منظمات دولية ومحلية تحذر من كارثة إنسانية تلوح في أفق دارفور
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود وشبكة أطباء السودان من خطر وشيك يهدد آلاف المدنيين في مدينة الفاشر السودانية، وسط استمرار المجازر والانتهاكات على يد قوات الدعم السريع، وتفاقم أزمة النزوح والمعاناة الإنسانية في ظل غياب المساعدات.
					مركز الأخبار ـ كشفت صور حديثة التُقطت بالأقمار الاصطناعية عن استمرار المجازر في عاصمة ولاية شمال دارفور، مما يعكس تصاعداً مقلقاً في وتيرة العنف ضد المدنيين.
أعربت منظمة أطباء بلا حدود أمس السبت الأول من تشرين الثاني/نوفمبر عن قلقها البالغ إزاء مصير آلاف المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر السودانية، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، ما يعرّضهم لخطر وشيك.
وأعلنت أن أعداداً كبيرة من المدنيين في الفاشر لا تزال تواجه خطراً بالغاً، وتُمنع من الوصول إلى مناطق أكثر أماناً بسبب قوات الدعم السريع وحلفائها.
وأشارت المنظمة إلى أن نحو خمسة آلاف شخص فقط تمكنوا من الفرار إلى بلدة طويلة، التي تبعد حوالي 70 كيلومتراً غرب المدينة، وهو رقم لا يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
وفي هذا السياق، عبّر رئيس قسم الطوارئ في المنظمة، عن قلقه قائلاً إن "عدد الناجين لا يتناسب مع حجم المأساة"، متسائلاً "أين المفقودون الذين صمدوا أمام شهور من الجوع والعنف؟"، مضيفاً أن "الاحتمال الأكثر رعباً هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار".
وفي السياق ذاته، أفادت الأمم المتحدة أن عدد ضحايا الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على الفاشر قد يصل إلى المئات، بينما اتهمت بارتكاب مجازر راح ضحيتها أكثر من ألفي مدني.
وأشار الناجون إلى أن الفارين فُصلوا بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، وأن كثيرين ما زالوا محتجزين مقابل فدية مالية باهظة.
وكشفت صور حديثة التُقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية عن دلائل تؤكد استمرار عمليات القتل الجماعي في مدينة الفاشر ومحيطها بغرب السودان، بحسب ما أفاد به باحثون من مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية، مؤكدين في تقرير جديد إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات على أن جزءاً كبيراً من سكان المدينة "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".
بدورها، كشفت شبكة أطباء السودان، عن وصول 642 نازحاً من الفاشر إلى منطقة الدبة بالولاية الشمالية، في بيان صحافي، وجاء فيه أنها "تتابع بقلق بالغ ازدياد حركة النزوح من مدينة الفاشر، حيث وصل خلال الساعات الماضية 642 نازحاً إلى الولاية الشمالية بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر جراء المجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع في الفاشر".
وأوضحت أن "النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية، في ظل انعدام المأوى ونقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب وغياب الخدمات الصحية الأساسية، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن".
وأضافت أن "هذه الأسر الفارة من ويلات الحرب لجأت إلى الولاية الشمالية بحثاً عن الأمان، إلا أنها تواجه الآن تحديات معيشية خطيرة تفوق قدرة المجتمعات المستضيفة على الاستجابة لها، مع توقعات بأن يتضاعف عدد الوافدين بشكل كبير خلال الأيام المقبلة نتيجة استمرار تدهور الأوضاع في دارفور".
ودعت السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية والإغاثية داخل السودان وخارجه، إلى التحرك العاجل لتقديم المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، وتوفير المأوى والدعم النفسي والاجتماعي للنازحين، تفادياً لانهيار الوضع الإنساني بشكل كامل "الاستجابة السريعة في هذه اللحظة الحرجة قد تنقذ آلاف الأرواح التي أنهكها النزوح والجوع والخوف".