مشاركات في ذكرى دحر داعش: منذ تحرير الباغوز تشهد المنطقة تحولات جذرية

في الذكرى السادسة لتحرير بلدة الباغوز، يحتفل أهالي إقليم شمال وشرق سوريا وخاصةً في مقاطعة دير الزور بهذا الانتصار التاريخي الذي شكل نقطة فارقة في مسيرة التحرير والنضال ضد الإرهاب.

زينب خليف

دير الزور ـ احتفل أهالي مقاطعة دير الزور في إقليم شمال وشرق سوريا اليوم الأربعاء 26آذار/مارس بذكرى تحرير الباغوز، التي كانت بداية مهمة للأمن والسلام في المنطقة، وهذا الانتصار لم يكن فقط عسكرياً، بل رمزاً لإرادة الشعوب في مواجهة الظلم والإرهاب، مما دعم وجود المرأة في المنطقة كجزء أساسي من البناء والتغيير.

على هامش الاحتفالية عبرت المقاتلة في وحدات حماية المرأة أرين شدادي عن اعتزازها بما وصفته بـ "الإنجاز" مؤكدةً أن "من ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير الأرض كان لهم الفضل في بناء مرحلة جديدة، حيث تصدّرت المرأة الدور الفعّال في المجالات السياسية والعسكرية في سوريا الجديدة".

ولفتت إلى أنهم عازمون على السير على درب من بذلوا حياتهم في سبيل تحرير الأرض "هذه الذكرى تمثل نقطة فارقة في مسيرتنا ضد الإرهاب. لقد واجهنا تحديات وصعوبات كبيرة خلال هذه المرحلة، لكننا نجحنا في تحرير الباغوز بعد معركة شاقة ومضنية، ووصلنا بفضل ذلك إلى المرحلة الحالية التي نشهد فيها تواجداً فعّالاً للمرأة في المجالات السياسية والعسكرية في سوريا الجديدة، سوريا التعددية اللامركزية".

وأضافت آرين  شدادي "لقد تمكنا من دحر الإرهاب من آخر معاقله وأهم قواعده الأساسية الباغوز، وبإرادة المقاومة والصمود انتصرنا ودمرنا هذه الخلافة المزعومة".

وأشارت إلى أنه "الظروف خلال فترة وجود داعش في المنطقة مروعة ومخيفة، حيث كانت الحياة بلا أمان أو سلام، أما اليوم، فبفضل جهود قوات سوريا الديمقراطية، نحن نتمركز على جميع الجبهات وفي كل الخطوط الأمامية لحماية الشعب وتأمين المنطقة، ومستمرون في مكافحة الخلايا الإرهابية المتبقية، ونعمل لتوفير الأمن والاستقرار لأهلنا في إقليم شمال وشرق سوريا".

من جانبها، قالت عضوة في تجمع نساء زنوبيا تحدثت زهرة التايه "اليوم نحتفل بالذكرى السادسة لتحرير المنطقة من داعش في آخر معاقله"، مؤكدةً أن "التحرير لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل بداية جديدة للمرأة في المنطقة، فتحرير دير الزور من داعش أتاح للمرأة فرصة التعليم والعمل والمشاركة الفعالة في المجتمع، مما كان يعد أمراً مستحيلاً في ظل سيطرة التنظيم الإرهابي".

وأضافت "إن فكر القائد عبد الله أوجلان حول تحرير المرأة من العبودية الفكرية والاجتماعية بدأ يثمر في المنطقة، حيث أصبح بإمكان النساء أن يلعبن دوراً أساسياً في الحياة السياسية والعسكرية، وأصبحت المرأة جزءاً فعالاً في بناء المجتمعات وقيادتها نحو التقدم، في ظل الديمقراطية، أُتيحت للمرأة الفرصة للمشاركة في العمل والتعليم، وأصبح لها الحق في حياة حرة ومتساوية، وهو ما طالما كان يطمح له الشعب السوري".

فيما أكدت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي رحمة العلي، أن الذكرى السادسة لتحرير الباغوز تمثل لحظة تاريخية هامة في مسيرة نضال الشعب السوري، "تحقيق حياة حرة وكريمة هو ما كان يطمح له السوريون طيلة السنوات الماضية، واليوم، بعد تحرير الباغوز، نشهد تحولات جذرية في المنطقة".

وترى أن المرأة تمثل أحد الركائز الأساسية في تحقيق الاستقرار والتنمية في المجتمع، وأنها في إقليم شمال وشرق سوريا "استطاعت أن تساهم في كافة المجالات السياسية والعسكرية، وأن تلعب دوراً محورياً في بناء سوريا المستقبل، وهي مسؤولية نتعهد بمواصلة العمل عليها".

وكذلك بينت الرئاسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء فلك العثمان أن "تحرير الباغوز لحظة فرح كبرى لجميع أهالي المنطقة، إذ شكلت هذه اللحظة نهاية لسيطرة داعش الذي يهدد حياة النساء في المنطقة، وندعو النساء في كافة أنحاء المنطقة لدعم قوات سوريا الديمقراطية، والمساهمة في حماية الأمن والاستقرار".