مشاركات في كونفرانس التحالف النسائي يؤكدن ضرورة توحيد الصوت النسائي السوري
ضمن جهود المؤسسات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا لتوحيد الصوت النسائي السوري شاركت أكثر من 600 امرأة من مختلف المكونات السورية وشمل ذلك مشاركة عبر تطبيق الزووم من قبل نساء المكون الدرزي والطائفة العلوية.

سيلفا الإبراهيم
الحسكة ـ أكدت مشاركات في كونفرانس "التحالف النسائي أساس لبناء العدالة والديمقراطية في سوريا لا مركزية موحدة"، الذي أقيم أمس السبت 20 أيلول/سبتمبر في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا على ضرورة توحيد الصوت النسائي السوري.
نظم كل من مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا كونفرانس على مستوى سوريا شاركت فيه 600 امرأة من مختلف مناطق الإقليم، وبسبب الظروف الأمنية لم تتمكن المدعوات من الساحل السوري والسويداء في الحضور لكنهن حرصن على المشاركة عبر تطبيق الزووم.
يأتي تنظيم الكونفرانس في وقت تمر فيه نساء سوريا بمرحلة غاية في الحساسية، مع ارتفاع الخطاب الطائفي والإقصائي للمكونات المتنوعة التي تتميز بها سوريا، وكذلك الهجمة الشرسة على المرأة ودورها في المجالات المختلفة، وهو ما حرصت الإدارة الذاتية على نبده منذ تأسيسها عام 2014 والثورة منذ انطلاقها في 12 تموز/يوليو 2012 بفكر القائد عبد الله أوجلان.
"الصوت النسائي"
وعلى هامش الكونفرانس التقت وكالتنا مع ممثلة الاتحاد النسائي السرياني في منسقية مجلس المرأة صباح شابو التي وصفت الكونفرانس بـ "الصوت النسائي"، لافتةً إلى الوضع المأزوم الذي تعيشه سوريا المستمر رغم سقوط النظام قبل أشهر "أملنا أنه بسقوط النظام البعثي ستتغير حقوق المرأة نحو الأفضل، ولكن التهميش والإقصاء للمرأة استمر".
ولفتت إلى أن العمل يجري من أجل نقل تجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا إلى سوريا كاملة "نحن النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، وتحت ظل الإدارة الذاتية حققنا الكثير من المنجزات، وكتبت المرأة التاريخ بكتابة العقد الاجتماعي، وأبرزت المرأة دورها في العديد من المجالات".
وأكدت أن على نساء سوريا عليهن ألا تتباطأن في تحقيق حريتهن وأن تتكاتفن لأن سوريا كما تقول "في مخاض عسر"، لافتةً إلى أنه خلال الكونفرانس ركزت المطالب على تأسيس البلاد وفق مبدأ العدالة والديمقراطية واللامركزية السياسية رداً على تهميش المكونات.
وطالبت النساء بالتكاتف خاصةً بعد ما حدث في الساحل السوري والسويداء وتفجير الكنيسة واستهداف المسيحيين "الانتهاكات تبين ما لا يضع مجالاً للشكل شكل الحكومة المؤقتة وهو إسلامي متشدد".
وترى صباح شابو أن المرأة رمز العدالة لذلك يجب أن تبنى سوريا بفكر نسوي إنساني "المرأة شريكة للرجل ومن حقها أن تشارك في بناء الوطن، هناك انتهاكات بحق النساء يتم اخطاف نساء واضطهادهن، وتباع المختطفات في الأسواق، وتقتلن علناً، لذلك واجبنا نحن النساء أن نكون يداً واحدة، وأن نشكل كما شعار الكونفرانس تحالف نسائي لنؤسس للعدالة والديمقراطية في سوريا".
ولفتت إلى كلمة الاتحاد السرياني في الكونفرانس وأنها تناولت مبدأ العدالة الاجتماعية التي يفتقدها الشعب السوري في هذه المرحلة "عندما يتم انتهاك حقوق وشرف المرأة فلا توجد عدالة اجتماعية لذلك نطالب بالعدالة التاريخية والاجتماعية واللغوية وغيرها من الحقوق، فلا يكفي أن نطالب بحقونا نحن النساء فقط بل علينا أن نطالب بحقوق شعوبنا التي اضطهدت وعلى رأسهم المرأة".
تضامن نسائي
من جهتها قالت الهام مطلي ممثلة الاتحاد النسائي السرياني في سوريا أن هناك تضامن كبير بين النساء سواء في إقليم شمال وشرق سوريا أو الساحل السوري "ما نرمي إليه من ثورتنا في المنطقة هو التأسيس لذهنية مجتمعية تحترم المرأة وتأخذ دورها الريادي في هذه المرحلة".
وبينت أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا مثلت أهالي المنطقة والشعب السوري من خلال المؤتمرات والمنتديات والجولات المكوكية لخارج سوريا وهو ما كان له دور بارز في لحمة شعوب المنقطة".
وأشارت إلى أن "مثالنا الأعلى لهذه الإدارة الذاتية هو الديمقراطية واللامركزية"، لافتةً إلى أنه "منذ تشكيل الحكومة المؤقتة تم تهميش وجود المرأة في العديد من النواحي من قوانين ومناصب ولكن في مناطقنا وبفضل الديمقراطية النساء تمثلن في جميع المؤسسات والمجالات".
وأوضحت أنه بالنسبة لتجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا منطق الإدارة الذاتية التي تأسست منذ عام 2014 الهدف ليس فقط المنطقة وإنما "توحيد صوت نساء سوريا، وقد انتقلت تجربتنا ليس فقط إلى سوريا وإنما إلى العالم، وهذا ما لمسناه في مشاركتنا في المنتديات والفعاليات المتنوعة".
"سنبني سوريا وفق رؤية جديدة لأنفسنا وللمجتمع"
من الطائفة العلوية شاركت الناشطة عبير سليمان التي وصفت الكونفرانس بأنه لقاء الجمال لما تحمله المرأة من روح الأمومة والشباب وروح الخلق والإبداع، لا فرق بين المشاركات في هذا الكونفرانس "كلنا سوريات نحمل ما تحمله المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا وفي الوسط والغرب والجنوب والساحل بشكل أو بآخر فنحن نجتمع على رأي واحد وهو ضرورة أن تأخذ المرأة دورها الحقيقي في بناء سوريا الجديدة لأن المرأة هي من تربي وترعى وتزرع في الأرض والإنسان القيم الجمالية".
وأثنت على الكلمات التي تم إلقائها من قبل المؤسسات النسائية في المنطقة وقالت إنها "مؤشر حساس على أننا مصرون على أن نكون شعب واحد تحت راية واحدة، ولدينا إرادة رغم كل هذه الظروف التي مررنا ونمر بها وسنعمل جميعاً على تجاوز هذه المرحلة وسنبني سوريا بأمل وحب قائم على رؤية جديدة لأنفسنا وللمجتمع".