منبج المحتلة... فوضى وحالة غضب والنساء تناشد القوات لتحريرها

تشهد مدينة منبج حالة من الغضب والاحتقان الواسع نتيجة جرائم مرتزقة الاحتلال التركي، على خلفية حادثة اختطاف طفلة في السابعة من عمرها واغتصابها من قبل أحد مرتزقة "العمشات"، بالإضافة إلى حالات النهب والسرقة والتشليح.

سيلفا الإبراهيم

الحسكة ـ ناشدت نساء مقاطعة منبج قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة لتحرير مدينتهم من مرتزقة الاحتلال التركي بعد حالة الفلتان الأمني التي تشهدها، وتلبية لندائهن أطلقت قوات مجلس منبج العسكري والقوات التي ذكرت آنفاً حملة لتحرير مقاطعة منبج المحتلة، وتقدمت القوات في عدة محاور بريف منبج الشرقي وسط انهيار في صفوف المرتزقة.

تستمر وكالتنا في متابعة واقع مقاطعة منبج المحتلة عن كثب، وتواصلنا مع عدة نساء من داخل المقاطعة وحصلن على تسجيلات صوتية تؤكد تذمر النساء من تجاوزات وانتهاكات مرتزقة الاحتلال التركي ومناشدة قوات سوريا الديمقراطية لتحريرهم.

وتشهد مقاطعة منبج انتهاكات في ظل سيطرة مرتزقة الاحتلال التركي وكانت أخرها اغتصاب طفلة ذات 7 أعوام من قبل أحد عناصر مرتزقة الاحتلال التركي، بعد أن اختطفها، وأثار ذلك غضباً في أوساط منبج الأمر الذي أشعل مواجهة عسكرية بين عشيرة البوبنا ومرتزقة الاحتلال التركي، ناهيك عن اختطاف النساء التي فضلت وكالتنا عدم الكشف عن هوياتهن للحفاظ على سلامتهن في وقت يطالب عليهم فديها تقدر بـ 10 الف دولار للإفراج عنهم، فضلاً عن حالات اختطاف لم تحصل عوائلهن أي معلومة عنهن إن كانوا على قيد الحياة وأم تم اقتيادهن لمقاطعة عفرين المحتلة أو مناطق أخرى محتلة من الشمال السوري، وقد فقد طفل لحياته في قرية جب الطويل جنوب شرق منبج إثر هجوم مرتزقة الاحتلال التركي لسرقة القرية، حيث قام أحد العناصر بإلقاء قنبلة يدوية أسفرت عن فقدان طفل لحياته وبتر يد أحد المدنيين وإصابة شخص بمنطقة الحوض.

وذكرت إحدى النساء من مقاطعة منبج حالة الفوضى التي اجتاحت المقاطعة منذ احتلالها "فقدنا الأمان والاستقرار منذ بداية دخول مرتزقة الاحتلال التركي على المدينة، فخلال فترة وجيزة من احتلالها سرقت ما يقارب 250 سيارة، فضلاً عن سرقة المنازل للمكونين الكردي والعربي، الأمر الذي سبب حالة من الرعب والخوف لدى الأهالي، دفعهم ذلك التزام منازلهم تخوفاً من تعرضهم لأي خطر"، متمنية خلال حديثها أن تحررهم قوات سوريا الديمقراطية من إرهاب المرتزقة كما حررتهم سابقاً من داعش "لم نعد نضمن حياتنا في ظل سيطرة المرتزقة لأن كل المدنيين معرض لخطر هجومهم وخاصة في ساعات الليل المتأخرة، فهناك الكثير من الحالات التي يتم طرد الأهالي من منازلهم والاستيلاء عليها".

 

 

فيما استنجدت امرأة أخرى من مقاطعة منبج وناشدت قوات سوريا الديمقراطية لتحريرهم من انتهاكات مرتزقة الاحتلال التركي الذين بثوا الفوضى في المدينة "نناشدكم لإنقاذنا من السارقين والناهبين الذين سلبوا منا الحياة والأمان بعد دخولهم للمدينة حيث يقومون بجرائم لا يتحملها العقل البشري".

وعن حالات السرقة قالت "يتنكرون بملابسهم ويخفون وجههم ويداهمون المنازل في ساعات الليل ويقمون بسرقة أموال الأهالي ومجوهراتهم"، وذكرت إحدى الحوادث التي شهدت عليها "أحد أقربائي يعمل صيدلي هاجمته مجموعة مسلحة وقاموا بسرقة كافة الأدوية والأموال التي كانت فيها وهددوه بالقتل وقطع رأسه إذ لم يقدم فدية بمبلغ مالي يقدر بـ 5 ألف دولار أمريكي، ليصبح الآن عاطلاً عن العمل دون أن يملك أي مصدر دخل".

وأوضحت أن كل ما يسرقونه يحملونه إلى مدينة جرابلس المحتلة، لافتة إلى أنهم يطالبون جميع المخطوفين بفدية ليفرجوا عنهم "نطالب بحمايتنا من قبل قسد ونريد إخراج هؤلاء المرتزقة الذين حولوا حياتنا إلى جحيم بالقتل والنهب والاغتصاب ولا نستطيع الخروج إلى الأماكن الأمنة لأنهم يمنعونا من ذلك لذا نرجو استعادة المدينة من قبل قسد".

وعلى إثر حالة اغتصاب الطفلة أكدت أنه كان هناك استياء شعبي وغضب من هذه الحادثة التي تتجاوز استيعاب المرء فالمقاطعة أصبحت كالغابة لا أحد يستطيع التحرك أو التعبير عن رأيه لأن القتل أقل ما يمكن أن يقوموا به في هذه الحالة على حد تعبيرها في ظل غياب المحاسبة والردع.

 

 

وطالبت إحدى النساء من خلال التسجيل الصوتي قوات سوريا الديمقراطية والمنظمات الإنسانية ليكونوا على بينة بالجرائم التي تشهدها منبج في ظل الاحتلال التركي ومرتزقتها "كنا نعيش بأمان واستقرار إبان الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وكان واقع الخدمي مثالياً مقارنةً مع الواقع الحالي، فما يسمي نفسه بالجيش الوطني لا يمت بالوطنية بصلة لأنهم يسرقون الشعب ويخطفون الأهالي كيف لمجموعات مسلحة تسرق مجتمعها أن تكون وطنية على العكس إنهم عار على الوطنية والوطن، أي وطنية تلك التي تغتصب طفلة لا تتجاوز السبع سنوات من عمرها وبشعارات ورموز إسلامية، أنهم بعيدون عن أخلاق الدين والوطن والمجتمع".

 وقالت "نحن ننتظر تحرير مقاطعتنا من قبل قسد على أحر من الجمر وهذا ليس موقفي فحسب بل موقف جميع عشائر منبج فرأينا أمس كيف اندلعت اشتباكات بين المرتزقة وبين عشيرة البوبنة على إثر اغتصاب الطفلة، ناهيك عن الخلافات بين الفصائل على السرقات والنهب كيف لمجموعات مرتزقة تتسابق فيما بينها على سرقة الأهالي أن يسودوا الأمن والاستقرار في المدينة، نحن لا نجد الأمان والاستقرار إلا بتواجد قوات سوريا الديمقراطية لأننا عشنا الأمان والحرية والديمقراطية في حقبة حمياتهم لمنبج، ونرحب بحملتهم التي بدأوا بها لتحريرينا من الظلام ليلونوا مدينة منبج بالأصفر بلون علم قوات سوريا الديمقراطية".

 

 

كما أكدت مصادر أخرى من الريف بأن مرتزقين للاحتلال التركي تسللا على قريتي الدوشان والطول لسرقة الأهالي ولكن استطاع أبناء عشيرة بني عصيد التصدي لهم وربطهم، وكما شهدت يوم الجمعة احتجاج في الشوارع من قبل الأهالي على الانتهاكات التي يمارسها مرتزقة الاحتلال التركي على وجه الخصوص فصيل ما يسمى بـ "العمشات".