مهندسة إيرانية تُقصى وتُضرب بعد فوزها في التصويت
تعرضت إحدى عضوات منظمة الهندسة المدنية في محافظة أصفهان، التي كانت تحتج على مخالفات مالية واتهامات بالتربح، لاعتداء جسدي عنيف، ما أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل، حيث اعتبرها كثيرون تجسيداً صارخاً لـ "العنف ضد المرأة" في إيران.

مركز الأخبار ـ العنف ضد النساء في إيران لا يزال قضية متفاقمة، حيث تتعرض النساء للقمع الجسدي والمؤسسي، خاصة في سياق الاحتجاجات أو رفض قوانين الحجاب الإلزامي، ورغم المطالب الدولية، تواصل السلطات استخدام القوة والاعتقالات لإسكات الأصوات النسائية.
أفادت تقارير إعلامية إيرانية، نُشرت أمس الاثنين 4 آب/أغسطس، أن العضوة في مجلس منظمة الهندسة المدنية بمحافظة أصفهان المهندسة سحر تيموري قد عبّرت خلال كلمتها عن احتجاجها على سوء الإدارة المالية وبعض عقود الإيجار داخل المنظومة، ما أثار توتراً في أجواء الاجتماع.
أظهر مقطع الفيديو المتداول أن سحر تيموري، عقب تعبيرها عن احتجاجها، تعرضت لاعتداء جسدي وإهانات لفظية، فيما تحولت محاولات الحاضرين لتهدئة الموقف إلى مشادات كلامية واشتباكات جسدية.
وقد أثار الفيديو ردود فعل واسعة، خصوصاً على منصات التواصل، حيث اعتبره العديد من نشطاء المجتمع المدني نموذجاً صارخاً لـ "العنف ضد المرأة في بيئات العمل المهنية".
قالت سحر تيموري، التي ظهرت في مقطع الفيديو المتداول، إنها حصلت على 306 أصوات بعد ثلاث جولات من التصويت، لكن تم رفض فوزها وتم اختيار شخصين آخرين بدلاً منها، وأضافت "أعلنت أنني سأُلقي كلمة ثم أغادر، لكنهم منعوني من الحديث، وتعرضت لاعتداء جسدي وضرب"، مؤكدةً أنها قدمت شكوى رسمية ضد المعتدي، وتتابع القضية عبر المسار القضائي.
في بيان أصدرته منظمة الهندسة المدنية بعد الحادث، أُشير إلى أن "بعض الأعضاء تصرفوا بطريقة لا تليق بالمهنة، مما أدى إلى اضطراب في سير الاجتماع".
وأكد البيان أن الجهات الأمنية والقضائية تحقق في الحادث، كما أدانت المنظمة أعمال العنف، ووصفتها بأنها "إساءة لمكانة الهندسة".
لكن البيان اعتبر أيضاً أن نشر الفيديوهات كان جزءاً من حملة منظمة من قبل "شبكات معادية"، في محاولة لتشويه صورة المؤسسة.
ورغم تأكيد الرواية الرسمية على الحفاظ على النظام ونفي أي خلفية سياسية للحادث، يرى كثيرون أن ما حدث يُعد مثالاً واضحاً على قمع الأصوات المنتقدة واستمرار العنف ضد النساء في المؤسسات الرسمية.