مجلس المرأة العام يشدد على أهمية تعزيز دور المرأة السورية في بناء المستقبل

شدد الملتقى التشاوري الذي نظم في مدينة حلب السورية، على ضرورة إشراك النساء في مفاوضات السلام باعتبارهن عنصراً أساسياً في تحقيق العدالة الانتقالية وبناء السلم الأهلي.

مركز الأخبار ـ تحت شعار "بنضال النساء السوريات نبني سوريا الديمقراطية"، نظم مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل، ملتقى تشاورياً بمدينة حلب السورية، بمشاركة عشرات الناشطات والمهتمات بقضايا المرأة والديمقراطية.

جاء الملتقى التشاوري الذي نظمه مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل، أمس السبت 12 نيسان/أبريل، كخطوة لتعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة، تماشياً مع رؤية الحزب لسوريا جديدة تُبنى على أسس المساواة والعدالة.

وبدأ الملتقى بكلمة ترحيبية من فاطمة الصالح، عضوة مجلس المرأة في حلب، أكدت فيها على "دور المرأة المحوري في تشكيل مستقبل البلاد، خاصة بعد سنوات من النضال المستمر".

 

المرأة صانعة التغيير وليست ضحية

فيما قدّمت فاطمة العلي، الناطقة الرسمية باسم مجلس المرأة العام، محور الملتقى مستذكرةً تضحيات الشهداء، وعلى رأسهم هفرين خلف التي وصفتها بـ "رمز القيادة النسائية التي ضحت بالغالي من أجل الحرية والكرامة".

وأشارت فاطمة العلي إلى أن "المرأة السورية لم تكن الضحية خلال الحرب، بل تحولت إلى فاعل رئيسي في صناعة التغيير"، مضيفةً "لا نريد اعترافاً رمزياً، بل مشروعاً وطنياً يُشركنا كشريكات حقيقيات في بناء سوريا الديمقراطية". كما سلطت الضوء على تجارب النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث نجحن في تحويل مناطق الصراع إلى نماذج لإدارة المؤسسات التعليمية والمحلية، وقيادة حملات العدالة الاجتماعية.

 

نضالٌ تاريخي

من جانبها، استعرضت فاطمة الصالح تاريخ نضال المرأة منذ اندلاع الثورة السورية، مؤكدةً أن "النساء حوّلن الألم إلى أمل عبر قيادة الحراك المجتمعي، ووضعن أسساً لمجتمعات تقوم على الشراكة بين الجنسين".

واختُتم الملتقى بعدد من المخرجات التي هدفت إلى ترجمة النقاشات إلى خطوات عملية، أبرزها تعديل الدستور المستقبلي لضمان المساواة الكاملة بين الجنسين، وتمثيل عادل للمرأة في مؤسسات الدولة، مع إلزام القانون بتطبيق هذه الضمانات، وإنشاء مفوضية وطنية للمرأة مهمتها مراقبة تنفيذ السياسات النسائية، وتوثيق الانتهاكات، ودعم المشاركة السياسية، برامج تدريبية للشابات، وإشراك النساء في مفاوضات السلام باعتبارهن عنصراً أساسياً في تحقيق العدالة الانتقالية وبناء السلم الأهلي.

وختاماً، جسّد الملتقى رؤية حزب سوريا المستقبل ومجلس المرأة العام لسوريا المستقبل، حيث تُصاغ القرارات بمشاركة النساء، ليس كرموز، بل كلاعبات أساسيات في صناعة التغيير. وتظل حلب، المدينة التي عانت من ويلات الحرب، منصةً لإثبات أن الديمقراطية تبدأ بتمكين نصف المجتمع.