معرض الحرف اليدوية النسائية في مهاباد... الفن في ظل التحديات

استضافت قاعة وحدة مهاباد خلال الأيام القليلة الماضية معرضاً للفنون النسائية في المنطقة، حيث حافظت النساء على تراثهن الثقافي من الاندثار على الرغم من التحديات القائمة وتسعين إلى تحقيق اكتفائهن الذاتي وكسر القيود الاجتماعية.

غزالة صادقي

مهاباد ـ أقيم في قاعة مهاباد بشرق كردستان، معرضاً للفنون والحرف اليدوية النسائية، هدف إلى تسليط الضوء على الإنجازات الفنية للمرأة في المنطقة وعلى دورها في الحفاظ على التراث الثقافي وكسر قيود المجتمع الأبوي.

بالنسبة للعديد من النساء، لم يكن تعلم الحرف اليدوية مجرد وسيلة لدخول سوق العمل، بل كان أيضاً جهداً للحفاظ على الهوية الثقافية ونقلها إلى الأجيال القادمة.

ضم معرض مهاباد أعمالاً مثل الكليم، والملابس التقليدية المحبوكة، والكروشيه، والتطريز المنقط، والحرف اليدوية الخشبية، والجلد، واللباد، والشموع، والمجوهرات التقليدية والعصرية، والأزياء المحلية، واللوحات، والتصوير الفوتوغرافي، هذه الأعمال نتاج جهود 70 فنانة من مهاباد شاركن في هذا الحدث على الرغم من التحديات المالية والاجتماعية، هذا المعرض مفتوح كل يوم من الساعة الخامسة مساءاً حتى العاشرة مساءاً، ويسلط الضوء، إلى جانب الفرص، على تحديات سوق عمل المرأة في هذا المجال.

 

ضعف عملية الدعاية والإعلان مشكلة قائمة

ترى كيجال. ش، إحدى المشاركات في هذا المعرض، أن عدم وجود إعلانات فعالة هو التحدي الأكبر، بالإضافة إلى قلة المبيعات والحضور "لقد حضرت معارض مماثلة عدة مرات، ومشكلتنا الأكبر هي قلة الإعلانات، هذه المعارض تقام سنوياً من قبل إدارة التراث الثقافي، وبصرف النظر عن الرسوم التي يتقاضونها عن كل جناح، لا يوجد أي إعلانات في وسائل الإعلام المحلية، ويقوم العارضون فقط بالإعلان من خلال صفحاتهم الشخصية وقد أدى هذا النقص في الإعلانات إلى اقتصار زيارات المعارض إلى حد كبير على قطاعات معينة من السكان".

 

أهمية تواجد المرأة بشكل مباشر في السوق

وبدورها أشارت شادي. م، إحدى المشاركات، إلى الفجوة في الأسعار بين المنتجين وتجار الجملة "تُباع منتجاتنا اليدوية في الخارج بأسعار أعلى بكثير، حتى التجار المحليين يشترون أعمالنا بأسعار زهيدة ويبيعونها بأسعار باهظة".

وأضافت "التواجد المباشر في مثل هذه المعارض يمنحنا الفرصة للتواصل مع العملاء دون وسطاء"، وترى أن وجود المرأة في بيئة المبيعات، على عكس الماضي عندما كان الرجال في العائلة مسؤولين عن المبيعات، يعد خطوة مهمة نحو استقلالها الاقتصادي.

 

دور التعليم في الحفاظ على التراث الثقافي

العديد من النساء اللواتي كن حاضرات في هذا المعرض هن حرفيات ماهرات تبدعن في الحرف اليدوية مثل البُسط والسجاد اليدوي والحياكة التقليدية منذ سنوات، هذا ما قالته هاميرا. ك، وهي من هواة صناعة السجاد اليدوي "تشعر العديد من النساء بالفضول تجاه سوق العمل وظروف تعلم النسيج عندما يزرن المعرض".

وأضافت أنه يعتبر التأمين وفوائد العمل في هذا المجال مهم جداً بالنسبة للمرأة التي تواجه العديد من العيوب "رأس المال الأولي للبدء وتعلمه ليس كبيراً، وحتى الآن قمت بتدريب مئات النساء لدخول سوق العمل".

 

إبداع الجيل الشاب جسر بين التقليد والحداثة

وقدم الفنانون الشباب أعمالاً مبتكرة مثل الفخار والشموع المصنوعة يدوياً واللوحات والمجوهرات التقليدية والحديثة، منهم هناء. س صانعة مجوهرات تقليدية وعصرية مصنوعة يدوياً، إلى جانب العديد من إبداعاتها بالقرنفل "كان للقرنفل مكانة خاصة في ملابس المرأة الكردية، فمن خلال تصميم الأحزمة والقلائد والمعلقات المستوحاة من الأزياء المحلية، حاولت الجمع بين العناصر الثقافية للماضي وأذواق جيل اليوم حتى لا يُنسى هذا التراث".

 

دعم النساء ذوات الاحتياجات الخاصة

ويضم المعرض أيضاً أعمالًا لفتيات من ذوات الإعاقة والاحتياجات الخاصة، والتي تعد حسب ديلنيا. ت، مصدر دخل بالنسبة لهن، تتوفر هذه الأعمال للعرض العام والشراء من خلال جناح معهد هيجين.