مقتل وإصابة 80 مدنياً جراء قصف على مخيم "أبو الشوك"
قتل وأصيب أكثر من 80 مدنياً جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو الشوك" للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

مركز الأخبار ـ أكدت المنسقية العامة للاجئين والنازحين في ولاية دارفور، على أن استخدام أطراف النزاع الغذاء كسلاح لتجويع المدنيين، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل مخيمات النزوح في ظل حصار مستمر منذ أكثر من 10 أشهر.
تسبب قصف مدفعي عنيف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو الشوك" للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور أمس الثلاثاء الرابع من آذار/مارس، بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 80 مدنياً.
ولا يزال المخيم الذي يأوي قرابة نصف مليون نازح ويقع في الجزء الشمالي من مدينة الفاشر يتعرض بشكل يومي للقصف الدفعي من قبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح قرابة 70% من سكانه وتدمير آلاف المنازل وموارد المياه والمرافق الطبية بحسب مصادر محلية.
من جانبه أفاد مسؤول إعلامي في مخيم أبو الشوك، أن قذائف مدفعية لقوات الدعم السريع طالت سوق المعسكر في وقت يكتظ فيه بالسكان، بالإضافة إلى منازل المدنيين والملاجئ التي أنشأها النازحون للاحتماء من الصواريخ الموجهة.
ونوه إلى أن معظم الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن، واصفاً الوضع في المخيم بالكارثي جراء النقص الحاد في الأدوية المنقذة للحياة وتوقف المراكز الصحية عن العمل بسبب انعدام الأمن.
وأعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عن انتشار المجاعة في مخيم "أبو الشوك" ضمن خمس مناطق أخرى من السودان.
ولا تزال الأوضاع الأمنية والإنسانية في مناطق واسعة من ولاية شمال دارفور تتدهور جراء الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الدعم السريع على القرى المجاورة لعاصمة الولاية، التي تتعرض لحصار خانق منذ قرابة العام.
تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل مخيمات النزوح
وأصدرت المنسقية العامة للاجئين والنازحين في ولاية دارفور بياناً، حول تفاقم الأوضاع داخل مخيمات النازحين، أكدت فيها أن الأوضاع الإنسانية تتفاقم داخل مخيمات مثل (زمزم، أبو الشوك، أبوجا) إضافة إلى مراكز الإيواء في ظل حصار مستمر مفروض عليهم منذ أكثر من 10 أشهر.
وأشارت إلى أنه رغم الدعوات المتكررة لأطراف النزاع بعدم استخدام الغذاء كسلاح لتجويع المدنيين، وضرورة الابتعاد عن المناطق المأهولة بالمدنيين حتى لا يكونوا عرضة للاستهداف وتتحول مناطقهم إلى ميادين للقتال، إلا أنها لم تجد أذاناً صاغية.
وأكدت المنسقية في بيانها، أن أطراف النزاع تجاوزت كل الحدود الإنسانية والأخلاقية وضربت القوانين الداعية لحماية حقوق الإنسان بعرض الحائط، مشيرةً إلى أنه على الرغم من ذلك فهي لا تزال مستمرة في تسليط الضوء على المعاناة "المنسية" في ظل صمت المجتمع الدولي.
وعن إيقاف منظمة أطباء بلا حدود لأنشطتها، قالت إن الأمر ينذر بخطر يلوح بالأفق ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الأطراف المتصارعة والداعمين لها، لافتةً إلى أن الجيش السوداني والقوات المشتركة حولوا مخيمات النازحين إلى ميادين للقتال، بينما يفرض الدعم السريع الحصار ويشن الهجمات، مما يؤدي إلى سقوط الضحايا، خاصةً بين النساء والأطفال وكبار السن. وأكدت المنسقية أن تحويل أماكن اللجوء إلى ساحات لتصفية الحسابات أمر مشين وغير مقبول.
وشددت المنسقية في ختام بيانها، أنه على جميع الأطراف المتنازعة الابتعاد عن المناطق المأهولة بالسكان، وإيقاف الحرب التي ترتكب خلالها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين العزل.