مجلة "بامداد بيدار" صوت السجناء والمحكوم عليهم بالإعدام

أطلق مجموعة من السجناء السياسيين في إيران مجلة "بامداد بيدار" بهدف تسليط الضوء على أوضاع السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، ونقل رواياتهم وتوثيق معاناة عائلاتهم.

مركز الأخبار ـ أكد القائمون على مجلة "بامداد بيدار"، أنهم يسعون إلى توسيع دائرة النضال من الزنازين إلى المجتمع بأسره، بهدف تغيير الخطاب العام حول عقوبة الإعدام، التي يرونها أداة للقمع والإذلال ولا تؤثر على السجناء فقط، بل على أسرهم والمجتمع وحتى حراس السجون أنفسهم.

صدر العدد الأول من مجلة "بامداد بيدار" التي أطلقها مجموعة من السجناء السياسيين في إيران، استمراراً لحملة "الثلاثاء لا للإعدام" تهدف المجلة إلى توثيق أوضاع السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، ونقل الروايات الشخصية لمن تم تنفيذ العقوبة بحقهم، ومواجهة الرواية الرسمية للحكومة الإيرانية.

وتزامن إصدار العدد الأول مع الأسبوع الـ69 للحملة، الذي شهد إضراباً واسعاً شارك فيه سجناء في 44 سجن بمختلف أنحاء البلاد، يتم تداول منشورات مجهولة المصدر على وسائل التواصل الاجتماعي، غالباً ما تكون مصحوبة برسوم توضيحية بالأبيض والأسود، وتنقل روايات حقيقية يرويها السجناء عن أصدقائهم وزملائهم الذين يواجهون أحكام الإعدام أو الذين تم تنفيذ العقوبة بحقهم، إلى جانب هذه الروايات، تحمل المنشورات تأملات حول واقع العنف داخل السجون، ورصد دورة الموت التي تتكرر في أروقتها.

ويقول القائمون على المجلة، إنهم من خلال كتابة ونشر الروايات، يقومون بتوسيع دائرة المقاومة من داخل زنزانات السجون إلى مستوى المجتمع، إنهم لا يعارضون عقوبة الإعدام فحسب، بل يعتبرونها أداة للإذلال والقمع، حيث أن عنفها لا يؤثر على السجين فحسب، بل يؤثر أيضاً على أسرته والمجتمع وحتى حراس السجن.

ولفتوا إلى أنهم لا يكتفون برفع صوتهم في حملة "الثلاثاء لا للإعدام"، بل يسعون إلى بناء مقاومة متجذرة عبر العمل الثقافي أن "الجمهورية الإسلامية ليست هيئة تحكيم بالنسبة لنا، لا للإعدام، هذا هو إيماننا وهذا عهدنا"، مؤكدين على التزامهم بمواصلة النضال، حيث يأخذون الأقلام ليكتبوا ويوسعوا دائرة مقاومتهم، من زنزانات السجن الباردة إلى شوارع المدن النابضة بالحياة. ومع كل رقم يُسجل وكل خطوة تُتخذ، ستكبر هذه الدائرة أكثر فأكثر.

منظمة "صباح الصحوة" وهي مجموعة تعمل على مواجهة عقوبة الإعدام وتعزيز الوعي حول تأثيرها السلبي على المجتمع، طلبت من عائلات الأشخاص الذين تم إعدامهم، قصصهم وتجاربهم، مؤكدة أنهم سيوصلون أصواتهم إلى الجميع وسيحولون هذه المبادرة إلى أداة للتوعية والمقاومة.

تركز حملة "استيقظ صباحاً" على معارضة عقوبة الإعدام بكل أشكالها فمن وجهة نظرهم، فإن كل حياة بشرية ثمينة ولا يحق لأي قرار قضائي أن يأخذها، ووعدت المؤسسة الإعلامية القائمة على الحملة بتنفيذ المزيد من البرامج والأنشطة مستقبلا لتعزيز صوت "لا للإعدام".

وتتناول إحدى المقالات في هذه الوسيلة الإعلامية قصة "آيدين" ابن "شريفة محمدي" المحكوم عليها بالإعدام. يكتب المؤلف في بداية المقال أنه لم يلتق بآيدين قط، وقد عرفه من خلال كلماته النبيلة ومخاوفه التي تعكس عمق تجربته وتأثير الظروف القاسية التي يعيشها.

ويقول القائمون في المجلة، إن قصة معاناة عائلات السجناء خاصةً المحكوم عليهم بالإعدام، من المواضيع التي ستُطرح على قناة بامداد بيدار "ليس ضحايا الإعدام وحدهم من تُزهق أرواحهم، فكل إعدام يُنشر موجة من الألم والمعاناة في المجتمع، نعتزم سرد قصص المتضررين من هذا الحكم المروع من خلال مقابلات شخصية وحقيقية، وإيصال أصوات هذا الألم إلى مسامع الجمهور".

وأكدوا أن عنف الإعدام يتجاوز الفرد، حتى أن حراس السجن هم ضحايا لهذا العنف "الإعدام ليس مجرد إزهاق روح سجين، بل دائرة عنفه تتجاوز المشنقة لتطال العائلات والمجتمع، بل وحتى حراس السجن، هذه الدائرة المفرغة تُعيد إنتاج العنف وتترك ندوباً عميقة، سنتحدث عن حراس سجن وقعوا هم أنفسهم ضحايا لهذه الدائرة المظلمة".

ويعتزم القائمون في "باماد بيدار" الوصول إلى عدد أكبر من الناس مع كل عدد من هذه المطبوعة، وحتى جعل أصواتهم مسموعة "سنعقد مؤتمرات واجتماعات، ليس فقط في السجن، ولكن في كل ركن من أركان هذه الأرض، حتى يتردد صدى صوت هذه المطبوعة وتحليلاتها ورسائلها".