منهن من تعرضن لانتهاكات... معلمات تطالبن بتسوية أوضاعهن في تعز
أكدت المعلمات والطالبات المشاركات في الاحتجاج، أنهن تعرضن للتهديد والترهيب فقط لأنهن أعلن الإضراب والذي يعتبر حق دستوري وقانوني.

رانيا عبد الله
اليمن ـ نظم معلمو ومعلمات مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، مسيرة احتجاجية للإعلان عن استمرار الإضراب الشامل الذي بدأ قبل أربعة أشهر، سعياً لتحقيق مطالبهم الحقوقية بالكامل في ظل تقاعس الحكومة عن الاستجابة لها.
شارك في المسيرة الاحتجاجية التي نظمت، أمس الأحد 20 نيسان/أبريل، طلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي، المزمع انعقاد اختباراتهم مطلع شهر أيار/مايو القادم، حيث جاء انضمامهم تضامناً مع المعلمين والمعلمات، وأيضاً نتيجة وضعهم الحرج عقب انقطاعهم عن الدراسة طوال الفترة الماضية، في ظل اعتزام وزارة التربية والتعليم تدشين الاختبارات الثانوية مطلع الشهر المقبل.
وخلال المسيرة التي جابت الشوارع الرئيسية للمدينة وصولاً إلى مبنى السلطة المحلية ثم إلى مكتب التربية والتعليم، رفع المعلمون والمعلمات شعارات تطالب بإنصافهم وتسوية أوضاعهم، فيما رفع الطلبة شعارات تطالب بتأجيل موعد الاختبارات.
هيكلة الأجور مطلب أساسي
قالت المعلمة أروى الصنوي "نحن هنا لنؤكد استمرارنا في الإضراب وصمودنا وثباتنا في المطالبة بحقوقنا المشروعة التي كفلها لنا الدستور، ولن نخضع للتهديدات والتعسف الذي يمارسه علينا مدراء مكتب التربية".
وأضافت "أضربنا وخرجنا إلى الشارع بعد أن ضاقت بنا السبل وأُغلقت في وجوهنا كافة المنافذ. الظروف المعيشية أصبحت صعبة، ولم نعد قادرين على توفير أبسط الاحتياجات الأساسية، فضلاً عن عدم قدرتنا على تغطية نفقات تعليم أبنائنا".
وفي سياق حديثها أكدت أروى الصنوي "نشعر بالقهر والظلم لما آلت إليه أوضاع المعلمين والمعلمات. خرجنا اليوم لنطالب الحكومة بالنظر إلى حالنا ومنحنا حقوقنا، بما في ذلك هيكلة الأجور لتتماشى مع الوضع الاقتصادي الراهن، ونحن من جهتنا ملتزمون بأداء واجبنا تجاه أبنائنا الطلاب".
اتهامات تعسفية
من جانبها، أفادت المعلمة أمة الملك واصل، إحدى مؤسسات اتحاد المعلمين، بأنها تعرضت لانتهاكات وإحالتها للتحقيق "تم اتهامي بإصدار تعميمات للمدارس تدعو إلى التوقف عن التعليم، وبأنني تدخلت في شؤون التربية والتعليم، رغم أن كل ما قمت به لم يتجاوز حدود المطالبة بحقوقي كمعلمة".
اختبارات بلا تعليم
أما الطالبة شهد أحمد، فقد عبّرت عن استيائها من قرارات مكتب التربية القاضية باستئناف الدراسة لمدة أسبوعين فقط، يعقبها تدشين الاختبارات النهائية، حيث قالت "نحن طالبات الصف الثالث الثانوي في مدينة تعز خرجنا اليوم للاحتجاج على القرار الخاص باختبارات شهر أيار، التي تشمل الجزأين الأول والثاني من المقرر الدراسي، رغم أننا لم ندرس سوى الجزء الأول فقط. مطلبنا واضح إما أن نختبر الجزء الأول فقط، أو يتم تمديد فترة الدراسة لتشمل الجزء الثاني، ولم يتبقَ سوى أيام قليلة على الاختبارات، لذا ينبغي عليهم اتخاذ إجراءات تصب في مصلحة الطلبة وليس العكس".
فيما اعتبرت المعلمة سبأ قاسم أن قرار مكتب التربية باستئناف الدراسة وتدشين اختبارات الثانوية في شهر أيار/مايو يعد "شرعنة للغش والفوضى"، مضيفةً "على أي أساس يتم تحديد موعد الاختبارات والطلبة لم يدرسوا منذ أربعة أشهر؟ وكيف يمكن تعويضهم بشهر واحد فقط؟".
وفي بيان المسيرة الاحتجاجية، شدد المشاركون على أن الإضراب لن يتوقف إلا بعد التنفيذ الفعلي للمطالب الحقوقية المذكورة، وصدور توجيهات رئاسية واضحة وسريعة لصرف الرواتب المتأخرة والتسويات، إضافة إلى إصدار قرار عادل وعاجل لمعالجة وضع طلاب الثانوية العامة.
واستنكر البيان بشدة أي إجراءات تعسفية أو أساليب تهديد وترهيب ضد المعلمين والمعلمات المضربين، مؤكداً أن ممارسة الإضراب حق دستوري وقانوني.