معرض القاهرة الدولي للكتاب نافذة ثقافية لملايين الزوار

رفع معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام شعار "على اسم مصر- معاً: نقرأ.. نفكر.. نبدع"، بمشاركة بالمعرض نحو 1047 ناشر، من نحو 53 دولة.

أسماء فتحي

 القاهرة ـ انطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 بداية من 25 كانون الثاني/يناير الماضي ليختتم اليوم الاثنين 6 شباط/فبراير، بعد احتفاء جماهيري كبير خلال فترة عمله بين الإقبال واقتناء الكتب وحضور الفاعليات المختلفة.

للوهلة الأولى من وقوفك على بوابات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 قد يأخذك النظر بعيداً حيث أفكارك المبعثرة حول القراء والكتاب في مصر، فالحشود الواقفة تحت حرارة الشمس تارة والبرودة القارصة فترات أخرى تنبئ بشيء ما مازال باقياً، فبالرغم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية وتغير أولويات الأسر المصرية وبعد ساحات المعرض عن قلب العاصمة إلا أن هناك نبض وحياة وبهجة تحيط عالم الكتاب أينما حل.

"هنَ" في المعرض حيث الكتب والأنشطة بأعين النسوية

قالت مسؤولة نادي الكتاب بدار هنَ للنشر والتوزيع لقاء السعدي إن عملهم يعتمد مؤخراً إلى حد ما على الورش الانتاجية التي أسفرت عن مجموعة من الكتب الموجودة في المعرض ومنها ورشة الترجمة النسوية التي أصدرت كتاب "النسوية السوداء"، وورشة الكوميكس التي انتهت بإصدار كتاب "كوميكس هنَ"، وورشة القصة القصيرة مع رجائي موسى التي خرجت منها مجموعة قصصية بعنوان "الركض في الظلام".

وأوضحت أن لديهم خطة عمل لإصدار أبرز الروايات العالمية باللغة المصرية ومنها "العجوز والبحر، وقبلها الغريب، والأمير الصغير".

وعن أبرز معوقات عمل الدار لفتت إلى أن "الكثيرون لا يستوعبون الأفكار النسوية، بل أنهم يحاربونها وقد لا يدركون منها سوى الغضب الغير مبرر للنساء الحاصلين على حقوقهن في هذا المجتمع علماً بأن ذلك أمر لا يمت للواقع بصلة، وكذلك نقص الموارد فالدار تعتمد على ذاتها بشكل كامل وبالتالي هذا النقص يعرقل قدرتها على العمل والمواصلة خاصة فيما يتعلق بطباعة الكتب وغيرها من الأمور، معتبرة أن ضعف الأمكانيات المادية أحد أبرز أزماتهم في الوقت الحالي".

وعن حجم إصداراتهم أوضحت أنهم أصدروا خلال العام نحو 15 إصدار، فضلاً عن ورش الترجمة النسوية والكوميكس، ونادي الكتاب الذي استضاف عدد من الكتب المعنية بالنساء والنسوية، ومستقبلاً سيصدرون كتاب عن النسوية البيئية وآخر حول قضايا الجسد المختلفة.

"بين بهجة التجربة ومعوقات الانتشار"

أكدت المشرف العام بدار طفرة للنشر والتوزيع سمر طارق، على أن هذه هي المرة الأولى التي يشاركون فيها بالمعرض وأنهم أصدروا نحو 212 عمل منهم نحو 65 معنيين بقضايا النساء، وتتنوع أعمالهم إلى حد كبير.

وعن مميزات المعرض أوضحت أن أهمها التنوع الكبير فالمعرض هو فرصة حقيقية لمحبي الكتب لأن هناك خصومات وعروض لا نهائية قدمتها دور النشر وكذلك الهيئات الحكومية رغم ارتفاع سعر الورق الذي أثر على الكثيرين.

وكون هذه تجربتهم الأولى للمشاركة في المعرض فقد واجهتهم مجموعة من المعوقات بحسب سمر طارق، جاء في مقدمتها الافتقاد للتوجيه فهم يكتسبون الخبرة بالممارسة لغياب الجهة التي تساعد بشكل فعال وتدريبي من أجل تطوير المهنة، فضلاً عن أسعار الورق الذي ارتفع لنحو 5 مرات خلال الطباعة الأخيرة على سبيل لمثال، لافتةً إلى أن الدور الجديدة لا يحق لها الحصول على جناح كبير وفق ضوابط المعرض وهو أمر أثر عليهم إلى حد كبير، فضلاً عن عدم وجود أماكن راحة للزوار إلا في دور النشر، وكذلك بعد القاعات عن بعضها وهو ما حل دون القدرة على التنقل السريع خاصة لكبار السن.

وعن كتبها الخاصة قالت "كتابي الأول بعنوان (حكايات سمر) الذي تحدثت خلاله عن رحلتي في المجتمع المدني وما صادفني فيه من قصص، وكذلك كتاب بعنوان (اسطورته)"، مؤكدةً على أن الدار لديها خطة انتشار طموحة ستعمل عليها خلال الفترة المقبلة.

الأعمال اليدوية التراثية تزين معرض الكتاب

تعتبر المشغولات التراثية واحد من أهم مقاصد رواد معرض الكتاب حيث العدد الكبير والتزاحم رغبة في اقتناء بعضها، خاصة وإن كان فائق الجودة ومصنوع بعناية شديدة على حد وصف الحضور.

وأوضحت عائشة مصطفى، التي قدمت من حلايب وشلاتين رفقة مجموعة من النساء حاملين منتجاتهن للترويج لها في معرض الكتاب، انهم يقومون بطرح منتجاتهن ورغم أن المعرض على مشارف الانتهاء إلا أن الإقبال لديهم لم ينقص وهناك الكثير من الحضور يرغبون في اقتناء منتجاتهن.

وعن المشغولات المعروضة فقد أكدت على أنها من الجلد الطبيعي وأنها تراثية، ولفتت إلى أن أغلب المنتجات التراثية بشكل عام تجد أقبال كبير خاصة في هذا المعرض مبدية تفاؤلها بمعدل المشتريات، وحرصهن على الحضور مستقبلاً والترويج للفكرة بين النساء ليتم ضخ عدد أكبر من المشغولات المختلفة.

وعن نساء حلايب وشلاتين  أوضحت أن هناك نساء كبيرات في السن وأخريات تعملن في منازلهن وتلك المنتجات يتم جمعها واحضارها للمعرض فالبيوت هناك تتنوع بين صناعة الخرز والخوص وغيره، والعمل هناك أقرب للفكرة فالجميع يمارسها بلا كلل أو ملل حتى العاملات تعودون إلى منازلهم للعمل عليها من أجل مساعدة أسرهن في رفع مستواها المعيشي وتوفير احتياجات الأطفال.