من داخل سجن إيفين: "لا للموت" صرخة تضيء المستقبل

وجهت المعتقلة السياسية سبيده قليان رسالة من سجن إيفين إلى روناهي حسين نجاد، الابنة المراهقة لسجين محكوم عليه بالإعدام، بلغة مليئة بالتعاطف والمرونة، مدافعة عن الحق في الحياة، قائلة "نحن جميعاً سلسلة واحدة، وحقنا في الحياة مرتبط مثل أحجار الدومينو".

مركز الأخبار ـ في الوقت الذي تثير فيه أحكام الإعدام في إيران مخاوف متزايدة، نشرت سبيده قليان، وهي معتقلة سياسية مسجونة في سجن إيفين، رسالة إلى روناهي حسين نجاد، ابنة حميد حسين نجاد حيدر آنلو المراهقة، تدافع فيها عن الحق في الحياة وتعارض عقوبة الإعدام بنبرة صادقة وعاطفية واحتجاجية.

جاء في نص الرسالة التي كتبتها المعتقلة السياسية سبيده قلياه من داخل السجن وانتشرت على مواقع التواصل الافتراضي "يؤسفني أن أكتب هذه الرسالة في ظل هذه الظروف المريرة، ولكن من دواعي سروري الكبير أنه بفضلك، أختي الصغيرة الشجاعة، تمكنت مرة أخرى من لمس معنى العدالة والحق في الحياة بشكل أعمق.

أنت في نفس عمر أبناء أخي، فتاة مليئة بالشغف بالحياة، ومتحمسة لعالم يتمتع فيه كل الناس بالحق في العيش. بصوتك القوي وقلبك الكبير، ذكّرتني وكثيرين غيري بضرورة تحقيق العدالة. في هذه الأرض التي يقاتل حكامها حقنا في الحياة، من الصادم أن نسمعك وأطفال هذه الأرض تصرخون من أجل الحق في الحياة.

عزيزتي روناهي، نحن جميعاً سلسلة واحدة. إن حقنا في الحياة مرتبط ببعضه البعض مثل أحجار الدومينو. إذا فقد أحدنا هذا الحق، فكأننا فقدنا جميعاً جزءاً من أنفسنا. من خلال الفيديو المؤثر، ودموعك وكلماتك، أظهرت لنا أنه لا ينبغي لنا أن نتخلى عن هذا الحق البسيط. أنا وكثيرون غيري معك، من أجل والدك حميد حسين نجاد حيدر آنلو، ومن أجل كل أولئك الذين أصبحوا في خطر تعليق رؤوسهم على المشنقة.

إن الحق في الحياة والسعي إلى العدالة ليسا من القيم التي يمكننا تجاهلها بسهولة. مجتمعنا يحتاج إلى أشخاص مثلك؛ إلى أولئك الذين أيقظونا بشجاعتهم. ربما يكون اليوم مظلما، لكن لدي أمل كبير. إن الغد الذي يشملكم وأشخاصاً مثلكم يعني أن لدينا مجتمعاً يقظاً، يقول "لا للإعدامات"، "لا للموت"، بكل أشكاله ومظاهره.

إن الحق في الحياة هو أساس كل مجتمع وعندما يتم سلب حق شخص ما في الحياة، يتم تدمير الثقة والتضامن الاجتماعي. إن المجتمع الذي يحترم الحق في الحياة لا يحافظ على حياة أفراده فحسب، بل يعزز أيضاً الأمل والإنسانية والشعور بالانتماء في قلوبنا جميعاً.

لقد ذكّرتنا، يا عزيزتي روناهي، بصراخك من أجل العدالة، أنه من أجل بناء مثل هذا المجتمع، يجب أن نقف معاً وندافع عن حق الحياة لكل إنسان، مثل والدك.

الأمل هو الشعلة التي تحترق في قلبك؛ اعتقاد راسخ بأنه حتى في أحلك الليالي، ومع كل صرخة من أجل العدالة، يضيء نجم في سماء مجتمعنا".