منصة نسائية تعقد مؤتمراً يناقش أهمية تمكين النساء لمواجهة العنف

عقدت المنصّة النسوية في لبنان مؤتمراً جامعاً ناقش أشكال العنف ضد النساء والأثر على المجتمع والمؤسسات، مؤكداً أن المشاركة النسائية والتحالفات المدنية تشكّل أساساً للصمود والتغيير نحو العدالة والمساواة.

بيروت ـ بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، عقدت المنصّة النسوية في لبنان مؤتمراً بعنوان "التضامن النسوي ـ قوة من أجل القضاء على العنف والتمييز ضد النساء والفتيات"، بمشاركة وفود نسائية من لبنان والمنطقة بينها وفد كردي ورابطة نوروز.

شارك وفد نسائي كردي إلى جانب رابطة نوروز في مؤتمر "التضامن النسوي ـ قوة من أجل القضاء على العنف والتمييز ضد النساء والفتيات"، الذي نظمته المنصة النسوية في لبنان، اليوم الأربعاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، بالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.

امتدّ المؤتمر عبر أربع جلسات متوازية تناولت أشكال العنف في لبنان، خُصّصت الجلسة الأولى لمناقشة العنف الأسري والاجتماعي، مع التركيز على آليات الحماية والدعم النفسي والقانوني، أما الجلسة الثانية تناولت العنف القائم على النوع الاجتماعي في سياق الأزمات، وربطته بتداعيات انفجار مرفأ بيروت على النساء، فيما ركزت الجلسة الثالثة على العنف السياسي، حيث عُرضت تجارب نسوية من مواقع التفاوض والمواجهة، وناقشت الجلسة الرابعة العنف الموجّه ضد المنظمات والجمعيات، مسلّطة الضوء على محاولات التضييق، وسبل الصمود والتشبيك المدني.

في جلسة العنف السياسي، تحدثت فوزة يوسف عن تجربة المرأة الكردية داخل وفد التفاوض، معتبرةً أن العنف السياسي لا يأخذ دائماً شكلاً ظاهراً، بل يبدأ بالضغط النفسي والتهديد المعنوي والعزل ومحاولة كسر إرادة النساء المشاركات في القرار.

أكدت أن وجود المرأة في طاولة التفاوض ليس تفصيلاً تمثيلياً، بل عاملٌ أساسي يربط بين الأمن المجتمعي والحقوق، وأن ما تتعرض له المرأة في السياسة هو انعكاسٌ لذهنيةٍ تحاول إقصاء النساء عن المجال العام، لكنها شددت على أن التجربة الكردية أثبتت أن إصرار المرأة على المشاركة يحوّل التفاوض إلى ساحة نضال سياسي وليس موقعاً للرضوخ.

في جلسة مخصّصة لمناقشة العنف ضد الجمعيات والمنظمات، أكدت حنان عثمان، رئيسة لجنة المرأة في رابطة نوروز، أن الاعتداءات الموجّهة نحو المؤسسات لا تقل خطورة عن تلك التي تستهدف الأفراد، مبينة أن هذا العنف يتخذ أشكالاً متعددة تبدأ بحملات التشويه والخطاب العدائي، مروراً بعرقلة الأنشطة الميدانية، وصولاً إلى محاولات التضييق على مصادر التمويل، والحد من النشاط والمناصرة.

وأكدت أن جمعيات المجتمع المدني النسوي في لبنان تتعرض لممارسات تهدف إلى إسكات صوتها، لما تتركه من أثر سياسي واجتماعي ملموس، مشددة على أن حماية هذه المنظمات تعني في جوهرها حماية دور النساء في قيادة التغيير، مؤكدة على إيمان رابطة نوروز بأن بناء التحالفات يشكّل الرد الأكثر فاعلية في مواجهة العنف التنظيمي، وأن صمود الجمعيات هو الخطوة الأولى نحو تفكيك منظومة التمييز.

ويُعتبر المؤتمر من أبرز فعاليات المنصّة التي تضم 48 منظمة وناشطة نسوية، وتعمل باستقلالية وبمنهج إصلاحي يجمع بين المناصرة والتعافي وإعادة الإعمار من منظور جندري. وتتولى هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان مهمة التنسيق وتقديم الدعم الفني واللوجستي لضمان استمرارية عمل المنصّة وتعزيز أثرها. ويأتي هذا المؤتمر في إطار حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.

واستضافت Metropolis Cinema الفعالية، حيث تحوّلت على مدار يوم كامل إلى فضاء مفتوح للحوار النسوي والإعلامي، جامعاً بين التجربة اللبنانية المحلية والتجارب الإقليمية والدولية، وجاء ذلك تأكيداً على أن التصدي للعنف ضد النساء يستلزم تضافر الجهود السياسية والمجتمعية والتنظيمية بشكل مشترك.