"من حقي" حملة لتعزيز الوعي بالصحة الحيضية وكسر التابوهات المرتبطة بها

في خطوة جريئة نحو تعزيز الوعي بالصحة الحيضية وكسر التابوهات المرتبطة بها، أطلقت مؤسسة المرأة الجزائرية بالشراكة مع "مولبد"، العلامة التابعة لمجموعة Hayat DHC، حملة وطنية تحت عنوان "من حقي".

نجوى راهم

الجزائر ـ تهدف حملة من "حقي" إلى تمكين الفتيات والنساء من فهم أجسادهن بشكل أفضل، وتوفير بيئة أكثر دعماً لحقوقهن الصحية. من خلال سلسلة من الفعاليات التوعوية وورش العمل والتثقيف، إضافة إلى تغيير النظرة المجتمعية تجاه الدورة الشهرية، وترسيخها كحق إنساني غير قابل للتجاهل.

في مبادرة جريئة وغير مسبوقة لكسر التابوهات المرتبطة بالصحة النسائية، أطلقت مؤسسة المرأة الجزائرية بالشراكة مع "مولبد"، العلامة التابعة لمجموعة Hayat DHC، حملة وطنية بعنوان "من حقي" تزامناً مع إحياء اليوم العالمي للصحة الحيضية والذي يصادف 28 أيار/مايو الجاري.

وقد تم الإعلان عن الحملة خلال ندوة نُظّمت بفندق حياة ريجنسي بالعاصمة أمس الأربعاء 28 أيار/مايو، بحضور مختصين في الصحة، فاعلين جمعويين، وممثلات عن فئات شبابية من مختلف ولايات الوطن، ووصِفوا هذا الحدث بأنه "نقطة تحول في مسار التوعية بالصحة الحيضية في الجزائر".

 

من التهميش إلى الواجهة

في مجتمعات عديدة، لا تزال الدورة الشهرية محاطة بالصمت والوصم، ما يؤثر سلباً على الفتيات، خاصة في سن البلوغ، من حيث الصحة النفسية، التحصيل الدراسي، والثقة بالنفس، ومن هنا جاءت حملة "من حقي" لتعيد وضع هذه القضية في قلب النقاش العمومي، باعتبار الصحة الحيضية حقاً إنسانياً وكرامة شخصية، وليست مجرد حالة بيولوجية.

وتجسّد الحملة مثالًا ناجحاً على الشراكة بين المجتمع المدني والقطاع الخاص، فبين التزام مؤسسة المرأة الجزائرية بالتمكين والتوعية، وخبرة "مولبد" في مجال النظافة النسوية، تأسس تحالف عملي.

وفي هذا الإطار، قالت مديرة العلامة التجارية "مولبد" حفيظة حمداني "أطلقنا هذه الحملة الوطنية بالتعاون مع مؤسسة منتدى المرأة الجزائرية، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى التوعية والدعم فيما يتعلق بالدورة الشهرية هدفنا نشر الوعي وتمكين الفتيات من فهم أجسادهن وحقوقهن الصحية"، لافتةً إلى أنه سيتم برمجة أنشطة الحملة عبر عدّة ولايات، وتشمل، ورشات توعية وتثقيف مباشرة لقاءات مع مختصين في الصحة النفسية وتوزيع "حقائب صحية" مخصصة للفتيات وإنتاج محتوى رقمي موجه للأسر والمربين.

 

التمكين يبدأ بالمعرفة

ضمن فعاليات الندوة، أكدت المختصة في علم الاجتماع ومسؤولة التسويق الرقمي فردوس مرزاية، على أهمية إدراك المرأة لجسدها والتعامل الواعي مع تغيراته "تناولنا كيفية العناية بالجسد خلال فترة الدورة، من خلال التغذية السليمة، موازنة الهرمونات، والاهتمام بالصحة النفسية، ومن الضروري أيضاً القيام بفحص دوري شهري للحفاظ على الصحة العامة".

وشددت على ضرورة إدماج الصحة الحيضية في الخطاب المجتمعي كونه أمر محوري، خاصة وأن المرأة تلعب أدواراً متعددة في الأسرة والمجتمع، وتحتاج إلى دعم شامل وتمكين ذاتي.

من جهتها، أوضحت جيهان براهيمي أخصائية تغذية، أن التغذية المتوازنة لها تأثير مباشر على تخفيف أعراض الدورة الشهرية "الفتيات في سن البلوغ تعانين غالباً من نقص الكالسيوم والمغنزيوم، وتدفعهن رغبتهن لتناول الحلويات، واختيار الشوكولاتة الداكنة بدلًا من السكر الصناعي والذي من المكن أن يساعد في تخفيف الألم وتحسين المزاج".

وعن تأثير الدورة الشهرية على حياة المرأة، سواء في العمل، أو داخل الأسرة، أو في علاقتها بالمجتمع، قالت إن التوعية هي الخطوة الأولى نحو تحسين الصحة النفسية والجسدية للمرأة.

 

"نحو ديناميكية وطنية مستدامة"

وتسعى حملة "من حقي" إلى خلق حراك وطني متواصل، لا يقتصر على التظاهرات الظرفية، بل يتجذر كوعي مجتمعي طويل الأمد، تستهدف الحملة جمهوراً متنوعاً من بينها تلميذات المدارس الطالبات الجامعيات والأولياء والمربون إضافة إلى الطواقم الصحية، الإعلاميين والإعلاميات.

بدورها قالت مديرة مؤسسة منتدى المرأة الجزائرية مريم شحيح "أطلقنا حملة شاملة تمتد من الشمال إلى الجنوب، وستشمل أكثر من 50 ألف فتاة وامرأة، بهدف رفع الوعي الصحي المرتبط بالدورة الشهرية، نؤمن أن كسر الحواجز داخل الأسر هو الخطوة الأولى نحو مجتمع أكثر فهماً ودعماً للفتيات".

وتشكل حملة "من حقي" بداية لتحوّل ثقافي حقيقي في الجزائر، يُعيد تعريف العلاقة بالجسد الأنثوي، ويكرّس الصحة الحيضية كحق إنساني غير قابل للتجاهل، جيل جديد من النساء والفتيات بات اليوم أكثر استعداداً لطرح الأسئلة، والمطالبة بالمعلومة، والتحدث بصوت عالٍ بعيد عن الخجل والصمت.