مجلة "نيسان" ثمرة 11 عام من نضال الإيزيديات في شنكال
بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للفرمان الـ 74 على شنكال، أصدرت النساء الإيزيديات مجلة جديدة تحت اسم "نيسان" لتكون بمثابة رد على تلك الفاجعة وكثمرة كفاح وصمود النساء الإيزيديات على مدار أحد عشر عاماً من النضال.

جيلان روج
شنكال ـ تمثل مجلة "نيسان" تتويجاً لمسار النساء الإيزيديات الحافل بالمقاومة، وتفتح المجال لإعلاء صوت المرأة وتوثيق تجربتها الغنية في مواجهة الألم والتحول نحو القوة والمعرفة.
أطلقت النساء الإيزيديات، اللواتي تكافحن منذ 11عام ضد مختلف أشكال الاعتداءات والمجازر، أول مجلة لهن بعنوان "نيسان"، وهي مجلة تحمل طابعاً تذكارياً اجتماعياً وثقافياً، جاء إصدار هذه المجلة كثمرة لنضال ومقاومة طويلة، وانطلقت النسخة الأولى منها بشعار "سنرفع صوت السلام والمجتمع الديمقراطي رفضاً للإبادة التي تعرضت لها النساء الإيزيديات" ومن المقرر أن تُنشر المجلة في الثالث من آب/أغسطس الجاري والذي يصادف ذكرى الفرمان 74.
وتُجسد مجلة "نيسان" في معتقد الإيزيديين رمزية خلق الكون وبداية الحياة والطبيعة، وكذلك خلق كافة الكائنات الحية، وقد جاءت هذه المجلة كاستجابة رمزية للفَرمان الرابع والسبعين، وهي تُعد إنجازاً ثقافياً يُضاف إلى سجل نضالهم، وستنشر باللغتين العربية والكردية، وستصدر بشكل دوري كل ثلاثة أشهر لتصل إلى قرائها، وشارك في إعدادها أعضاء من شبكة إعلام المرأة، حيث لعبوا دوراً أساسياً في مراحل إعداد المجلة، وتمكنوا بتفانٍ من إخراجها في صورة متكاملة.
وقال بعض المشاركين، أن الهدف من إصدار المجلة هو إيصال رؤاهم ورسائلهم بلغة واضحة تعبر عن جوهر الوجود الإيزيدي، مع التركيز على قضايا المرأة والمجتمع والثقافة.
"لن ننسى الفرمان"
وقالت الصحفية روجين حبابي "يصادف الثالث من آب ذكرى الفرمان 74، حيث تحول ألم المجتمع الإيزيدي إلى وعي وتجدد، وعلى مدار 11 عام حصلت تغيرات عميقة في بنية المجتمع، لم ننسَ الفرمان، فجميع أطفالنا هم أبناء هذه المأساة، واجهناه بتنظيم صفوفنا وتعزيز التعليم، الإعلام والنشر في شنكال يسيران على خطى الشهداء، ونحن نواصل جهودنا وفاءً لروح الشهيدة نوجيان التي ضحّت بحياتها لنقل الحقيقة، ولن نترك كاميرتها تُنسى في التراب".
وأشارت إلى أن التحضيرات جارية لإصدار مجلة "نيسان" بالتزامن مع الذكرى السنوية الحادية عشرة للفرمان، بهدف إيصال صوت النساء الإيزيديات إلى القراء "هذه المجلة تُعد الأولى من نوعها التي تصدر من داخل المجتمع الإيزيدي بأيدي نسائية، اسمها مستوحى من فكرة النهضة، ويضم محتواها مواضيع متنوعة من أفكار القائد أوجلان حول علم المرأة "الجنولوجي" قضايا الشباب والمرأة والنضال العسكري والاجتماعي، إلى جانب قصائد وشهادات مؤلمة عن النساء الأسيرات، وقصص إيمان وذكريات راسخة".
وأكدت أن "الهدف من هذه المجلة إبراز صمود المرأة الإيزيدية بألوانها المختلفة، فبعد 11 عام من الألم والبحث عن الذات، استطعنا كنساء إيزيديات أن نعيد تشكيل مسارنا بالتعليم والتنظيم، ومن هنا جاء إطلاق هذه المجلة"، معتبرةً أنه "لشهر نيسان خصوصية عند المجتمع الإيزيدي، لكونه يُجسد رمزية التجدد في الطبيعة والكون، كما يتزامن مع ولادة القائد أوجلان".
وقالت روجين حبابي أن النساء الإيزيديات استطعن تحقيق تقدم ملموس في العديد من المجالات، لاسيما في مجال الإعلام، الذي يعد إحدى ساحات النضال البارزة "إن إصدار مجلة نيسان جاء نتيجة جهد كبير ومثابرة متواصلة"، مشيرةً إلى مدى الحماس الذي يحيط بهذا الإنجاز الثقافي.
ولفتت إلى أن المجلة تمثل أول إصدار نسوي في المجتمع الإيزيدي "نهدى هذه المجلة إلى القائد أوجلان لأنها تعكس أفكاره وفلسفته التحررية، أن المجلة تهدف إلى أن تكون صوتاً وألواناً تعبّر عن النساء الإيزيديات وجميع نساء العالم، أشكر كل من دعم هذا المشروع، وبشكل خاص لوحدة حماية المرأة (YPJ)، التي أسهمت بدور كبير في مرحلة الإعداد والإصدار، أن هذا التعاون يُعد تجسيداً للتضامن النسوي في سبيل تعزيز الوعي والوجود الثقافي للمرأة".
"مجلة نيسان وسيلة للتعبير عن صوت المرأة الإيزيدية"
من جانبها قالت الصحفية نوجين إيزدي إن الذكرى السنوية للفرمان شكلت فرصة مهمة لإطلاق مجلة نسوية جديدة حملت اسم "نيسان" لتكون وسيلة للتعبير عن صوت المرأة الإيزيدية في شنكال بعد أحد عشر عاماً من الصمت المفروض "إن اختيار اسم نيسان نابع من رمزيته العميقة داخل المجتمع الإيزيدي، إذ يُمثل لدى الكثيرين معاني البدايات والتجدد في الطبيعة، كما يتزامن مع مناسبات ذات طابع روحي وثقافي".
وأكدت أن المجلة تصدر باللغتين الكردية والعربية، وجاءت طبعتها الأولى استجابة رمزية لذكرى الفَرمان، وتهدف إلى تعزيز حضور المرأة الإيزيدية في المجالين الثقافي والإعلامي "إن المجلة ستكون فصلية، أي تصدر كل ثلاثة أشهر، وستُوزع في الذكرى الحادية عشرة للفرمان، في خطوة ترمي إلى تعزيز وعي النساء الإيزيديات بذواتهن، ونقل تجربتهن ومقاومتهن إلى نساء العالم كافة، عبر محتوى يعبّر عن تضحياتهن ونضالهن المتواصل".
"الإعلام النسوي في شنكال يسير على نهج نوجيان"
بدورها أكدت الصحفية بيريفان جيا أن إصدار مجلة "نيسان" يأتي في سياق إحياء صوت المرأة الإيزيدية في شنكال، مشيرةً إلى أن اسم المجلة يحمل رمزية خاصة مستمدة من أهمية شهر نيسان في الثقافة الإيزيدية، إذ يُعتبر بداية الحياة وتجدد الطبيعة، ويكتسب قدسية لارتباطه بولادة القائد عبد الله أوجلان، مشيرةً إلى أن المجلة إهداءً إلى روح الشهيدة نوجيان التي رفعت صوت النساء الإيزيديات خلال أحداث الفرمان، وكانت تطمح لرؤية المرأة الإيزيدية متقدمة في مختلف المجالات "الإعلام النسوي في شنكال يسير على نهج نوجيان، مستمداً من أهدافها المتمثلة في إظهار الحقيقة وتوثيق نضال المرأة".
وقالت في ختام حديها إن المجلة إهداءً للقائد عبد الله أوجلان ولكل امرأة مؤمنة بقضية التحرر، وأن الهدف من المجلة هو إبراز التنظيم النسوي والجهود التي تبذلها النساء في شنكال، لتكون صوتاً يُسمع داخل وخارج المجتمع الإيزيدي.