رغم بعد المنطقة والخوف من أعوان حراسة الغابات ونقوم بقلعه باليد والتي تتسبب في إصابات عدة".

وأوضحت أنه "يتم تنقية الحلفاء وتركها تجف ثم تتم صباغتها وتحويلها إلى أواني وتحف مختلفة"، مشيرة إلى أنها تعلمت هذه الحرفة من زميلتها عندما كانت عاملة فلاحية ثم قامت بتعليم 10 نساء أخريات حصلن على شهادات لكنهن تعانين من مشكلة الترويج وتطالب بنقطة بيع قارة بقفصة لبيع المنتوجات.