MKG: حرية الصحافة لا يمكن أن تتحقق إلا مع حرية النساء

أصدرت جمعية الصحفيات في بلاد ما بين النهرين (MKG)، تقريرها لشهر أيار/مايو الفائت، أكدت فيه أن الضغوطات ضد الصحفيين ليست مجرد حالات فردية، بل جزء من سياسة ممنهجة.

آمد ـ تتصاعد الضغوطات على حرية الصحافة في تركيا، كالاعتقالات، والمحاكمات، وسوء المعاملة، إذ تستخدم السلطات تلك الضغوطات بهدف إسكاتهم ومنعهم من الكشف عن الحقيقة.

وفقاً للتقرير الصادر عن جمعية الصحفيات في بلاد ما بين النهرين (MKG)، فإن الانتهاكات ضد الصحفيات استمرت خلال شهر أيار/مايو الفائت دون انقطاع، مما يؤكد أن هذه الضغوط ليست مجرد حالات فردية، بل جزء من سياسة ممنهجة.

وسلط التقرير الضوء على تعرض الصحفيات لهجمات، اعتقالات، تهديدات، وسوء معاملة، بالإضافة إلى استمرار القضايا القانونية ضدهم، مشدداً على أن هذه الضغوط تهدف إلى إسكات الحقيقة، لكنها أكدت أن الصحفيات ستواصلن الكتابة رغم كل التحديات.

 

"الحق في تلقي المعلومات يتعرض للانتهاك"

وأشار التقرير إلى أن العديد من الصحفيين تم استدعاؤهم للإدلاء بشهاداتهم خلال شهر أيار/مايو الفائت، كما تم رفع دعاوى قضائية ضد بعضهم، ولا يزال بعضهم محتجزاً في السجون، مضيفاً أن المنشورات الإخبارية التي شاركوها عبر وسائل الإعلام الرقمية، أو حتى الشعارات التي رفعوها، اعتُبرت "أدلة جنائية" ضدهم.

وأوضح التقرير أنه في بعض القضايا، تم إغلاق قاعات المحاكم أمام الصحافة، ولم يُسمح للصحفيين بحضور الجلسات التي تهم الصالح العام، كما مُنع الإعلاميون من متابعة الأحداث، وهذا لا يُعد انتهاكاً فقط لحرية الصحافة، بل يمثل أيضاً مساساً بحق المجتمع في الحصول على المعلومات.

 

الضغوطات على الصحفيين

إن ضعف الضمانات، وفقدان الوظائف الناجم عن سياسات الرقابة، والعقوبات المالية المفروضة على وسائل الإعلام، تُلقي بظلالها على الصحافة، ​​ورغم عدم وجود تسريحات مباشرة للعمال هذا الشهر، إلا أن عقوبات البث التي فرضها المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون (RTÜK) لا تزال تُلحق ضرراً غير مباشر بمهنة الصحافة وفقاً للتقرير.

 

"لن نتخلى عن كتابة الحقيقة"

وأكد التقرير أن "الصحافة النسائية لا تعني فقط إنتاج المعلومات، بل تعني أيضاً أن تكون صوتاً للمهمّشين، وأن تحفظ الذاكرة الاجتماعية، وأن تكشف عن عنف الرجال، لذا فإن الضغوط التي نتعرض لها شهرياً لا تستهدف الصحفيين فحسب بل هي ضد الحقيقة، هذه الاعتداءات التي شهدناها في أيار/مايو الفائت ، دليل على أن إسكات الصحفيين لا يُقهر، وأن القلم يزداد قوةً في وجه كل ضغط "نحن في جمعية الصحفيات في بلاد ما بين النهرين، نؤكد مرة أخرى، أنه لا يمكن إخفاء الحقيقة من خلال الضغط على الصحفيين، عندما يُطلب منا الصمت، نزداد قوة، وعندما يُفرض علينا الحظر، نكتب أكثر، وعندما يتم إخضاعنا، نتضامن، حرية الصحافة لا يمكن أن تتحقق إلا مع حرية النساء، لن نتوقف أبداً عن كتابة الحقيقة".

 

9 صحفيين محتجزين

ولفت التقرير إلى أن صحفيان ومؤسسة إعلامية تعرضا لهجوم، وتم اعتقال صحفي واحد، بينما سُجن آخر، كما تم استدعاء 5 صحفيين للإدلاء بشهاداتهم، وتعرض صحفيان لسوء المعاملة، بينما تلقى اثنان تهديدات، كما تم منع أحد الصحفيين من متابعة الأخبار، وتم رفع دعاوى قضائية ضد 6 صحفيين، وحُكم على اثنين منهم بالسجن لمدة 10 أشهر وغرامة مالية، لا تزال 12 قضية قيد النظر ضد 19 صحفي، فيما تقبع 9 صحفيات في السجن.